حديث قلب
العلاقات الإنسانية خارج قوانين المنفعة!
الدكتورة نهي الخطيب أستاذة جامعية فاضلة، تولت مناصب علمية رفيعة ومتعددة منها علي سبيل المثال لا الحصر: عميدة كلية العلوم الادارية بأكاديمية السادات، وأستاذة ورئيس قسم الإدارة، ولها خبرات حياتية واسعة، ومن أكفأ علماء الإدارة المعاصريين خلقا وعلما؛ وتتمتع بحس انساني رائع، إذ تتذكر دائما اساتذتها بكل وفاء وإجلال..
أعجبني كلامها عن قانون ومبدأ اقتصادي يتم تدريسه في كليات الاقتصاد والتجارة عن المنفعة الحدية، ورغم أنها تجيد فهمه وكل ابعاده كأستاذة وعميدة، لكنها هنا إستشهدت بشرح أستاذها الدكتور عمرو محيي الدين (رحمه الله) لها ولجيلها بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية..
المنفعة الحدية هي الرضا أو الإشباع الإضافي الذي يحصل عليه المستهلك نتيجة تلقيه وحدة إضافية من سلعة ما أو خدمة.. وتحدد المنفعة الحدية كمية الإكتفاء الذاتي أو الرضا أو الإشباع الذي يتلقاه المستهلك جراء إستهلاك وحدات إضافية من منتج أو خدمة ما..
حدد علماء الاقتصاد مفهومًا يعرف بقانون تناقص المنفعة الحدية.. يقول بأنّ الوِحدة الأولى المستهلَكة من خدمة أو منتج معين تحقق منفعة أكبر من الوحدات المستهلَكة اللاحقة.
لم.. ولن أنسى أبدًا المثال الذي قدمه لنا أستاذي الحبيب الراحل الدكتور عمرو محيى الدين (رحمه الله) حين كان يشرح لنا هذا القانون بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ويقول:
حين يشعر الفرد بالعطش الشديد تكون المنفعة الحدية لأول رشفة ماء يحصل عليها أعلى ما يُمكن، وربما كان على إستعداد لدفع ثمن عال للحصول عليها.. وكلما إرتوى تتناقص منفعته الحدية لكل رشفة بعدها إلى أن يشعر بالإرتواء التام وتنعدم منفعته الحدية لأي رشفة بعدها.. عند هذه المرحلة تكون قيمة المنفعة الحدّية للرشفة تقارب الصفر.. ولو أنه استمر في شرب المياه فسوف يتضرر..
وهذا يعني أن هناك 3 مستويات متدرجة من المنفعة الحدية: المنفعة الحدّية الإيجابية المنفعة، الحدّية الصفرية المنفعة، الحدّية السلبية..
في إستهلاكي أو إستخدامي لمعظم الأشياء أحرص -بحسي الشخصي- على ألاّ تصل منفعتي الحدية إلى حد الصفر أبدًا.. وأن أظل في حالة تشوق لها أفضل لي من أن أصل إلى حد فقدان الشغف والزهد فيها.. وبالقطع لا أسمح أبدًا بأن تكون منفعتي الحدّية لأي شيء سلبية..
تُرى.. هل يُمكن تطبيق هذا القانون على العلاقات الإنسانية؟ ولكون البشر ليسوا سلعًا أو خدمات..
فلا يُقصد هنا بالمنفعة الإشباع المادي.. ولكنه الإشباع العاطفي والمشاعر الإنسانية.. بمعنى أن نحرص دائمًا أن يكون تواجدنا في حياة الآخرين ذا منفعة حدّية إيجابية.. وألا نكون عبئًا نفسيًا على أحدهم..
ومن ناحية أُخرى.. قد نحتاج لوضع خطوط فاصلة في علاقتنا بالبعض منهم.. فهل َمَن ضَرَب الأمثال -إذا كنا نقتنع بفحواها- على شاكلة: إبعد حبة.. تزداد محبة، يا بخت من زار وخفف.. كُتر السلام يقل المعرفة، وإن كان حبيبك عسل متلحسوش كله..
قَصَد -دون أن يدري- أن يُطبق على العلاقات الإنسانية..
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا