إخوان الخارج.. مصنع الفوضى.. الجماعة تعمل على تصدير الأزمات للبلدان العربية.. شبكات إعلامية كبرى ولجان إلكترونية تخدم أهداف التنظيم.. «كارنيجي» يحذر من تحركات إخوانية فى محاور متعددة
منذ إزاحة الرئيس الأسبق محمد مرسى فى 2013، خرجت عناصر من مختلف صفوف قيادة الإخوان إلى الخارج، وحاولت التمركز فى عدة دول، وبدء نشاط جديد لإعادة الجماعة للحكم والسلطة رغم التشتت والهزائم التى تعرضت لها. ولا زالت الجماعة مستمرة فى محاولات إعادة التنظيم واستعادة نفوذها فى الشرق الأوسط، عبر استراتيجيات متعددة، تتراوح بين دعم الجهاديين، والتحريض على فوضى شاملة فى أغلب البلدان العربية.
تظهر العديد من التقارير الصادرة عن مراكز دراسات عربية، منها تقرير للمركز العربى للدراسات السياسية، أن جماعة الإخوان فى الخارج تعيد بناء نفسها عن طريق توفير منصات إعلامية تُروج لخطابها السياسى والديني، وممارسة حروب التشكيك فى نفس الوقت ضد الأنظمة العربية الحاكمة، فى بلدان مثل مصر، ليبيا، وسوريا، وبصفة عامة، الأنظمة التى لا تدعمها فى المنطقة.
ومن أجل هذا الهدف، تعمل فى خدمة الإخوان، شبكات إعلامية كبيرة، ولجان إلكترونية على مواقع التواصل، كما تدعمها وسائل إعلامية إقليمية نافذة ومعروفة بنشر الدعاية المُناهضة للأنظمة العربية المعادية للفكر الإخواني، فى محاولة لتحفيز الانقسامات داخل مجتمعاتها، والتشكيك فى قدرة هذه الحكومات على حماية شعوبها.
ويعرف هذا الأسلوب باستراتيجية حروب الوكالة، ويهدف مباشرة إلى نشر الفوضى داخل أرجاء الدول العربية. فى مصر على سبيل المثال، حاولت الجماعة مرارًا استعادة نفوذها عبر تصعيد الأزمات الداخلية، وإحداث حالة من الاستقطاب السياسى والاجتماعى تنتهى بإحداث شروخ اجتماعية تمكنها من العودة مرة أخرى.
محاولات ضرب الإخوان استقرار مصر، بدأت بعد عام 2013 مباشرة، حيث عُرفت الإخوان بمحاولاتها دفع البلاد إلى حافة الفوضى، عبر تحريك الشارع المصرى فى مظاهرات واحتجاجات، وهو ما تم توثيقه فى تقرير المركز المصرى للدراسات الاستراتيجية عام 2021.
وتطرق التقرير إلى محاولات الإخوان التحريضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف عملت هذه المنصات على نشر الشائعات والمعلومات المضللة التى تعزز الاحتقان الشعبى ضد الحكومة، موضحًا أن تعميق الانقسامات داخل المجتمع المصري، هو هدف الإخوان الأساسى فى مرحلة ما بعد 2013.
فى سياق مختلف، توثق دراسة لمركز كارينجي، أن الإخوان اتبعت نهجًا مراوغًا فى تحديد موقفها من العنف، وكان ضوءًا أخضر للأعضاء من أصحاب النزعات الأكثر عنفًا، حيث أفسحت لهم الطريق منذ أوائل العام 2015 للانتقام، كما رصدت الدراسة دعوات إخوانية للمصريين للخروج والثورة، كما أصدرت بيانات قالت فيها إن الكلمات ضد النظام لم تعد تكفي، وإنه لا صوت يعلو فوق صوت الانتقام.
ورصدت الدراسة أيضًا أحد البيانات التى نشرت على موقع الإخوان الرسمي، ثم حذفت لاحقًا بعد أن أثارت جدلًا كبيرًا، وقالت إنها على أبواب مرحلة جديدة من الجهاد الذى لا هوادة فيه والتى تطلب فيها الشهادة، كما عرضت قنوات مثل مصر الآن، ومكملين، بيانات أكثر تحريضًا، من إسلاميين ليسوا أعضاء فى جماعة الإخوان، حيث كانت الجماعة تستخدمهم باستمرار للحديث بنبرة أكثر خشونة وعنف دون أن تتحمل المسئولية أمام الغرب فى الوقت نفسه.
الدور العسكرى للإخوان فى المنطقة
بخلاف البيئة المصرية، تلعب الإخوان دورًا كبيرًا فى البلدان التى تملك فيها ميليشيات عسكرية، حيث تستطيع تنفيذ هذه السياسة بطرق أخرى، إذ اشتركت مع ميليشيات مسلحة فى استهداف الجيش الوطنى الليبي، وهذا الدعم أسهم فى تكريس الفوضى الأمنية بالبلاد، خاصة مع انتشار المجموعات الجهادية التى تستخدم الحرب وما ينتج عنها من فوضى لتحقيق أهدافها الخاصة.
ولم يقتصر دور الجماعة على الانخراط فى المعارك المسلحة، بل عملت على تعزيز موقفها فى الداخل الليبى من خلال تحالفات مع تيارات إسلامية أخرى لإبقاء حالة التشرذم كما هى منذ سنوات فى الواقع الليبي.
أما فى سوريا، فقد نشطت الجماعة فى صفوف المعارضة المسلحة لنظام بشار الأسد، مستفيدة من دعم الغرب وبعض دول المنطقة، التى كانت تُسهم فى تمويل هذه الجماعات، وحاولت جماعة الإخوان استقطاب أكبر عدد ممكن من المقاتلين إلى صفوفها، إضافة إلى سعيها لتوطيد وجودها فى المناطق المحررة، من خلال تقديم خدمات اجتماعية كجمع التبرعات وتوزيع المعونات، ما أتاح لها بناء قاعدة مؤيدة لمشروعها المستقبلي، بعد إسقاط نظام الأسد، الذى وفر لها كل الفرص بسبب الفساد والقمع المفرط، والأذى الذى اتبعه فى التعامل مع المعارضة المدنية، مما أفسح الطريق لهذه القوى فى السيطرة بشكل كامل على المشهد، وتشكيل مستقبل سوريا.
يمكن القول إن الجماعة لا تقصر أهدافها على الإطاحة بالأنظمة الحاكمة فقط، بل تمتد إلى محاولة تحقيق أهداف سياسية ودينية فى كل زاوية من زوايا العالم العربي، عبر أدوات مثل الإعلام والجماعات المسلحة واللجان الإلكترونية على السوشيال ميديا، لذا لا يمكن تجاهل الدور الذى تلعبه الإخوان، فى تهديد استقرار الدول العربية، وبشكل خاص مصر.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا