رئيس التحرير
عصام كامل

حافظ محمود.. حكايات صاحب العضوية الأولى بنقابة الصحفيين.. ناضل ضد المحتل البريطاني وله مواقف مشهودة.. وماذا كتب عنه وزير الإرشاد فتحي رضوان؟

حافظ محمود، شيخ الصحفيين، صاحب بطاقة العضوية الأولى "رقم 1" بنقابة الصحفيين وأحد خمسة تقدموا للنقابة كمؤسسين، وكان من أشهر الأسماء في مجموعة المحررين التي تألف منها مجلس النقابة الأول، ليكون له دور رئيسي في مجالس النقابة المتتالية. رحل في مثل هذا اليوم عام 1996.

ولد الصحفي حافظ محمود عام 1917 بحي الخليفة، شهدت طفولته وصباه التنقل بين عدة أحياء مثل الحلمية والسيدة زينب، قبل أن ينتقل إلى حي جاردن سيتي.

ويحكي محمود أنه عندما بلغ سن الـ 15 عامًا، وأثناء فترة إقامته بمنزل أبيه بحي السيدة زينب قام بتكوين جمعية “القلم” التي اشترك فيها مع فتحي رضوان، أحمد حسين، كامل الشناوي، إذا بدأ من خلالها الكتابة للصحافة، في مجلة "كوكب الشرق" التي كان يرأس تحريرها حافظ بك عوض، كما كتب في جريدة "السياسة الأسبوعية" التي تصدر عن حزب الأحرار الدستوريين وهو لا يزال طالبًا بكلية الآداب، ثم أصبح رئيسًا لتحريرها قبل بلوغه منتصف العشرينيات من عمره، ترأس بعدها صحيفة "الصرخة" الثورية. 

تأسيس نقابة الصحفيين 

ولعب حافظ محمود دورًا إضافيًّا ورئيسيًّا فى إنشاء نقابة الصحفيين المصرية التي تم إعلانها رسميًّا في مارس 1941. فحسب ما أورده الكتاب التذكاري الصادر عن نقابة الصحفيين نهايات مارس 1981 “نقابة الصحفيين فى 40 عامًا” فإن محمود تقدم مع أربعة آخرين هم: محمد مصطفى غيث، ومحمد أحمد الحناوي، ومصطفى أمين، وصالح البهنساوي، ليكونوا أول أعضاء مؤسسين بالنقابة.

حافظ محمود شيخ الصحفيين 
حافظ محمود شيخ الصحفيين 

وخلال 21 عامًا متتالية تقلد خلالها حافظ محمود منصب وكيل نقابة الصحفيين، تعددت المواجهات التي خاضها، ومن أبرزها ما كان حول مشروع قانون معاشات الصحفيين والذي استقبله بعض أصحاب الصحف بالمقاومة.

ويروي محمود عن كونه صاحب بطاقة العضوية رقم 1 فى نقابة الصحفيين: كان أهل الرأي في ذلك الوقت في منتهى الحكمة والعقل حين رأوا أن مجلس النقابة يجب أن يضم بين صفوفه كل ألوان الصحافة من حكومة ومعارضة، وشباب وشيوخ، ورأوا أن يختاروا من الصحفيين الشباب اثنين هما: مصطفى أمين وأنا. 

مواقف وطنية تحسب له 

عمل حافظ محمود منذ شبابه في جماعات الجهاد ضد المحتل البريطاني، حتى إنه استغل حفل زفافه في تهريب السلاح إلى زملائه في الجهاد أثناء الحرب العالمية الثانية، وكذلك قيامه بإرسال إنذار إلى القوات البريطانية للجلاء عن أرض عبد الخالق ثروت التي كانت معدة لإنشاء مقر لنقابة الصحفيين، والمجاورة لمقر نقابة المحامين، وكان ذلك خلال غياب النقيب خارج البلاد، ويقول محمود حول ذلك الإنذار: “وضعت في اعتباري احتمالين.. إما أنهم سيقولون إنني مجنون ويضطهدونني، وفى هذه الحالة سأتحول إلى بطل، وإما أن يتجاهلوا إنذاري كأنه لم يحدث، وكنت أرجح الاحتمال الأخير، ولكن المفاجأة أن القيادة البريطانية أرسلت ردًّا إيجابيًّا تقول فيه إنها ستخلى الأرض، وكان هذا أول جلاء للإنجليز فى تاريخ مصر منذ احتلالهم لها”.

أربع دورات نقابية 

تولى حافظ محمود منصب وكيل النقابة لمدة ٢٣ عامًا متصلة من 1941، وحتى 1964، وتولى منصب النقيب لأربع دورات متتالية، وحصل على عدد من الجوائز والتكريمات، أبرزها وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1981، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1988.

حافظ امحمود 
حافظ محمود 


فى عام 1977 عندما أبدى الرئيس الراحل محمد أنور السادات عزمه تحويل نقابة الصحفيين إلى نادٍ بعد الهجوم عليه من عدد من الصحفيين المقيمين بالخارج، تدخل فى الأمر حافظ محمود شيخ الصحفيين وخاطب السادات، وذكر له أن هناك وثيقة موقعة منه يقر فيها بدور الصحافة في ثورة 23 يوليو، قائلًا: "تأتي الآن أمام كاميرات العالم وتقول إن الصحافة ضد الوطن، فكيف تناقض نفسك يا سيادة الرئيس؟ وعلق السادات على ذلك قائلًا: "شايفين شيخ الصحفيين حلها إزاي، ودوى التصفيق الحاد وانتهى الاجتماع فقال حافظ ضاحكا: بس أنا كده أول شيخ بقرار جمهوري"، ومن يومها أصبح لقبه شيخ الصحفيين، وكانت النتيجة أن اقترح شيخ الصحفيين مجلسًا يحل مشاكل الصحفيين، وتأسس بعدها المجلس الأعلى للصحافة.


ورحل حافظ محمود في مثل هذا اليوم 26 ديسمبر عام 1996، وخرجت جنازة شيخ الصحفيين حافظ محمود، من مبنى نقابة الصحفيين بشارع عبد الخالق ثروت، حيث حمل الصحفيون جثمان المجاهد والسياسي والأديب والصحفي على أعناقهم من مبنى نقابتهم إلى مسجد عمر مكرم بميدان التحرير، وخرج خلفه شيوخ الصحفيين والشباب يبكون شيخهم فكانت جنازته مهرجانًا شعبيًّا حضره المودعون من كافة التيارات، وتصدر خبر وفاته الصفحات الأولى في الصحافة الحكومية والمعارضة والمستقلة.

شهادة فتحي رضوان 


وكتب السياسي الوطني فتحي رضوان وزير الإرشاد فى حكومة الثورة مقالًا عن حافظ محمود في مجلة الهلال عام  1958 قال فيه: تعامل "حافظ محمود" فى مجال الصحافة والخطابة والكتابة في دروب السياسة والاجتماع، وعاصر أكبر الشخصيات واقترب من القمة حتى كاد يعلوها وخرج من كل هذا سليمًا معافى لم يمس أحدًا شرفه بكلمة ولم يجرح خصمًا مهما اشتدت خصومته وحميت عداوته، 

قريب من الحكومة وليس حكوميًّا 

وأضاف فتحي رضوان: “كان حافظ محمود قريبًا من الحكومة دون أن يكون حكوميًّا ودون أن يخبئ من ذلك قرشًا، فقد بقى عفيفًا خجولًا، وكان لا يخرج من بيته إلا مرتديًا بدلة كاملة مع البيبيون، أسس جمعية القلم الأدبية، وهو لا يزال صبيًّا وكنا أعضاء فيها ومعنا أحمد حسين، فكتب مقالًا سياسيًّا قال فيه يا شباب 1933 كونوا مثل شباب 1919، وكان ويدعو فيها الشباب للقيام بالثورة، وكانت نتيجة المقال أن اقتيد إلى سجن الاستئناف ونشرت الصحف صورته مسجونًا، وكنت معه أنا وأحمد حسين وعندما صدر قرار الإفراج عن ثلاثتنا رد حافظ: إما أن يفرج عنا الثلاثة أو أسجن معهم، وهذا هو حافظ محمود”.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية