رئيس التحرير
عصام كامل

سيف الله المسلول، أسرار عبقرية خالد بن الوليد في فتوحات العراق

سيف الله المسلول،
سيف الله المسلول، فيتو

خالد بن الوليد، رضي الله عنه، هو أعظم عقلية عسكرية، وأخطر عبقرية حربية عرفها التاريخ.. اكتشف رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، مواهبه الفذة في الجندية، والقتال، وأطلق عليه "سيف الله المسلول"، رغم أنه كان عائدا من معركة انهزم فيها جيش المسلمين، وعير الناس الجنود العائدين، آنذاك، بأنهم "فرَّار"، فرد عليهم، صلى الله عليه وآله وسلم: قائلا: "بل الكُرّار إن شاء الله".


خاض خالد بعدها أكثر من 100 معركة أمام قوات متفوقة عدديًا من الروم والفرس وحلفائهم، ولم ينهزم قط.


قال عنه الجنرال الألماني "فون درغولتيس"، أحد أبرز قادة الحرب العالمية الأولى، وصاحب كتاب "الأمة المسلحة": "إنه أستاذي في فن الحرب".
في الحلقات التالية نستعرض جوانب العبقرية الحربية، وأسرارها عند خالد بن الوليد.

 

 

فتوحات العراق.. نحو الحيرة

طلب خالد بن الوليد من المثنى بن حارثة أن يضم جيشه إلى جيشه؛ لينطلقا معا إلى جنوب العراق.
وكان المثنى، بجيشه من بني شيبان الذي لم يتجاوز أربعة آلاف، قد حقق انتصارات قوية على المرتدين، في شرق الجزيرة حتى هربت أعداد منهم إلى جنوب العراق ليحتموا بالحاميات الفارسية، فطاردهم المثنى، واجتاز الحدود العراقية، وتمكن من القضاء على تلك الفلول الهاربة، ثم بدأ يتوغل داخل أراضي العراق، واشتبك مع بعض الحاميات الفارسية، واستطاع أن يحقق انتصارات عليهم. 

ووافق أبو بكر على مطلب المثنى ليصبح قائدا رسميا على قومه، فعاد ليستأنف معهم غاراته على جنوب العراق، وواصل انتصاراته على قوات الفرس، بل وتوغل في الأراضي العراقية حتى شعر بأن الأمر بدأ يزداد صعوبة، فالفرس بدأوا يتكاثرون عليه فأرسل إلى أبي بكر يطلب المدد.  

نصيحة عمر بن الخطاب

واستجاب الصديق لنصيحة عمر بن الخطاب فبعث خالدا مددا للمثنى، وأمره بأن يتحرك مباشرة بجيشه ليشارك المثنى بن حارثة في فتح بلاد العراق.


فقد شجعته تلك الانتصارات التي حققها المثنى على أن تكون بداية حركة الفتوحات الإسلامية إلى بلاد فارس، وليس إلى الشام رغم أن كل المؤشرات كانت تدل على أن الفتوحات ستبدأ بالشام، خاصة بعد انكسار حاجز الخوف في نفوس المسلمين من مواجهة جيوش الرومان القوية بعد العمليات العسكرية التي وقعت في حياة الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، ضد الرومان، في معركتي مؤتة، وتبوك، ثم جيش أسامة الذي خرج في خلافة أبي بكر لنفس الغرض.

اتفق خالد مع جيش المدد الذي أرسله إليه أبو بكر من المدينة، ومع جيش المثنى على أن يكون التقاء الجميع في منطقة بالقصيم تسمى "النباج"، ليتحركوا معا إلى جنوب العراق.


وبالفعل، اجتمعت الجيوش الثلاثة تحت قيادة سيف الله المسلول، فوصل بذلك إجمالي عدد المقاتلين معه إلى 18 ألف مقاتل.


ولكن الفارق لا يزال مَهولا بين أعداد المسلمين، وأعداد القوات الفارسية الضخمة المدججة بأحدث الأسلحة.

القائد العام لجيوش المسلمين

ورغم أن المثنى كان هو القائد الوحيد الذي يعرف جيدا طبيعة أراضي العراق، وهو الخبير الوحيد بشؤون الفرس، واستراتيجياتهم في القتال، والذي يتبادر إلى الذهن أنه هو الأحق بمنصب القائد العام لجيوش المسلمين في فتح العراق.
ومع ذلك، فعندما أمر أبو بكر أن يكون القائد العام للجيوش هو خالد بن الوليد الذي لا يعرف أي شيء عن الفرس، ولا حتى عن العراق.. رضي المثنى وبكل تواضع أن يكون جنديا مطيعا مخلصا تحت قيادة خالد بن الوليد. 
أمره خالد ليكون في طليعة الجيش دائما مع فرقة من فرسانه، يسبق بهم الجيش ليستكشف لهم الطريق، وليأتي لهم بأخبار واستعدادات الفرس.

الحيرة.. نقطة البداية

ويرجع السبب في اختيار الحيرة لأنها مدينة متألقة ذات حصون منيعة، وقصور شاهقة، وفيها بساتين وحقول تنتج أجود أنواع الزروع والثمار، وفيها أسواق تجارية عظيمة، فقد كانت من أكبر المراكز التجارية في بلاد فارس، بل في العالم بأسره، وذلك لأنها كانت مركز التقاء السفن التجارية العابرة مِن وإلى الهند والصين عبر الخليج العربي.. وكان وقتها يسمى خليج فارس.
فلكل تلك الأسباب، إن استطاع المسلمون الاستيلاء على الحيرة فستكون ضربة قاصمة تهز الإمبراطورية الفارسية كلها،  وتزلزل اقتصادها زلزالا شديدا.

وكان معظم سكان العراق من العرب "المناذرة" الذين كانوا على النصرانية، وأصولهم ترجع إلى بلاد اليمن، فقد اضطر أجدادهم إلى الهجرة من اليمن بعد انهيار "سد مأرب" فسكنوا بلاد العراق، وهؤلاء اليمنيون النازحون هم الذين بنوا "مدينة الحيرة" لتكون عاصمة لهم، فكان ملوكهم يعيشون في قصورها المنيفة.


وعاش العرب المناذرة مئات السنين في العراق حياة الذل والفقر والقهر تحت ظلم واستعباد أكاسرة الفرس، حيث كانوا يرهقونهم بالضرائب الباهظة، ويستولون على أراضيهم وعلى خيرات بلادهم ولا يتركون لهم إلا الفتات.

العرب في الجيوش الفارسية

ومع كل ذلك لم يكن أحد منهم يستطيع أن يعترض، أو يتمرد على تلك الحياة المهينة، لاسيما أن ملوك الحيرة "العرب المناذرة" كانوا تابعين تبعية كاملة لكِسرى الفرس، فقد كان كسرى بنفسه هو الذي يختار هؤلاء الملوك، وينصبهم بمرسوم رسمي منه، ثم يقيم لهم احتفالات التنصيب  في قصره "قصر المدائن الأبيض".


مقابل أن يلتزم ملوك الحيرة بإمداد الفرس بعشرات الآلاف من المقاتلين من شعوبهم المقهورة حتى يستعملهم كسرى في مقدمة جيوشه حين تنشب الحروب بينه وبين أعدائه، وكان أعداؤه الروم ثم أصبحوا المسلمين.
وبذلك يتلقى هؤلاء المقاتلون العرب في مقدمة الجيش معظم الضربات، وتقع فيهم أكثر الخسائر في الأرواح.
وكل هذه التضحيات من أجل هدف واحد فقط.. وهو أن يظل ملك الحيرة جالسا فوق عرشه.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية