روح فاروق شوشة واتصال علي "الهوى" مباشرة!
كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة بدقائق يوم الإثنين الماضي، وقد انتهي موجز الأنباء، ولحظات ونبدأ حلقة برنامج مواجهة.. الذي أطلقه البرنامج العام والإذاعة المصرية لشرح الموقف السياسي، والرد علي إعلام الشر وشرح وتفنيد الإشاعات، وخوض حرب الجيل الرابع كاملة..
فجأة.. تأتي التعليمات بالانتقال إلي إذاعة خارجية! يحدث ذلك في أي وقت ومع أي ضيف، وأثناء تناول أي موضوع مهما كان من، وما في الاستوديو وأهميته وقيمته.. موضوعات أو ضيوف.. يحدث ذلك منذ أكثر من عشر سنوات التزاما بقرار سابق بالضم إلي التليفزيون المصري، ونقل ما ينقله.. وللأمانة.. فلا ذنب لشبكات الإذاعة ولا مذيعيها ولا مسئوليها ولا قيادات الإذاعة ولا رئيسها.. بل أحيانا يعطل خطط أعدوها واجتهدوا فيها لمصلحة الوطن كله.. شعبا ومؤسسات!
انتقل البث إذن، وسألت الاذاعية المحترمة شريكة الفقرة والمضيفة الكريمة نورا السيد: كنت أتمني أن يبلغني أحد أن هناك جدولا اليوم لمناسبات تقتضي البث الخارجي.. ربما كان من الأفضل الاستعداد من المنزل هاتفيا.. لم يكن لنورا السيد ـ كما قلناـ أي ذنب.. بل فوجئت هي مثلي..
وعلي الهاتف الداخلي كانت السيدة أمل مصطفى رئيسة الشبكة ، وقد تولت المسئولية قبل أسابيع، وهي ابنة البرنامج العام الخبيرة بكل تفاصيل العمل.. وهي أيضا لا ذنب لها فيما يجري.. لكن ومع ذلك تعاملا مع الموقف بمنتهي اللياقة وكل الذوق الممكن!
لكن.. واستغلالا لتوقف البرنامج اتصلت إحدي المستمعات، وقد أوصلوها بي داخل الاستوديو.. ف هواء الشبكة مع ختام مؤتمر وزارة الاوقاف.. انتهي الاتصال مع المستمعة، وبعد ثوان رن جرس هاتف الاستوديو من جديد..
نورا السيد -مع حفظ الألقاب- تقول: أيوه موجود.. ياريت.. اتصال حضرتك هيفرق جدا.. انتبهت للحوار.. أن شخصا يريدني.. لكنه ليس مستمعا.. إنه شخص يعرف نورا السيد وتعرفه.. وتعرف أنه مقدر لدي.. وقبل أي استطراد في التساؤلات قالت: أتفضل.. الأستاذة هالة الحديدي عايزاك!
يا إلهي! قلت: الإذاعية الكبيرة!؟ وفي أقل من أجزاء من الثانية بين انتقال سماعة الهاتف إلي فوق أذني لكنها تكفلت أيضا بعشرات الأسئلة: سر الاتصال؟ هل له علاقة بحلقة الصباح التي كنت فيها ضيفا علي قناة إكسترا نيوز؟ هل قلت شيئا لم يعجبها؟! أو أعجبها؟! هل لحلقة في قناة خرى؟! هل لشيء ما في حلقة إذاعية سابقة؟! هل له علاقة بمقال اليوم؟! وأي مقال فيهما.. أكتب في صحيفتين؟!
هل مقال سابق؟! أم لا شيء من كل ذلك، والاتصال مرتبط بحلقة اليوم علي البرنامج العام، وقد ألغيت تقريبا، فلا أمل في العودة من البث الخارجي؟! أقرب الاحتمالات.. لكن ذلك أيضا يطرح أسئلة عديدة.. صوتها الأسطوري يقطع الأمر كله برنينه المعتاد..
إنها هالة الحديدي.. نصف فاروق شوشة الآخر.. وشوشة لا يحتاج لمقدمات ولا لتقديمات ولا لتعريفات.. فاروق شوشة هكذا وكفي.. وقد تحول في حياة المصريين والعرب إلي مؤسسة.. تسير علي قدمين، وتحمل البهجة للناس في كل مكان شعرا وأدبا ونقدا ولغة، وهمسا إذاعيا وتلفزيونيا وحكاء لا ولن يتكرر.. لا بالاسم ولا بالرسم.. لا الاسم المميز ولا الصوت والصورة..
إنه الإبداع الشامل.. ماركة مسجلة.. واليوم شريكة ذلك كله تحدثني فجأة لتقول في خليط من الجدية والصرامة والمودة واللطف والشياكة: اسمع.. مساء الخير.. بص بقي.. أنا معرفكش.. متقابلناش يعني.. بس اسمع..متابعاك في كل حاجة.. وبالأمارة حلقة يوم الاتنين بتقع منك وبتدي اهتمام أكتر لحلقة السبت.. بس كذا مرة أخطط أطب عليك في الاستوديو.. وفي مرة هتلاقيني عندك.. خد بالك بقي.. المهم.. البث وقطعه مشكلة قديمة.. ولا يهمك.. المشكلة بس في إننا خسرنا حلقة النهارده وتعوضهالنا بقي!
عندئذ.. أو حتي قل دقيقتها.. لحظتها.. انتهي كل شيء.. بل انتهت كل المرات التي قطع فيها الهواء، وانتقل إلي إذاعة خارجية، وذهبت إلي الإذاعة بلا فائدة.. روح فاروق شوشة التي اختارها شريكة له ولمشواره تهاتفني! السيدة التي أبدعت ألحان زمان وغيرها من عشرات البرامج التي شكلت وجدان الناس، وطبعت عليها بأختام صوتها ومخارج أحرفها علامة الجودة.. تهاتفني!
والأهم: السيدة التي دربت عشرات المذيعات والمذيعين واختبرتهم ومنحتهم إجازة العبور للمستمعين والمشاهدين تهتم بموقف ربما لا يعنيها بشكل مباشر أو حتي لا يعنيها أصلا.. ولا نعرف حتي اللحظة كيف عرفت وكيف استشعرت وهي في بيتها أن ثمة شيئا ما يجري داخل الاستوديو يتطلب تدخلها.. فتدخلت!
هكذا الكبار.. يفعل ذلك -معنا- علي الدوام، ووفق المتاح من وقتهم إذاعيون لهم سجل خالد في تاريخ الإذاعة، وعند جمهور يمتد من ماء الخليج إلي ماء المحيط.. الرائعون المحترمون جدا حازم طه وعزة جنيدي وعبد الرحمن رشاد وعبدالله حامد وأمنية عزمي وأمل مسعود وميرفت خيرالله وحسن مدني ونادية مبروك مع -أيضا- حفظ ألقابهم جميعا.. ويوم الاثنين اكتملت باتصال جاء علي "الهوى".."هوانا" شركاء الاستوديو.. نورا السيد و.. وكاتب هذه السطور!
إخترنا رواية القصة كلها في يوم اللغة العربية عرفانا بعطاء فاروق شوشة وتقديرا ل زوجه المخلصة ووفاء ل كتيبة إذاعة جمهورية مصر العربية.. حراس الهوية.. لهم وعليهم وإليهم منا السلام !
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا