محمد التابعي.. حكايات دونجوان الصحافة العربية.. ناظر المدرسة السعيدية طرده.. رافق العائلة المالكة في رحلاتها الطويلة لأوروبا.. وهكذا كانت جنازته
محمد التابعى، الصحفى المشاكس، أمير الصحافة العربية، تربع على عرش صاحبة الجلالة. فضح غراميات ملوك أوروبا، متمرد، معتد بنفسه، وهو الصحفى الوحيد الذى خرجت جنازته من رئاسة الجمهورية، هو استاذ لأجيال صحفية لسنوات طويلة، وعلاقاته النسائية كانت متعددة فلقب بأمير الحب والغرام، ورحل فى مثل هذا اليوم 24 ديسمبر عام 1976.
عرف الكاتب الصحفى محمد التابعى برشاقة أسلوبه وعباراته القصيرة، وبحثه عن الخبر واستطاع أن يحدث ثورة في بلاط صاحبة الجلالة نقلتها من صحافة المقال إلى صحافة الخبر، وضرب المثل في الصحفي قوي البديهة الذي يحصل على المعلومة كاملة بذكائه.
حمزة البهلوان فى البداية
ولد الصحفى الكبير محمد التابعى عام 1902 بمصيف بحيرة المنزلة، ونسب إلى التابعي تبركا بالشيخ التابعي هناك، فعن طفولته يقول التابعى: في الحارة قضيت طفولتي، وكنت أتردد على مكتبة في سوق الخواجات يملكها الشيخ سعيد حلقة، وأبدأ القراءة فيها حيث كان صاحبها يرفض الاستعارة، فقرأت ألف ليلة وليلة وقصص سيف زي يزن وحمزة البهلوان، وكنت لم أبلغ الحادية عشر، حصلت على الابتدائية وجئت إلى القاهرة والتحقت بالمدرسة السعيدية الثانوية وزاملني هناك صديق عمري فكري أباظة، ونظرا لشقاوتي ابعدني الناظر عن المدرسة بالطرد، وكان نصيبي الالتحاق بمدرسة العباسية الداخلية بحي محرم بك بالإسكندرية، وهناك تعلمت الطاعة والنظام.
درس محمد التابعى بكلية الحقوق ولظروف رحيل والده لم يكمل دراسته بالجامعة وعمل موظفا بمصلحة التموين، ثم حصل على الليسانس من المنازل، بعدها عمل فى قسم الترجمة بمجلس النواب، ومن خلاله بدأ عشقه للصحافة، وبدأ كتابة المقالات السياسية في مجلة الأجيبسيان ميل ثم مجلة روز اليوسف بدون توقيع، مما زاد من توزيع روزا اليوسف وقتها وارتفع ثمن المجلة من خمسة مليمات إلى قرش صاغ، كما كتب مقالات فنية نقدية في جريدة الأهرام بتوقيع مستعار "حندس ".
بدأت بالرقيب وانتهت بآخر ساعة
أصدر الصحفى محمد التابعى مجلات الرقيب التى تم مصادرتها، ثم أصدر مجلة الشرق الأدنى، مصر الحرة، وفى عام 1930 أصدر صحيفة البرق وعطلتها حكومة صدقى، فتبعها الصرخة، الى ان أصدر مجلة آخر ساعة عام 1934، وبعدها جريدة المصري مع محمود أبو الفتح عام 1936، انتقلت مقالاته إلى جريدة الأخبار وكان الصحفي الوحيد الذي كان يرافق العائلة المالكة في رحلاتها الطويلة لأوروبا وتفرغ إلى الكتابة السياسية ونقد الأوضاع السائدة بأسلوب النقد المسرحي، فكتب مقالات تسقط الوزارة ومقالات تقيم غيرها حتى هزت كتاباته عروش الحكومات وذاعت شهرته.
خلاف مع الوفد
وكتب محمد التابعي عدة مقالات شهيرة عن الخلاف بين القصر ووزارة مصطفى النحاس، وغضب منه الوفد حتى أنه أعلن بنفسه بأنه لا صلة لآخر ساعة بحزب الوفد.. وكانت أول سابقة تتبرأ فيها جريدة في مصر من حزب الوفد، وتتلمذ على يديه عمالقة الصحافة والسياسة والأدب ومنهم مصطفى وعلى أمين وكامل الشناوى واحسان عبد القدوس وموسى صبرى ومحمد حسنين هيكل وأحمد رجب وغيرهم.
بسبب كتابات الصحفى محمد التابعى السياسية حكم عليه بالسجن أربع مرات الأولى ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ لإهانته بعض ملوك أوروبا بفضح غرامياتهم في مجلته، والمرة الثانية السجن أربعة أشهر مع النفاذ لانتقاده أحمد علي باشا وزير العدل في حكومة صدقي، ومرة أخرى السجن ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ لأنه عاب في حق الأمير محمد علي عطلت آخر ساعة عدة مرات، وأثناء هذه السنوات حكم على التابعي ثلاث مرات بالسجن الأولى ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ لإهانته بعض ملوك أوروبا، والمرة الثانية السجن أربعة أشهر مع النفاذ لانتقاده أحمد علي باشا وزير العدل في حكومة صدقي، ومرة أخرى السجن ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ لأنه عاب في حق الأمير محمد علي، كما دخل السجن حين كتب مقالا عن رضا بهلوي في مجلة روز اليوسف عام 1927 وقبض عليه وأودع سجن التخشيبة وحقق معه المحقق أحمد زكي سعد وأودع سجن الاستئناف ودفع يوسف وهبي عنه الكفالة.
وأشتهر الصحفي محمد التابعي بعلاقاته النسائية ونسجت حوله الأساطير العاطفية ووصفه الكاتب مصطفى أمين بسلطان الحب، فأحب المطربة أسمهان لكنه لم يثبت أنه تزوجها وكذلك الممثلة زوزو حمدى الحكيم، التي تصارع عليها مع شاعر الأطلال إبراهيم ناجي التي اعترف التابعي لزوجته هدى بزواجه منها لمدة شهر واحد لكي يغيظ روز اليوسف التي بدأت تتعبه، إلا أنه لا يوجد مستند حتى الآن يؤكد زواجه من أيهما ولكنه تزوج من السيدة هدى التابعي وعاش معها حتى الرحيل وأنجب منها ابنه محمد وابنته شريفة.
جنازة كبيرة على نفقة رئاسة الجمهورية
رحل التابعي عن 81 عاما فى أواخر أيام عام 1976 بسبب إصابته بجلطة فى القلب، وتأخرت جنازته يومين حتى يتم تجهيز جنازة تليق بأكبر صحفى فى مصر، وأعلنت رئاسة الجمهورية بيانا في الصحف يقول: "قرر الرئيس أنور السادات حينما علم بوفاة الكاتب الصحفي محمد التابعي أن تكون جنازته من ميزانية رئاسة الجمهورية، كما أرسل السادات مبعوثا خاصا إلى أرملة الفقيد للتكفل بكل ما يقتضيه الموقف لتخرج جنازته فى موكب مهيب، من مسجد عمر مكرم حضرها كبار رجال الدولة على رأسهم مندوبا عن الرئيس السادات والسيد حسين الشافعي والمهندس سيد مرعي والدكتور عبد القادر حاتم والدكتور جمال العطيفي وزير الثقافة والإعلام في ذلك الوقت وجميع الكتاب والصحفيين وعدد كبير من الفنانين ولقبته الصحف بعميد الصحافة العربية.
وقال عنه الكاتب الصحفى مصطفى أمين: كانت مقالاته تهز الحكومات وتسقط الوزارات ولا يخاف ولا يتراجع، وقال أحمد بهجت، هو لون من البشر يشبه الاسطورة،عاش كملك من الملوك وعشنا نحن مثل كتابة على الماء، وقال موسى صبرى: اسلوبه مرتبط بالعقل والعاطفة معا وله قدرة على التعبير فيها إعجاز، ووصفه كامل الشناوى بمنقذ الصحافة وهو الجد الأكبر للصحافة الحديثة، وقال حافظ محمود هو صاحب مدرسة حديثة فى الكاريكاتير وان لم يرسمه فى حياته، متمرد تمرد العبقرية وأثر فى قراءه بتعدد ألقابه.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا