علينا ألا نبرر أخطاءنا، علي جمعة: إصلاح النفس أولى من الانغماس في أمر العامة
طالب الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، من الناس أن تصلح من نفسها وتربيتها أولًا، قبل الانغماس فيما وصفه بـ "أمر العامة"، مشيرًا إلى أهمية إصلاح النفس أولًا ثم التدرج في شأن العامة بعد ذلك.
إصلاح النفس أولى من الانغماس في شأن العامة
كما طالب الدكتور علي جمعة بأن نتحمل المسؤولية عن أفعالنا، وألا نبرر أخطاءنا، مشيرًا إلى ما أخبر به القرآن من أخبار بني إسرائيل مع سيدنا موسى عليه السلام عندما أشرفوا على الدخول إلى الأرض المقدسة، ورفضهم أمر الدخول للأرض المقدسة فكُتب عليهم الله التيه لمدة أربعين عامًا، ولم يجد سيدنا موسى إلا نفسه وأخاه.
وقال الدكتور علي جمعة عن الانغماس في شأن العامة: "في هذا الزمان يكون إصلاح النفس وتربيتها أولى من الانغماس في أمر العامة. قال ﷺ: «ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَتَصَدَّقْ عَلَيْهَا، فَإِنْ فَضَلَ شَيْءٌ فَلِأَهْلِكَ، فَإِنْ فَضَلَ عَنْ أَهْلِكَ شَيْءٌ فَلِذِي قَرَابَتِكَ...» [صحيح مسلم]. ثم بعد هذه المرحلة يمكن أن يتدرج المؤمن للانغماس في أمر العامة لإصلاحهم.
يقول النبي ﷺ: «إذا رأيت شحًا مطاعًا، وهوى متبعًا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك ودع العوام، فإن من ورائكم أيامًا، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلًا يعملون مثل عملكم». قالوا: «يا رسول الله، أجر خمسين رجلًا منا أو منهم؟ قال: لا، بل أجر خمسين منكم» [رواه الترمذي].
علينا تحمل المسؤولية عن أفعالنا وألا نبرر أخطاءنا
وأوضح الدكتور علي جمعة "إذن علينا أن نبدأ بأنفسنا ثم بمن نعول، وأن نتحمل المسؤولية عن أفعالنا، وعلينا ألا نبرر أخطاءنا. ويؤكد القرآن على ذلك المعنى فيما يقصه علينا من أخبار بني إسرائيل مع سيدنا موسى عليه السلام عندما أشرفوا على الدخول إلى الأرض المقدسة".
وتابع علي جمعة "ما دار بين سيدنا موسى عليه السلام وقومه من بني إسرائيل. يقول تعالى: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ * قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [المائدة: 21-26].
دلالة التيه لبني إسرائيل أربعين عامًا
وعن دلالة الأربعين سنة، قال علي جمعة: “قيل: لأن في هذه المدة سيمر جيل بأكمله في إثر جيل، ويصبح جيل جديد تربى على الشهامة والقوة. فموسى لم ييأس، بل بدأ بنفسه ثم بأخيه، وبدأ في التربية وصبر على ذلك أربعين سنة. حينئذ تكون الجيل الذي دخل الأرض المقدسة بعد ذلك مع نبي الله يوشع عليه السلام".
وأكد علي جمعة: "نفس المنهج في الصبر والتربية كان في النموذج المحمدي. فرسول الله ﷺ بدأ الدعوة وحده بمكة، ثم بدأ بالسيدة خديجة رضي الله عنها، ثم بعلي بن أبي طالب وكان في كنفه. وبدأ الدعوة من بيته، ثم أنذر عشيرته الأقربين، ثم أنذر أقرباءه ومن حوله بالطائف".
وأضاف علي جمعة "وبعد كل هذه المدة في مكة لم يسلم معه إلا نحو مائتي رجل، وفي المدينة لما ذهب بأولئك دخل الناس في دين الله أفواجًا حتى رآهم يعينونه في حجة الوداع أكثر من مائة ألف إنسان سوى الأعراب الذين في البادية. مائة ألف إنسان أسلموا في عشر سنوات، و200 أسلموا في ثلاث عشرة سنة".
وأكد علي جمعة أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، "يعلمنا كيف نبني الأجيال، وكيف نصبر على التربية والبناء، وكيف نحول الانكسار إلى انتصار، وكيف لا يحبط المسلم، بل يبدأ العمل من جديد، وكيف يكون الإنسان راعيًا. «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؛ فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» [رواه مسلم].
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا