رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى نفي أحمد عرابي، الفلاح الذي تحدى بريطانيا وكتب درسا في النضال

أحمد عرابي وسط جنوده،
أحمد عرابي وسط جنوده، فيتو

في مثل هذا اليوم عام 1882، نُفي الزعيم أحمد عرابي إلى جزيرة سرنديب ـ سيلان حاليًّا ـ بعد محاولته قيادة حركة تحررية لإنقاذ مصر من هيمنة الاستعمار والسيطرة الأجنبية، وتعتبر قصة عرابي رمزًا للكرامة الوطنية وإرادة الشعب في التحرر، لكنها أيضًا تحمل الكثير من التحديات والانكسارات.

 

من هو أحمد عرابي؟ 

ولد أحمد عرابي في 31 مارس 1841، بقرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية، ونشأ في أسرة فلاحية ميسورة الحال، وكان والده عمدة القرية، وأظهر عرابي منذ صغره ذكاءً فطريًا وشغفًا بالمعرفة، ما أهله للالتحاق بالأزهر الشريف في القاهرة، حيث درس العلوم الدينية واللغوية.

وكانت نقطة التحول في حياته هي التحاقه بـ الجيش المصري عام 1854، وهو في الثالثة عشرة من عمره، حيث برز سريعًا بسبب كفاءته وانضباطه، واستطاع بمرور الوقت أن يرتقي في الرتب العسكرية ليصبح أحد أبرز قادة الجيش.

 

حركة عرابي الوطنية في مصر

كانت مصر في تلك الحقبة تعيش تحت وطأة التدخل الأجنبي المتزايد في شؤونها، خاصة من بريطانيا وفرنسا، وقد أدى هذا التدخل إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، بالإضافة إلى تفاقم الفجوة بين الطبقات الحاكمة والفلاحين والجنود.

في عام 1881، قاد عرابي حركة وطنية عُرفت بـ الثورة العرابية، ورفع شعارًا تاريخيًا قال فيه: "لقد خلقنا الله أحرارًا ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا، فوالله الذي لا إله إلا هو، لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم."

طالب عرابي بالإصلاح السياسي والاقتصادي، ووقف التدخل الأجنبي، بالإضافة إلى تحسين أوضاع الجيش المصري، وبلغ الأمر ذروته عندما قاد عرابي معركة التل الكبير ضد القوات البريطانية في سبتمبر 1882، والتي انتهت بهزيمة القوات المصرية بسبب الخيانة الداخلية وقوة العدو.

 

كواليس نفي عرابي إلى سرنديب

بعد سقوط القاهرة في يد البريطانيين، قُبض على أحمد عرابي ورفاقه وتم تقديمهم للمحاكمة، وفي ديسمبر 1882، صدر الحكم بنفي عرابي إلى جزيرة سرنديب، وتقع الآن سريلانكا، مع عدد من قادة الثورة العرابية.

وقضى عرابي نحو 19 عامًا في المنفى، حيث كان منفاه مليئًا بالتحديات، لكنه استطاع الحفاظ على روحه الوطنية، حيث اهتم خلال تلك الفترة بالتأليف والكتابة، وسجل العديد من أفكاره وخبراته.

 

السطر الأخير من الحكاية، عودة عرابي إلى الوطن والوفاة

في عام 1901، وبعد ضغوط وطنية ودولية، سُمح لعرابي بالعودة إلى مصر بعد سنوات طويلة من الغربة، وعاد الزعيم إلى وطنه، لكنه لم يعد إلى العمل السياسي، إذ كانت حالته الصحية قد تدهورت بفعل العمر والمنفى، وعاش عرابي بقية حياته في هدوء، وتوفي في 21 سبتمبر 1911 في قريته هرية رزنة عن عمر يناهز 70 عامًا.

 

إرث أحمد عرابي

رغم هزيمته في معركة التل الكبير، إلا أن أحمد عرابي يُعتبر رمزًا وطنيًا للكفاح ضد الظلم والاستعمار، حيث فتح الطريق أمام وعي جديد للشعب المصري، ورسّخ فكرة أن النضال من أجل الحرية والكرامة ليس حكرًا على أحد، لذا تعتبر قصة أحمد عرابي ليست مجرد تاريخ يُروى، بل هي دعوة دائمة لاستلهام معاني الإصرار والشجاعة في مواجهة التحديات.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية