شادى عبد السلام.. حكاية مخرج مصرى وصل إلى العالمية.. بدأ حياته الفنية مصممًا للديكور.. "المومياء" يكشف عبقريته.. وهذا سر رفض الرقابة عرض الفيلم
شادى عبد السلام، مخرج مصري صعيدي سمى بالفرعون، نظرا لاهتمامه بقصص الفراعنة، ووصف بالعبقرى الراهب، عاشقا لمصر، جمع فى أعماله بين الثقافة المصرية القديمة والتراث الإسلامى والقبطى، وعمل مهندسا للديكور فى عدة أفلام ، وتتلمذ على يد المعماري الشهير حسن فتحى، إلا أن بداياته فى السينما كانت مع المخرج صلاح أبو سيف، ورحل فى مثل هذا اليوم عام 1986.
حصل المخرج شادى عبد السلام على شهرة عالمية كبيرة في الخارج أكثر منها في مصر، بسبب منع عرض أعماله في مصر لاصطدامها مع الرقابة على المصنفات، والتي كانت تصل إلى المنع لسنوات طويلة، بالرغم من عالمية أعماله وحصوله على جوائز عالمية بشأنها.
تصميم الديكور والملابس
ولد المخرج العالمى شادى محمد محمود عبد السلام الصباغ ـ الشهير بـ شادى عبد السلام ـ عام 1930 بالمنيا لأب كان يعمل محاميا بمحافظة المنيا، حيث الآثار الفرعونية والإسلامية والقبطية ومدينة آتون التي عبدت الإله الواحد، انتقل إلى الإسكندرية وتخرج في مدرسة فيكتوريا كوليدج، وسافر إلى إنجلترا لدراسة المسرح، وعاد ليلتحق بكلية الفنون الجميلة قسم الديكور، وبعد التخرج عمل أستاذا بمعهد السينما قسم الديكور وتصميم الملابس.
فى أوائل الخمسينيات بدأ شادى عبد السلام حياته مصمما للديكور، فعمل مساعدا للمهندس رمسيس واصف أوائل الخمسينيات، وفى تلك الفترة اختارته الراقصة تحية كاريوكا لتصميم بدل الرقص لها، ثم بدأ عمله مهندسا للديكور في أفلام (الوسادة الخالية، انا حرة، صلاح الدين، واسلاماه مع المخرج أندرو مارتن، كليوباترا، شفيقة القبطية، المظ وعبده الحامولى، الخطايا، بين القصرين، رابعة العدوية، أمير الدهاء) وغيرها.
إعجاب بالفنان المعمارى حسن فتحى
عن بداياته الفنية يقول المخرج العالمى شادى عبد السلام: “لم أخطط لحياتي لأكون مخرجا، بل كنت وأنا شاب أهوى الرسم والديكور، ومن هنا بدأت دراستى للعمارة إعجابا بأستاذى الفنان حسن فتحى، أما الفن فهذه قصة أخرى بدأت عند صلاح أبو سيف، يوم طرقت باب بيت المخرج الكبير صلاح أبو سيف عام 1957 وكان جارا لى في الزمالك، وقلت له أريد أن أعمل في السينما، رحب بى وأصبحت ظلا له في الاستوديو يوميا، وأثناء تصوير فيلم "الفتوة" كنت شبه متفرج فقط للوقت الذي تستغرقه كل لقطة، ثم عملت معه مهندس ديكور فى أفلام (الوسادة الخالية، الطريق المسدود، أنا حرة).
وأضاف شادى عبد السلام: جاءت الفرصة الثانية عام 1961 فى ديكور فيلم "الناصر صلاح الدين "عندما بدأ إخراجه عز الدين ذو الفقار، وبوفاته توقفت عن العمل بالفيلم، بعد أن تولاه يوسف شاهين وتوالت بعدها ديكورات الأفلام مع المخرجين منهم هنرى بركات وحلمى حليم، ومع المخرج الأمريكى أندرو مارتن فى فيلم "واسلاماه ".
بعد هذه المرحلة اتجه المخرج شادى عبد السلام إلى إخراج الأفلام وخاصة الأفلام التاريخية، ويعد أول أعماله الإخراجية فيلم "المومياء" عام 1970 الذى قام بكتابة السيناريو الخاص به، وعرض السيناريو على المخرج العالمى روسيللينى الذى كان معجبا بأسلوبه فى الإخراج، وسبق وشاركه شادى فى عمل ديكور فيلم "الحضارة ".
رفض الرقابة للمومياء خمس سنوات
عن فيلم المومياء يقول شادى عبد السلام: يرجع إلى المخرج روسيللينى الفضل في اتجاهي إلى إخراج الأفلام الروائية فكتبت سيناريو فيلم "المومياء" وعرضته عليه وعرضه بدوره على وزير الثقافة ثروت عكاشة، فأعجب به وضم السيناريو إلى مشاريع مؤسسة السينما، ولم يخرج إلى النور إلا عام 1975، فكان أول إخراجي استغرق إعداده ست سنوات، وقام ببطولته أحمد مرعى ونادية لطفى وزوزو حمدى الحكيم وشفيق نور الدين، ورفضته الرقابة بحجة أنه يحارب القومية العربية، بالرغم من أنه عرض في جميع أنحاء العالم، وعرضته أيضا أغلب مهرجانات العالم السينمائية، وحصلت عنه عدة جوائز دولية، وعرضته مصر بعد خمس سنوات من إنتاجه.
وأكمل شادى عبد السلام: أردت في هذا الفيلم أن أعبر عن نفسى وعن مصر في شخصية الإنسان المصرى عبر التاريخ، وجاءتني الفكرة من معجزة اكتشاف مومياوات خبيئة الدير البحري، وقد اختاره الناقد العالمى جورج سادول كأحسن فيلم أجنبي على مستوى العالم عام 1970.
قرار يوسف السباعى عرض المومياء
لم يعرض فيلم "المومياء " بمصر إلا عندما قرر يوسف السباعي وزير الثقافة، عرض الفيلم داخل مصر، باعتباره عملا فنيا متكاملا يصل بالفيلم المصري إلى المستوى العالمي، وذلك بعد أن شاهد عرضا للفيلم بطوكيو أثناء زيارته لليابان.
منع عرض جيوش الشمس
وجاءت مرحلة الاتجاه إلى السينما التسجيلية، فقدم شادى عبد السلام أفلام (شكاوى الفلاح الفصيح، آفاق ١٩٧٢، نصر أكتوبر 73، جيوش الشمس)، وهذا الفيلم مازال التليفزيون المصرى يمنع عرضه رغم مرور 42 عاما، وفي عام ١٩٨٢ قدم فيلم "كرسى توت عنخ آمون"، ثم فيلم "الأهرامات وما قبلها" عام ١٩٨٤.
وبعد نجاح أفلام شادى عبد السلام التاريخية والتسجيلية بدأ فى اخراج فيلم “ اخناتون إله التوحيد” وظل يبحث أكثر من 15 عاما عن منتج له، ولم يهتم أحد بالقصة، وفى نفس الوقت عرضت عليه جميع دول العالم أن تنتج له الفيلم، لكنه رفض وكان يقول "إخناتون" لابد أن يكون مصريا ولن أساوم في تاريخ الوطن.
يرفض عروضا عالمية لإنتاج إخناتون
ورفض شادى عبد السلام عرضا أمريكيا كان يريد إظهار إخناتون زنجيا أسود، ورفض عرضا كنديا لجعله فيلما سياحيا، حتى إسرائيل عرضت عليه إنتاج الفيلم ولكنه رفض أيضا، لكن لم يمهله القدر لتحقيق حلمه بإخراج فيلم إخناتون، ولم يصور إلا نصف مشاهد الفيلم، وأصيب بمرض سرطان البروستاتا، وأجرى جراحات كثيرة لاستئصال الأورام، ليرحل في مثل هذا اليوم 8 أكتوبر عام 1986.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو) أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.طية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ،