رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاده.. أنور السادات الزعيم الاستثنائي الذي صعنته الظروف الصعبة.. نشأته الفقيرة جعلت منه سياسيًّا مخضرمًا.. معايشته للنكسة حولته من ضابط عسكري إلى مهندس سلام

السادات، فيتو
السادات، فيتو

تمر اليوم ذكرى ميلاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي اختار لنفسه مسار حياة مليء بالتحديات والاختيارات الصعبة التي غيرت وجه مصر والمنطقة العربية، فالرجل لم يكن جزءًا من لعبة سياسية كبرى كما يروج معارضيه، بل كان هو نفسه اللاعب الذي قلب موازين التاريخ. 

السادات 
السادات 

المولد والنشأة.. بداية رحلة السادات

ولد أنور السادات في 25 ديسمبر 1918م بقرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، بعيدًا عن عالم السياسة وصراعاتها التي تتوهج عادة في المدن، وفي سنواته الأولى، عاش السادات حياة فقيرة ومؤلمة، لكنها كانت تشُكل في داخله شخصية فريدة، قادرة على فهم تعقيدات الحياة، إذ من صغر سنه، تلمس السادات طريقه نحو التميز في كل شيء، بداية من دراسته في المدرسة، ثم انضمامه إلى الجيش. 

محطات حاسمة في مسيرة السادات العسكرية

مسيرة  السادات العسكرية هي الأخرى كانت من أهم نقاط التحول في حياته، إذ تقود وقائعها إلى فهم ملامح شخصيته، حيث كان أحد الضباط المشاركين في حرب 1948، وهنا استشرف الحاجة إلى عمل نهضة حقيقية لمصر، عسكرية، سياسية، اجتماعية، إنسانية.

السادات 
السادات 

مشوار السادات مع الضباط الأحرار

انضم أنور السادات إلى حركة الضباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر، ورغم تاريخه العسكري المتواضع مقارنة بنجوم الحركة، لكنه أصبح جزءًا أساسيًّا من ثورة يوليو ضد الملكية في مصر قبل وبعد نجاحها عام 1952. 

كان السادات من أهم الداعمين لعبد الناصر ورؤيته للتغيير في مصر وفلسفته الاجتماعية، وهو ما جر عليه الكثير من الصدامات والمشكلات مع أعضاء مجلس قيادة الثورة الذي دخل بعضهم في خلاف وصل حد الصراع مع عبد الناصر خلال الفترات العصيبة للبلاد. 

وخلال نكسة 1967 التي كانت من أخطر لحظات الشعب المصري بأسره، لم يكن السادات من قادة الحرب، إلا أن تأثير النكسة على رؤيته المستقبلية كان واضحا، حيث اعتبر الهزيمة فرصة لتغيير استراتيجي في العقلية المصرية، بداية من الجيش وحتى السياسة الداخلية، فالهزيمة لم تكن مجرد خسارة عسكرية، بل كانت تراجعًا وطنيًّا في نفوس الشعب المصري، لذا كان يلزم اتخاذ خطوات جريئة في المستقبل.

السادات نائبًا لعبد الناصر

في قلب هذه الفترة الحرجة، أصبح السادات نائبًا لجمال عبد الناصر بديلًا لعبد الحكيم عامر بعد نهايته الدرامية في أعلى درجات الحكم، واختار عبد الناصر السادات لمنصب نائب الرئيس، لأسباب تختلف عما يظن الكثيرون أنه جاء تكريمًا لرجل الظل الذي يؤيد الرئيس على الدوام، إذ كان عبد الناصر يرى حقيقة قدرات السادات وبراعته في عمل التوازن المطلوب بين القيادة العسكرية والسياسية.

عرف جمال عبد الناصر أن السادات هو الأكثر قدرة بين مجلس قيادة الثورة على فهم العقل العسكري من جهة، وإيجاد رؤية سياسية مبتكرة لإدارة البلاد من جهة أخرى، وهو ما جعله الخيار الأنسب له. 

عبد الناصر والسادات 
عبد الناصر والسادات 

السادات رئيسًا لمصر

مع وفاة عبد الناصر عام 1970، تولى أنور السادات منصب الرئيس، ووسط ظروف غاية في الصعوبة بدأ الاستعداد لحرب التحرير، قاد التخطيط لها على جميع المستويات، وعين القادة القادرين على إنهاء المهمة بتفوق، ونجح بالفعل في تحقيق أهدافها. كُسرت شوكة إسرائيل بعد توجيه ضربات قاصمة وغير مسبوقة للجيش الصهيوني، ما أعطى قوة دافعة لمصر، وهنا بدأ السادات يظهر وجهًا آخر للقائد. 

كان السادات يفكر في الصورة الأكبر بعد تحقيق الحرب أهدافها، حيث أراد إعادة بناء فلسفة الصراع العربي الإسرائيلي، بسبب حاجة مصر إلى التحول من الحرب إلى السلام، ونفذ رؤيته عام 1977 في واحدة من أكثر اللحظات جُرأة في تاريخ المنطقة، عندما قرر اتخاذ خطوة غير تقليدية بزيارة القدس. 

وأعلن السادات قراره من داخل الكنيست الإسرائيلي، وكانت الخطوة في جوهرها ردًا فلسفيًّا على عقلية الحروب المستمرة، أراد السادات الخروج من نفق الصراع إلى ضوء السلام باعتباره السبيل الوحيد لإنقاذ الأجيال القادمة، وهو الدرس الذي تعلمه من هزيمة النكسة، ومسلسل الحروب المفتوحة مع إسرائيل، ما يكشف عن شخصية شديدة الحساسية للأحداث الجارية في محيطه العربي والدولي.

تكلفة السلام.. مقتل السادات

وكان أنور السادات يدرك جيدًا أن طريقه محفوف بالمخاطر، وأن قراراته الجريئة ستثير غضب الكثيرين، إذ بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل في كامب ديفيد عام 1978، أصبح السادات رمزًا للسلام بالنسبة للبعض، وخائنًا لقضية الأمة بالنسبة لآخرين، لكنه لم يكن ليتراجع، واستمر مؤيدا للسلام طريق وحيد لإنقاذ بلاده من دوامة الحروب المتكررة. 

أمام الجماهير، كان السادات يتحدث بثقة في كل خطوة اتخذها، مؤكدًا أن مصيره الشخصي لا يهم بقدر ما يهم تحقيق مصلحة وطنه، ومع ذلك، كان يعلم في أعماقه أن تحركاته قد تجلب نهايته. 

ويوم 6 أكتوبر 1981 فقد السادات حياته بالفعل على يد متطرفين إسلاميين خلال احتفاله بذكرى الانتصار الذي كان هو نفسه قائدًا له، وكان مشهد اغتياله صادمًا للعالم، لكنه لم يكن غريبًا بالنسبة لرجل كان على استعداد لدفع حياته ثمنًا لأهدافه الكبرى، فالسادات كان يرى أن التغيير الحقيقي يحتاجإلى شجاعة تدفع ثمنها بلا تردد، لذا ضحى بعلاقاته مع العديد من الدول العربية، وواجه غضب الداخل، لكنه ظل مقتنعًا بأن خطواته نحو السلام كانت ضرورة تاريخية، حتى لو كلفته حياته.

السادات يوم رحيله 
السادات يوم رحيله 

كان رحيل السادات بهذه الطريقة مأساة وطنية، لكنه ترك إرثًا لا يزال يُقرأ في صفحات التاريخ، فسواء اختلفت معه أو أيدته كان السادات نموذج للقائد الحقيقي الذي لا يهرب من دفع الفاتورة النهائية، بل يقبلها بابتسامة المحارب الذي يدرك أن معركته كانت عادلة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية