زي النهارده، استقلال ليبيا وإعلانها مملكة متحدة بعد كفاح مرير

قبل اثنين وسبعين عامًا، وتحديدًا في 24 ديسمبر 1951، استيقظت ليبيا على لحظة تاريخية لطالما انتظرها أبناؤها؛ يومها أعلن الملك محمد إدريس السنوسي استقلال البلاد وتأسيس المملكة الليبية المتحدة، هذا الإعلان لم يكن مجرد خطوة رسمية، بل تتويجًا لرحلة كفاح طويلة، عاشها الليبيون بمرارة الاحتلال وأمل الحرية.

كفاح الليبيين من أجل الاستقلال

طوال النصف الأول من القرن العشرين، كانت ليبيا مسرحًا لمعارك كبرى ضد القوى الاستعمارية، بدأت مقاومة الليبيين ضد الاحتلال الإيطالي منذ عام 1911، واستمرت لعقود بقيادة شخصيات بارزة مثل عمر المختار، الذي أضحى رمزًا عالميًا للنضال، وبعد صراع مرير، انتهى الاحتلال الإيطالي رسميًا في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

في تلك الفترة، خضعت ليبيا لإدارة ثلاثية بين بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، مما عمّق الانقسامات الداخلية، إلا أن الإرادة الليبية استطاعت تجاوز هذه العقبات. كانت البداية الحقيقية لتقرير المصير مع قرار الأمم المتحدة في 1949 الذي نصّ على استقلال ليبيا، تلاه تشكيل جمعية وطنية تضم ممثلين عن الأقاليم الثلاثة (برقة، طرابلس، وفزان) لصياغة دستور موحد.

كواليس إعلان الاستقلال وتوحيد المملكة

بقيادة محمد إدريس السنوسي، الذي كان يحظى بشعبية واسعة في برقة ويملك نفوذًا دينيًا وسياسيًا، استطاعت ليبيا تحقيق استقلالها كأول دولة تنال استقلالها عبر الأمم المتحدة. اختير إدريس ملكًا للبلاد في 24 ديسمبر 1951، وتم الإعلان عن ميلاد المملكة الليبية المتحدة بنظام ملكي دستوري.

وضع السنوسي الأسس الأولى لدولة حديثة، حيث تم التركيز على التعليم، البنية التحتية، والتنمية الزراعية. لكن التحديات لم تكن قليلة؛ فالبلاد كانت تعاني من اقتصاد هش، وتفتقر للخبرات الإدارية.

مع اكتشاف النفط في الخمسينيات، تغيرت ملامح الدولة الليبية، وأصبح الاقتصاد النفطي عماد النمو. إلا أن ذلك أفرز تحديات جديدة تمثلت في مركزية السلطة والفساد. جاء انقلاب 1969 بقيادة معمر القذافي ليضع حدًا للنظام الملكي، مدشنًا حقبة جديدة من الحكم الجمهوري.

إرث استقلال ليبيا حتى اليوم

رغم التقلبات السياسية والاجتماعية التي مرت بها ليبيا منذ استقلالها وحتى اليوم، تظل ذكرى 24 ديسمبر رمزًا للوحدة والكرامة الوطنية. هذه الذكرى تستحضر معاني النضال والتكاتف، مع دعوة للتفكير في كيفية استعادة روح البناء والتأسيس التي انطلقت مع إعلان المملكة الليبية المتحدة.

تحتاج ليبيا اليوم إلى استلهام دروس الكفاح من ماضيها، وتأكيد قيم الوحدة التي أرساها الملك إدريس السنوسي، لتمكين أجيالها القادمة من العيش في ظل دولة مستقرة، مستقلة، ومزدهرة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.