«نادية لطفي.. الصعيدية الشقراء».. ساهمت في رعاية مصابي حرب أكتوبر.. وثقت مجازر صبرا وشاتيلا وفضحت شارون في القنوات العالمية.. واحتلت أعمالها مكانة مميزة في قائمة أفضل 100 فيلم مصري

نادية لطفى، فنانة بكل المقاييس.. هي الصعيدية الشقراء ولويزا الجميلة والعندليبة الشقراء. جمعت بين الجمال الشرقي والملامح الأوروبية. لديها حس فنى عالى. قدمت إلى الشاشة المصرية أدوارا متميزة، فكانت بعيدة تماما عن السينما التجارية، وعرفت بالشهامة و"الجدعنة".

 لها مواقف وطنية وسياسية تحسب لها، وكان لا يهمها مساحة الدور فى أعمالها حتى لو كانت ضيفة شرف، ورحلت في عام 2020 عن عمر يناهز 83 عامًا.

كان لنادية لطفي مواقف وطنية على المستوى المصري والعربي، فهي الفنانة الأولى التي ساهمت فى رعاية مصابي حرب أكتوبر 1973، وذهبت إلى المستشفيات العامة لاستقبال الجرحى والمصابين أثناء الحرب، وكان تضامنها مع القضية الفلسطينية معلنا للجميع، كما أنها التقت بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وذهبت معه في جولة لزيارة بعض المواقع العسكرية أثناء حصار القوات الإسرائيلية لبيروت.

الأب صعيدى والأم شرقاوية 

 ولدت الفنانة الراحلة بولا محمد مصطفى شفيق الشهيرة بـ نادية لطفي في مثل هذا اليوم 3 يناير 1937، بحي عابدين بالقاهرة، لأب مصري من قنا وأم مصرية من الشرقية اسمها فاطمة، وليس كما يُدّعى أنها بولندية، وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية بمصر عام 1955، واكتشفها المخرج رمسيس نجيب وهو من قدمها للسينما. 

 وعلى مدار أكثر من ستين عاما قدمت نادية لطفي رصيدا كبيرا من الأعمال السينمائية التي شكلت هوية السينما المصرية واحتلت أفلامها مكانة مميزة في قائمة أفضل 100 فيلم في السينما مثل:الخطايا وأبي فوق الشجرة والمومياء والناصر صلاح الدين والمستحيل والسمان والخريف وغيرها.

فيلم سلطان بداية نادي لطفي فى السينما 

 وكانت بداية نادية لطفي من خلال الوقوف على المسرح وهي في العاشرة من عمرها، لكن سرعان ما ابتعدت عن المسرح لتعود إلى التمثيل مجددا عن طريق الصدفة حيث رآها المنتج جان خورى فى حفل عائلي ومعه المنتج السينمائي رمسيس نجيب الذى قدمها إلى السينما لأول مرة فى فيلم " سلطان "عام 1959، واختار لها اسم نادية لطفى اقتباسا من اسم فاتن حمامة فى فيلم " لا أنام " عن قصة احسان عبد القدوس الذى عبر عن إعجابه بها وقال لها: أنت بالفعل نادية لطفى التى الهمتنى فكرة قصة لا أنام.

 وكانت المحطة الثانية عام 1963 مع فيلم النظارة السوداء من بطولة أحمد مظهر ونادية لطفي، وظهر الفنان أحمد رمزي كضيف شرف من إخراج حسام الدين مصطفى، تألقت بعدها على امتداد السنوات، فقدمت فيلمين مع الفنان عبد الحليم حافظ هما الخطايا، أبى فوق الشجرة، ومع شكرى سرحان قدمت أفلام: عودى يا أمى، هارب من الحياة، رحلة داخل امرأة، ومع رشدى أباظة: سلطان جريمة في الحى الهادئ، عدو المرأة، أبدا لن أعود، ومع يحيى شاهين " الأخوة الأعداء " وآخر أفلامها " الأب الشرعى " عام 1986، وقدمت عملا دراميا تليفزيونيا واحدا يحمل اسم "ناس ولاد ناس"، وقدمت عملًا مسرحيا واحدا وهو "بمبة كشر" واعتزلت العمل الفني عام 1993.

نادية لطفي تقف إلى جانب المقاومة الفلسطينية 

 فى عام 1982 ذهبت نادية لطفى في رحلة شهيرة إلى لبنان ــ أثناء حصار بيروت ــ ووقفت مع المقاومة الفلسطينية، وقامت بتسجيل ما حدث من مجازر، ونقلته لمحطات تلفزيون عالمية، مما دفع العديد من الصحف والقنوات للقول بأن كاميرا نادية لطفي التي فضحت ما قام به السفاح الإسرائيلي (شارون) في صبرا وشاتيلا، وأنها لم تكن كاميرا بل كانت مدفع رشاش في وجه قوات الاحتلال الإسرائيلية، وظلت "نادية" تطوف لشهور بنفسها على العديد من عواصم العالم، لتعرض ما قام به شارون في هذا الوقت من أعمال عدائية، وعلقت هى قائلة: مستعدة أدخل فى حيطان ونار مش بس حصار.

 جمعت نادية لطفى شهادات الأبطال المصابين فى حرب أكتوبر خلال فيلم “جيوش الشمس” مع المخرج شادى عبد السلام، وهو فيلم تسجيلى يحتوى على مشاهد حقيقية من أحداث حرب أكتوبر 1973، وسجلت خلاله النجمة المناضلة شهادات الجنود المصابين والجرحى داخل مستشفىات القصر العينى والمعادى العسكرى عن الحرب.

نادية لطفي توثق الحروب التي تعرض لها العالم العربي  

 فى سنواتها الأخيرة ابتعدت نادية لطفى عن تقديم أعمال فنية نظرا للتقدم فى السن وإصابتها بأمراض الشيخوخة فبدأت عام 2003 على إعداد كتاب وثائقي يسجل الحروب التي تعرض لها العالم العربي منذ عام 1956، مركزة على أحداث الهجمات الأمريكية والبريطانية على العراق، وقالت إنها قررت إصدار كتاب يعبر عن رؤيتها كفنانة تجاه الأحداث التي تعرض لها العالم العربي حيث تعتبر نفسها شاهد عيان على هذه الأحداث، مضيفة أنها لن تكتب الأحداث ولكنها ستتحدث عنها كمواطنة، لافتة إلى أنها ستخصص فصلًا من الكتاب للحديث عن دور الفن في الأحداث التي تعرضت لها مصر، وكيف صور الفن الحروب التي وقعت على مصر ودور الفنانين في دعم الحالة المعنوية للجنود على جبهة القتال، 

شادى عبد السلام.. حكاية مخرج مصرى وصل إلى العالمية.. بدأ حياته الفنية مصممًا للديكور.. "المومياء" يكشف عبقريته.. وهذا سر رفض الرقابة عرض الفيلم

في ذكرى أبو عمار، أعمال فنية خلدت سيرة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات

 كما أعلنت في أحد اللقاءات الصحفية إنها تعكف على كتابة قصة حياة الفنانة الراحلة أمينة رزق، منذ مولدها حتى رحيلها، ساردة واقع المجتمع المصري خلال هذه الفترة.

 تولت الفنانة الراحلة نادية لطفى رئاسة جمعية الحمير، والتي أسسها الراحل زكي طليمات خلفًا لوزير الصحة الراحل محمد محفوظ، حيث كان  يشترط على الأعضاء بالجمعية العمل بدون أجر، ويكون عنده صبر مثل الحمار، وكان يتم إصدار كروت لأعضاء الجمعية مرسوما عليها "حمار" ومكتوب عليه كلمات مختلفة مثل: حامل الحدوة، حرحور، ده جحش.

مذكرات نادية لطفى 

 فى الذكرى الأولى لوفاة الفنانة نادية لطفى أصدرت إحدى دور النشر مذكرات نادية لطفى التى أعدتها قبل الرحيل التى تقول فيها: تأثرت صناعة السينما بعد نكسة 1967، حتى أن أغلب النجوم اضطروا للهجرة إلى بيروت بحثا عن فرصة، واضطر بعضهم للمشاركة في أعمال أساءت إلى تاريخهم، بسبب وصول جرعات الجنس والعري والهزل في تلك الأفلام إلى مستويات غير مسبوقة وكأنها "مخدرا" للجمهور لينسى مرارة الهزيمة، وبعد سنوات من التخبط وعدم الاستقرار جاء نصر أكتوبر واستردت مصر كرامتها وأرضها وروحها، وكان الأمل أن تسترد السينما عافيتها كسابق عهدها، ولكن الواقع كان عكس ذلك.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.