الأزمة السودانية إلى أين؟، الخبراء: الهزائم العسكرية تؤكد تدهور موقف حميدتي.. التحدي الأكبر هو إيجاد صيغة توافقية لتشكيل آلية لحماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية
مرت عدة شهور على اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، مخلفة مئات القتلى والمصابين وملايين النازحين.
وكشفت الأمم المتحدة في تقاريرها عن حصيلة خسائر الحرب في السودان، تسببت في مقتل أكثر من ألف شخص، فيما أدت لإصابة ما يزيد عن 12 ألف آخرين، فى حين أكدت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في بيان صادر عنها، أن المعارك الضارية أدت لنزوح 3 ملايين شخص، إضافة إلى عرقلة تزويد الناس بخدمات الكهرباء والماء والدواء والرعاية الصحية.. الأمر الذى يطرح تساؤلا هاما بشأن مستقبل السودان.
يرى الدكتور رمضان قرني، الخبير في الشأن الأفريقي، أن الأزمة السودانية تظل رهينة لمواقف القوى الدولية المختلفة، رغم تداعيات الحرب المدمرة التي يشهدها السودان على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، الاقتصادية، والإنسانية.
السودان عانى من إهمال دولي
وأشار قرني إلى أن السودان قد عانى من إهمال دولي بسبب انخراط القوى الدولية في أزمات أخرى مثل النزاع في غزة وأزمة أوكرانيا خلال الأشهر الـ19 الماضية.
وأوضح قرني أن الأزمة السودانية ظلت بلا اهتمام عالمي كافٍ نتيجة لانشغال القوى الدولية بأزمات أخرى.
وأكد أن هذه الأوضاع من المتوقع أن تستمر في ظل عجز مؤسسات الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة عن تحقيق أي اختراق سياسي أو تقديم حلول ملموسة للأزمة.
وأضاف أنه في ظل التغيرات السياسية في الولايات المتحدة، وانشغال الإدارة الأمريكية بترتيبات انتقال السلطة من إدارة بايدن إلى إدارة ترامب، فإن الوضع السوداني قد يظل في وضعية التجميد لفترة طويلة.
مجلس الأمن الدولي يطرح مشروعًا بشأن آلية لحماية المدنيين
وفي سياق الجهود الدبلوماسية، لفت قرني إلى أن مشروع قرار تقدمت به كل من بريطانيا وسيراليون لمجلس الأمن الدولي، يهدف إلى تشكيل آلية تلزم طرفي النزاع في السودان بالامتثال لمقررات اتفاق جدة، الذي تم التوقيع عليه في مايو 2023، ويشمل المشروع النظر في تشكيل وحدة حماية إقليمية بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي والأطراف الدولية والإقليمية الأخرى، لكن المشروع يواجه رفضًا روسيًا، حيث ترى موسكو أن القرار يعتبر تدخلًا في الشأن السوداني وتطالب بأن تكون الأولوية لوقف إطلاق النار، وهذا الموقف الروسي قد يعوق تبني المشروع في مجلس الأمن.
التحديات العسكرية والإنسانية في السودان
وبالنسبة للموقف العسكري على الأرض، أكد قرني أن الوضع في السودان لا يزال معقدًا، حيث يواصل طرفا النزاع؛ الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الإعلان عن تحقيق نجاحات عسكرية في مناطق مختلفة. ورغم ذلك، لا يزال التحدي الأكبر هو إيجاد صيغة توافقية تسمح بتشكيل آلية عملية لحماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية في المناطق المتضررة.
وأشار إلى أن إحدى الاختراقات السياسية قد تكون في موافقة الطرفين على تشكيل "آلية امتثال" تضمن حماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، خاصة بعد إعلان الجيش السوداني عن تمديد فتح معبر "أدري" الحدودي مع تشاد لإيصال المساعدات الإنسانية، والتأكيد على استمرارية التعاون مع المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة المعنية.
توقعات المرحلة المقبلة
وأكد قرني أن المرحلة المقبلة ستشهد تحديات كبيرة، حيث من المرجح أن تستمر الأزمة السودانية في ظل الوضع السياسي الراهن وتباين المواقف الدولية والإقليمية.
وأضاف أن الأمل يبقى معقودًا على جهود المجتمع الدولي للضغط على الأطراف المتنازعة من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم.
قوات الدعم السريع فى موقف حرج
فيما قالت الدكتورة سالي توفيق، أستاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات الأفريقية العليا: إن قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بـ "حميدتي"، باتت في موقف حرج نتيجة للهزائم العسكرية التي تعرضت لها في العديد من الجبهات، خاصة في منطقة جبل موية الاستراتيجية.
وأضافت أن الخسارة الأكبر تكمن في أن قوات الدعم السريع أصبحت محاصرة في تلك المنطقة، ما يعكس تدهورًا خطيرًا في موقفها العسكري.
وأكدت الدكتورة سالي توفيق أن حميدتي لا يعاني فقط من تراجع عسكري، بل من تراجع سياسي على المستوى الدولي.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد فرضت عقوبات على بعض أفراد عائلة حميدتي، وبالأخص شقيقه الأصغر القوني حمدان دقلو، بتهمة التورط في الاتجار بالأسلحة المستخدمة في الهجمات العسكرية على الفاشر في شمال دارفور.
وفيما يتعلق بتلك العقوبات، أوضحت سالي أن وزارة الخزانة الأمريكية قد أعلنت الثلاثاء الماضي عن فرض عقوبات على القوني حمدان دقلو، الذي تم اتهامه بشراء أسلحة استخدمتها قوات الدعم السريع في تنفيذ عمليات عسكرية ضد المدنيين في دارفور، وتتهم الولايات المتحدة قوات الدعم السريع بارتكاب فظائع وحشية تشمل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بالإضافة إلى ممارسات التطهير العرقي.
وتأتي هذه التطورات في وقت يحقق فيه الجيش السوداني بعض المكاسب الميدانية في مناطق متعددة، بما في ذلك الخرطوم وبحري ومنطقة جبل موية، بعد تنفيذ عمليات عسكرية متزامنة على عدة جبهات. وتزداد الأوضاع سوءًا في ظل الحرب الأهلية المستمرة منذ أبريل 2023، التي أدت إلى نزوح نحو 10 ملايين شخص، مع تفشي الجوع والعنف العرقي في العديد من المناطق.
وقالت إن تراجع قوات الدعم السريع عسكريًّا وسياسيًّا قد يغير من مجريات الحرب في السودان، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في البلاد، التي تعيش أزمة إنسانية مستمرة بسبب النزاع الدائر.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.