في 21 عاما، كيف أدار العزيز بالله دولة الفاطميين من مصر؟
في حقبة كانت تعج بالأحداث السياسية والتحولات الكبرى، بزغ نجم الخليفة الفاطمي العزيز بالله في لحظة دقيقة من التاريخ الإسلامي، وفي مثل هذا اليوم صعد إلى سدة الحكم بعد وفاة والده، المعز لدين الله الفاطمة وسط تحديات صعبة وغير مسبوقة.
من هو العزيز بالله؟
العزيز بالله هو الخليفة الخامس للدولة الفاطمية، واسمه الكامل نزار أبو منصور العزيز بالله بن المعز لدين الله الفاطمي.
وُلد في سنة 344 هـ / 955 م بمدينة المهدية في تونس، عاصمة الدولة الفاطمية آنذاك، ونشأ وترعرع في كنف والده، المعز لدين الله، الذي أرسى قواعد الدولة الفاطمية في المغرب قبل أن ينقل عاصمتها إلى مصر، وكان العزيز بالله الابن الأكبر والأكثر تأهيلًا ليكون خليفة والده، مما جعله وليًا للعهد منذ صغره.
طريق العزيز إلى الحكم، خلافة في ظل التحديات
تولى العزيز بالله الخلافة في 14 ربيع الآخر 365 هـ / 975 م بعد وفاة والده، وكان المعز لدين الله قد رسّخ أركان الحكم الفاطمي في مصر قبل رحيله، حيث نقل عاصمة الخلافة إلى القاهرة وأرسى دعائم نظام إداري قوي، مما سهّل على العزيز بالله عملية الانتقال إلى الحكم.
لكن رغم هذا الإرث، لم تكن سنوات حكم العزيز بالله خالية من التحديات، إذ كان عليه أن يواجه محاولات الثورة خصوصًا من العناصر المناهضة للفاطميين مثل العباسيين والطولونيين الذين حاولوا زعزعة الحكم، بجانب التعامل بحكمه مع التنوع المذهبي والديني، حيث كانت مصر تحت حكمه تضم أطياف متعددة من المسلمين السنة والشيعة، إضافة إلى المسيحيين واليهود.
كما واجه تحديات التوسع الإقليمي، حيث ركز العزيز بالله على تعزيز سيطرة الفاطميين على بلاد الشام والحجاز، وهو ما جعله في مواجهة مستمرة مع القوى الإقليمية.
ملامح عهد العزيز بالله
عُرف العزيز بالله بمهارته السياسية والإدارية، وترك بصمات واضحة في تاريخ الدولة الفاطمية، حيث تميزت فترة حكمه بقدر كبير من التسامح الديني، بعد أن قرّب المسيحيين واليهود في بلاطه، ومنحهم مناصب إدارية عالية، مثل تعيين الوزير اليهودي يعقوب بن كلس، وبهذه السياسة شهدت مصر في عهده ازدهارًا اقتصاديًا ملحوظًا، حيث اهتم بتحسين الزراعة والتجارة، وعمل على استقرار الأسواق والأسعار.
على مستوى السياسة الخارجية، واصل سياسة التوسع التي بدأها والده، فمد سيطرة الفاطميين إلى الحجاز وبيت المقدس ودمشق، كما واجه منافسة شرسة من الدولة العباسية في العراق وأطراف بلاد الشام، ولكنه نجح في الحفاظ على نفوذ الفاطميين.
وأكمل العزيز بالله العديد من المشاريع العمرانية التي بدأها والده، مثل توسعة الجامع الأزهر، الذي أصبح مركزًا للتعليم في عهده.
كان العزيز بالله رجل ذو حكمة ودهاء، يجمع بين الحزم واللطف، مما أكسبه احترام حاشيته وشعبه، حيث كان مولعًا بالعلم والأدب، وكان بلاطه ملتقى للشعراء والعلماء من مختلف المذاهب والديانات، ومع ذلك، لم يسلم من النقد، حيث اتهمه البعض بالمبالغة في منح النفوذ لغير المسلمين، وهو ما اعتُبر نقطة ضعف في سياسته من وجهة نظر معارضيه.
وفاة العزيز بالله وإرثه
توفي العزيز بالله في 28 رمضان 386 هـ / 996 م بعد فترة حكم استمرت نحو 21 عامًا، وتولى بعده ابنه الحاكم بأمر الله، الذي كان عهده بداية لمرحلة مختلفة تمامًا في تاريخ الفاطميين، حيث ترك العزيز بالله دولة قوية ومستقرة نسبيًا، لكنها كانت تواجه تحديات متزايدة داخليًا وخارجيًا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا