رئيس التحرير
عصام كامل

نكتب السيناريو ونخرج الأحداث، عملاء موساد يكشفون أسرار عملية تفجير البيجر بالقنابل النائمة (فيديو)

عملية تفجير البيجر،
عملية تفجير البيجر، فيتو

ظلت عملية تفجير البيجر فى يد عناصر حزب الله، منذ سبتمبر الماضي، لغز كبير فى مسلسل العدوان الإسرائيلي على لبنان واستهداف قدرات الحزب، واليوم، تكشفت أسرار عملية اليجر على لسان ضباط من الموساد الإسرائيلي، كشفا تفاصيل كتابة السيناريو وإخراج الأحداث وكيفية وضع القنابل النائمة فى الأجهزة قبل عقد من الزمان.

عملاء موساد يكشفون أسرار عملية البيجر فى لبنان

وفى التفاصيل كشف اثنان من كبار عملاء الموساد المتقاعدين، قادا عملية تفجير البيجر السرية، فى لقاء مع برنامج 60 دقيقة الأمريكى، عن تفاصيل دقيقة حول كيفية تصنيع أجهزة البيجر، وإدخالها إلى أيدي حزب الله، في عملية استمرت سنوات وغيرت فى لحظة مجريات المواجهة مع الحزب.

 

وأكد عملاء الموساد، أن عملية البيجر، كان لها تأثير كبير، حيث أضعفت النفوذ الإيراني في المنطقة، وأسفرت عن تدمير البنية التحتية لحزب الله في لبنان ومن ثم سقوط نظام الأسد في سوريا.

تفجير البيجر، فيتو
تفجير البيجر، فيتو

وقال خلال اللقاء عميل قدم باسم “مايكل”، في  حديثه مع برنامج 60 دقيقة المذاع عبر شبكة “سي بي إس” الأمريكية: “كان هدفنا جعل أعضاء حزب الله يشعرون بالضعف، وهذا هو واقعهم الآن، لا يمكننا تكرار نفس الأسلوب، فقد انتقلنا إلى استراتيجية جديدة، وسيبقى عليهم التخمين بشأن خطوتنا التالية”.

خطة تفخيخ أجهزة البيجر بدأت منذ أكثر من عقد

وفى السرد، بدأت خطة تفخيخ أجهزة الاتصال اللاسلكي منذ أكثر من عقد، ضمن حرب تعتمد على الخداع والمكر، وهو ما يتماشى مع فلسفة الموساد. وأوضح مايكل أن هذه الأجهزة تم تصميمها لتكون “سلاحا فتاكا”، يعادل في تأثيرها القنبلة؛ مما جعل العملية من أبرز المحطات في الصراع بين إسرائيل وحزب الله.

 

وسرد العميل مايكل تفاصيل مثيرة حول تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي "البيجر" فى أيد العناصر التابعة لحزب الله، موضحًا أن، البطاريات المستخدمة في هذه الأجهزة، التي صنعت في منشأة تابعة للموساد في إسرائيل، تضمنت عبوات متفجرة مدمجة، وقد صُمّمت الأجهزة لتوضع في الجيب الأمامي للسترات التكتيكية التي يستخدمها الجنود.

وتابع، تمكن حزب الله من شراء أكثر من 16 ألف جهاز من هذه الأجهزة المتفجرة. مشيرا إلى أن “حزب الله حصل على سعر مناسب”، لكنه أوضح أن السعر كان مدروسًا بعناية لتجنب إثارة الشكوك فى العملية، إذ حرص الموساد على عدم الكشف عن هويته وكونه هو البائع، ولتحقيق ذلك، تم إنشاء شركات وهمية للتسلل إلى سلسلة التوريد وضمان عدم إمكانية تتبع الأجهزة إلى إسرائيل.

نبني عالم وهمي بالكامل وكتابة السيناريو وإخراج الأحداث

وأضاف عميل الموساد،  “نحن نبني عالما وهميا بالكامل. نحن الشركة المنتجة: نكتب السيناريو، نخرج الأحداث، ننتجها، ونكون الأبطال الرئيسيين. والعالم هو مسرح عملياتنا”.

 

وفي إطار تصعيد عملياته ضد حزب الله، طور الموساد أجهزة نداء مفخخة لاستهداف أعضاء الجماعة بشكل مباشر. وكانت أجهزة الاتصال اللاسلكي السابقة، التي صممت لتوضع في سترات تكتيكية مدرعة، جزءًا من خطة أكبر. لكن في عام 2022، قرر الموساد تطوير أجهزة يمكن لأعضاء حزب الله حملها يوميًّا، وفقًا لما كشفه عميل الموساد السابق “جابرييل”، خلال نفس المقابلة مع برنامج 60 دقيقة.

 

وأشار عميل الموساد جابرييل، إلى أن الموساد اكتشف أن حزب الله كان يشتري أجهزة نداء من شركة جولد أبولو التايوانية، المعروفة بإنتاج أجهزة نداء أنيقة وصغيرة الحجم يمكن وضعها في الجيوب. ومع ذلك، احتاج الموساد إلى تصميم جهاز أكبر حجمًا لتضمينه المتفجرات.

 

وأتت هذه الخطوة ضمن سلسلة عمليات استخبارية هدفت إلى نسف قدرات حزب الله من الداخل، مع التركيز على الأجهزة التي يستخدمها أعضاؤه في حياتهم اليومية.

اختبارات دقيقة لتفجيرات عملية البيجر في حزب الله

وأجرى الموساد اختبارات دقيقة على أجهزة النداء المفخخة -البيجر- لضمان فعاليتها وتحديد تأثيرها بدقة. وكشف العميل السابق جابرييل، بأن الأجهزة خضعت لاختبارات باستخدام دمى، حيث وضعت داخل قفازات مبطنة بجانب الوجه لضبط كمية المتفجرات. وكان الهدف إصابة حامل الجهاز فقط دون إيذاء الأشخاص القريبين.

 

وقال عميل الموساد السابق، “نختبر كل شيء مرارًا وتكرارًا لضمان الحد الأدنى من الأضرار”. وأضاف أن الأجهزة كانت بسيطة بطبيعتها ولا تحتوي على قدرات تتبع أو استخبارات، مشيرًا إلى أنها صُمّمت لتكون قنابل صغيرة يصعب التنصت عليها.

 

كما حرص الموساد الإسرائيلي، على اختبار نغمات جهاز النداء لضمان جذب انتباه المستخدم ودفعه لإخراجه من جيبه بسرعة، وتبين أن متوسط الوقت الذي يستغرقه الشخص للرد على جهاز النداء يبلغ 7 ثوان؛ مما عزز من تصميم العملية.

 

وكشفا أن تصميم الجهاز في البداية رفضًا من مدير الموساد ديفيد برنيع، الذي وصفه بأنه كبير الحجم وثقيل وغير عملي. ومع ذلك، وتمكن الفريق بقيادة العميل جابرييل من إقناعه بميزات الجهاز خلال أسبوعين.

 

وبهدف إقناع حزب الله بشراء أجهزة البيجر، أطلق الموساد حملة تسويقية مزيّفة تضمنت إعلانات على يوتيوب وصفت هذا الجهاز بأنه متين، ومقاوم للماء والغبار، وعمر بطاريته طويل. كما تم نشر شهادات مزيفة عبر الإنترنت للترويج للجهاز.

 

وقال عميل الموساد خلال اللقاء، “أصبح هذا الجهاز الأفضل في مجال أجهزة النداء على مستوى العالم، لدرجة أن أشخاصًا من خارج حزب الله أعربوا عن رغبتهم في شرائه”، وأضاف “بالطبع، لم نرسل الجهاز لأي أحد، كنا فقط نقدم لهم سعرًا مرتفعًا للغاية فى إطار خطة الخداع واستهداف العميل الأساسي”.

 

وأنشأ الموساد الإسرائيلي شركات وهمية، إحداها في هنجاريا، لإقناع شركة جولد أبولو التايوانية بالتعاون معها. وتولّى الموساد تصنيع أجهزة البيجر كليا وأبرم شراكة ترخيص مع الشركة لضمان مظهر شرعية العملية.

 

وبهدف تجنب إثارة شكوك حزب الله اللبناني، وظّف الموساد مندوبة مبيعات من جولد أبولو كانت معتادة على التعامل مع الجماعة، دون علمها بأنها تعمل لصالح الاستخبارات الإسرائيلية. وعرضت المندوبة الدفعة الأولى من أجهزة النداء كترقية مجانية، مما ساعد على إدخال حوالي 5000 جهاز إلى صفوف حزب الله بحلول سبتمبر 2024.

قرار رئيس الموساد بتفعيل القنابل النائمة فى البيجر

ومع تزايد الشكوك داخل حزب الله بشأن أجهزة البيجر، قرر رئيس الموساد السابق، تفعيل “القنابل النائمة”. وفي 17 سبتمبر، عند الساعة 3:30 مساءً، بدأت أجهزة النداء تصدر أصواتًا قبل أن تنفجر في جميع أنحاء لبنان.

 

وتسببت انفجارات البيحر في إصابات مروعة، من بتر أطراف وثقوب في المعدة إلى حالات عمى. وأكدت التقارير أن التفجيرات استهدفت حاملي الأجهزة بدقة، دون إيذاء المحيطين بهم.

عملية تفجير البيجر، فيتو
عملية تفجير البيجر، فيتو

وقال مصدر أمني لبناني، “في اليوم التالي للانفجارات، سيطر الخوف على الناس في لبنان لدرجة أنهم تجنّبوا تشغيل الأجهزة الكهربائية خشية انفجارها”.

 

وفي اليوم التالي، فعل الموساد أجهزة الاتصال اللاسلكي المفخخة، التي بقيت خاملة لمدة 10 سنوات، وأفادت التقارير بأن بعضها انفجر خلال جنائز ضحايا تفجير أجهزة البيجر، مما زاد من حالة الذعر والارتباك داخل صفوف حزب الله.

 

وأسفرت الهجمات عن مقتل 30 شخصًا، بينهم طفلان، وإصابة حوالي 3000 آخرين.

 

وأوضحت مصادر أمنية أن هدف العملية لم يكن القتل المباشر، بل إحداث خسائر دائمة ترهق حزب الله ماديًّا ومعنويًّا. وقال مصدر مطلع “الإصابات كانت أكثر فاعلية من القتل، حيث تتطلب رعاية طبية وجهدًا إضافيًّا، وتترك أثرًا نفسيًّا دائمًا”.

اقرأ أيضا: 

تحولت إلى دمية يسهل استخدامها، معلومات مثيرة عن حسناء البيجر

وبعد يومين من الهجوم، ألقى زعيم حزب الله حسن نصر الله خطابًا بدا فيه منهزمًا. وأكدت مصادر استخبارية أن الخطاب عكس انهيارًا واضحًا في معنوياته ومعنويات مقاتليه، واصفة اللحظة بأنها “نقطة تحوّل في الحرب”.

 

وعقب عملية تفجير البيجر، شنت القوات الجوية الإسرائيلية هجمات مكثفة على أهداف في مختلف أنحاء لبنان؛ مما أدى إلى مقتل أكثر من 1000 شخص، بينهم مدنيون. وفي 27 سبتمبر الماضى، نفذت إسرائيل ضربة كبرى استهدفت مخبأ نصر الله؛ مما أسفر عن استشهاده.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية