روسيا ملاذ مؤقت أم دائم، هل يحاكم بشار الأسد باعتباره مجرم حرب؟
بعد أكثر من عقدين من الحكم، طويت صفحة الرئيس السوري بشار الأسد يوم الأحد، الثامن من ديسمبر، في أعقاب الإطاحة به على يد المعارضة المسلحة.
سقوط نظام الأسد يمثل نهاية لأكثر من خمسين عامًا من سيطرة عائلته على السلطة في سوريا، وهو تطور أثار تساؤلات حول مصير الأسد وعائلته ومستقبلهم القانوني والسياسي.
انتهاكات وجرائم تحت المجهر
صرّحت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنياس كالامار، أن السوريين تعرضوا لـ"سلسلة مرعبة من انتهاكات حقوق الإنسان" خلال فترة حكم عائلة الأسد. هذه الانتهاكات تشمل الهجمات بالأسلحة الكيميائية، والبراميل المتفجرة، وأعمال القتل والتعذيب والاختفاء القسري، التي وصفتها كالامار بأنها ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ودعت كالامار المجتمع الدولي إلى التحقيق مع المتورطين في هذه الجرائم، بما في ذلك الأسد، ومحاكمتهم لضمان العدالة للضحايا.
الموقف الدولي من الأسد
في فرنسا، يسعى القضاء إلى إصدار مذكرة توقيف بحق الأسد على خلفية اتهامات بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، تتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية عام 2013. يستند هذا التحقيق إلى مفهوم "الولاية القضائية العالمية"، الذي يسمح بمحاكمة جرائم خطيرة بغض النظر عن مكان وقوعها.
مع ذلك، استضافت روسيا الأسد وعائلته بعد الإطاحة به، ومنحته حق اللجوء لأسباب إنسانية. ويبدو أن روسيا لن تسلم الأسد لأي جهة دولية، مما يعقد جهود محاكمته.
الأسد في روسيا: ملاذ مؤقت أم دائم؟
وصل الأسد إلى موسكو مع عائلته بعد سيطرة المعارضة المسلحة على دمشق. وذكرت وسائل إعلام روسية أن الكرملين منحهم اللجوء، فيما رفض المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، التعليق على التفاصيل.
روسيا كانت الحليف الأقوى للأسد خلال الحرب الأهلية السورية، حيث لعبت دورًا محوريًا في دعمه عسكريًا. ومع ذلك، قد يواجه الأسد قيودًا على تحركاته الدولية بسبب المخاطر القانونية المرتبطة بملاحقته في دول أخرى.
مستقبل عائلة الأسد
إلى جانب بشار الأسد، يتواجد في روسيا أفراد عائلته، بمن فيهم زوجته أسماء الأخرس، الحاصلة على الجنسية البريطانية. يمكن لأسماء قانونيًا العودة إلى بريطانيا، لكن العقوبات الأمريكية على والدها وعائلتها تشير إلى أن البقاء في موسكو قد يكون الخيار الأكثر أمانًا في الوقت الحالي.
ولدى الأسد وأسماء ثلاثة أبناء: حافظ، زين، وكريم. حافظ، الابن الأكبر، يواصل دراساته العليا في موسكو، وهو ما يعكس استمرار وجود العائلة في روسيا على المدى القريب.
الثروة والعلاقات الاقتصادية
تشير تقارير أمريكية إلى أن ثروة عائلة الأسد تُقدر بمليار إلى ملياري دولار، موزعة عبر شركات وعقارات في الخارج، ما يصعب تتبع أصولها.
لعبت أسماء الأسد دورًا مهمًا في إدارة الأزمات الاقتصادية في سوريا، بما في ذلك التحكم في المساعدات وإدارة الموارد.
التبعات الإقليمية والدولية لسقوط النظام
سقوط الأسد يطرح تحديات كبيرة لروسيا، التي تحاول تأمين مصالحها العسكرية والدبلوماسية في سوريا. وتفيد تقارير بأن موسكو بدأت محادثات مع المعارضة السورية لضمان استقرار القواعد العسكرية الروسية في البلاد.
على الجانب الآخر، يتوقع أن تواجه المعارضة السورية ضغطًا دوليًا لضمان العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة خلال النزاع.
فرص المحاكمة والتحديات
بينما يأمل السوريون والمنظمات الحقوقية في تحقيق العدالة، تبقى محاكمة الأسد مرهونة بالتحولات السياسية والدبلوماسية. الدعم الروسي للأسد يشكل حاجزًا رئيسيًا أمام أي محاولات لتقديمه للمحاكمة، خصوصًا مع عدم استعداد موسكو للتخلي عن حليفها السابق.
ويظل مستقبل بشار الأسد غامضًا، لكن سقوط نظامه يمثل نقطة تحول في تاريخ سوريا. التحدي الأكبر الآن هو تحقيق العدالة للشعب السوري، وضمان عدم إفلات مرتكبي الجرائم من العقاب.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا