أستاذة علوم سياسية: الأزمة السودانية ناتجة عن فشل الأحزاب في إدارة الصراع السياسي

 قالت الدكتورة سالي توفيق، أستاذة العلوم السياسية بكلية الدراسات الأفريقية العليا، إن هناك عدة أسباب تقف وراء التقدم الذي يحققه الجيش السوداني في مواجهة قوات الدعم السريع، أبرزها فشل الأحزاب السياسية في إدارة الصراع السياسي، وضعف الفعل الحزبي والمدني في البلاد.

 وأكدت سالي لـ فيتو أن "الأحزاب السودانية لم تتعلم من دروس فشلها في إدارة الصراع السياسي، واستقوت بالجيش والدعم السريع دون أن تتخذ موقفًا موحدًا تجاه الحرب".

وأضافت أن "فشل العمل السياسي هو السبب الأول في اندلاع الحرب، مما أدى إلى دخول الأحزاب في مرحلة من الضعف والتدهور".

تدخلات خارجية وتحديات أمام الحكومة السودانية

وفيما يتعلق بالتدخلات الخارجية، قالت سالي إن "الدعم الخارجي لقوات الدعم السريع أصبح معروفًا للجميع، وهو أحد الأسباب الرئيسية للحرب السودانية". 

وأوضحت أن التدخلات الأجنبية تهدف إلى "إعادة هندسة المنطقة والسيطرة على السودان وموقعه الاستراتيجي بثرواته المختلفة".

وأكدت أن "المبادرات الدولية والمحلية لم تقدم حلولًا جذرية للصراع، بل كانت في كثير من الأحيان منحازة لدعم قوات الدعم السريع" مشيرة إلى أن "الموقف الإقليمي، وخاصة في إفريقيا، يعتبر سلبيًا في التعامل مع الحكومة السودانية الحالية، في حين أن إسهامات المؤسسات الأممية كانت خجولة في محاولة إيقاف الحرب".

الأمل في حلول سياسية وإنهاء الصراع

ورغم هذه التحديات، أشارت الدكتورة سالي توفيق إلى "الأمل الذي يظل قائمًا في إمكانية توقف الحرب في العام الحالي، خصوصًا مع تقدم الجيش السوداني في بعض الجبهات".

وأضافت أن "العام 2025 قد يشهد زيادة في الضغط على قوات الدعم السريع، ما قد يدفعهم إلى قبول وقف لإطلاق النار، لكن المشكلة الأساسية تبقى في غياب الحلول السياسية الجذرية التي تعالج أسباب الصراع".

كما لفتت إلى أن "الحل العسكري لا يمثل حلًا حقيقيًا للأزمة السودانية، بدليل أن قوات الدعم السريع، التي كانت في بداية الحرب تسيطر على معظم المواقع الحيوية، لم تستطع الحفاظ على هذه السيطرة بعد مرور عام كامل من النزاع". 

وشددت على أن "إيقاف الحرب يجب أن يكون الهدف الأول، مع ضرورة التوصل إلى تفاهمات سياسية تؤدي إلى سلام مستدام".

التحديات الداخلية والانهيار المحتمل

وحذرت سالي من "تدهور الوضع الداخلي في السودان نتيجة لتفشي الأزمات الصحية والاجتماعية والاقتصادية، ما قد يؤدي إلى انهيار المجتمع". 

وأضافت أن "عودة الأمن والاستقرار إلى الخرطوم قد يكون له تأثير إيجابي في عودة النازحين السودانيين إلى ديارهم وتحقيق الانتعاش الاقتصادي، لكن هذا يتطلب استقرارًا نسبيًا وقدرة الحكومة على تقديم الخدمات الأساسية".

وأكدت سالي أن "المجتمع السوداني بأسره أصبح خارج دائرة العمل والإنتاج بسبب استمرار الحرب، والسؤال الذي يطرح نفسه في عام 2025، هو: كيف يمكن إعادة تحفيز المجتمع السوداني ليعود إلى دائرة الإنتاج في ظل هذه التحديات العميقة؟"

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.