ورطة هيئة تحرير الشام في سوريا.. مصنفة إرهابية في الأمم المتحدة وأمريكا وأوروبا.. تملك سجلات عنيفة ضد المعارضين والنشطاء.. وخيارات صعبة تحدد مصير الجولاني وجماعته بعد سقوط الأسد
مع ظهور أبو محمد الجولاني على الساحة في معركة إسقاط بشار الأسد، بدا وكأنه بطل القصة السورية القادم.
قائد هيئة تحرير الشام، الذي تمكن من فرض نفسه على المشهد، يُنظر إليه الآن من قبل البعض، خاصة بعد أن غيّر كثيرًا في هيئته ولغة خطابه، أنه قد يكون المعادلة الأقوى للمرحلة القادمة في ظل فوضى سياسية وعسكرية تسيطر على سوريا.
لكن هل الجولاني حقًا بطل القصة القادم وهو جماعته، أم أن ما يظهره هو مجرد واجهة تُخفي وراءها تعقيدات أكبر بكثير من تلك التي نراها؟
خبايا هيئة تحرير الشام
في شمال غرب سوريا، حيث تتقاطع خطوط السياسة الدولية مع فوضى الداخل السوري، تقف هيئة تحرير الشام التي يتزعمها الجولاني كواحدة من أبرز القوى العسكرية والسياسية، التي تبقى قضية إدراجها على قوائم الإرهاب موضوعًا مثارًا للجدل على الساحة الدولية.
تأسست هيئة تحرير الشام في عام 2017 إثر الإعلان عن تحالف مجموعة من الجماعات المسلحة السورية التي كانت تعمل تحت اسم جبهة النصرة، التي شكلت أحد أذرع تنظيم القاعدة في سوريا.
وعلى الرغم من انفصالها الرسمي عن القاعدة في عام 2016، إلا أن ارتباطاتها الفكرية والممارسات العسكرية مع الجماعات الجهادية ظلت واضحة، وهذا الارتباط دفع الولايات المتحدة الأمريكية، والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لتصنيفها على قوائم الإرهاب، نظرًا للعلاقات الوثيقة التي كانت تجمعها بالتنظيمات الجهادية المتطرفة، فضلًا عن سجلاتها الأمنية المقلقة في المنطقة.
ومن بين الانتهاكات التي جعلت الهيئة مرفوضة دوليًا، القيود على الحريات والاعتقالات التعسفية التي تعرض لها الناشطون والمواطنون في مناطقها.
في تقريرها الصادر عام 2018، وثقت منظمة هيومن رايتس ووتش عددًا من حالات الإخفاء القسري التي نفذتها الهيئة بحق المعارضين السياسيين، بالإضافة إلى استهداف الصحفيين بشكل منتظم، مما أعطى انطباعًا بأن الهيئة لا تتردد في استخدام القوة لإسكات الأصوات المعارضة في المناطق التي تسيطر عليها.
وفي الوقت الذي حاولت فيه الهيئة الحفاظ على سيطرتها على إدلب، بات سلوكها مصدر قلق لكثير من المنظمات الدولية، ويكشف تقرير للأمم المتحدة عام 2020 أن الهيئة لم تلتزم بكامل معايير حقوق الإنسان في المناطق التي تسيطر عليها.
الشرطة الإسلامية التي أنشأتها الهيئة، على سبيل المثال، استخدمت أساليب قمعية لإجبار المواطنين على الامتثال لقراراتها، مثل فرض قوانين شرعية قاسية ومنع الاحتجاجات السلمية، إضافة إلى ذلك، ظلت الهيئة تشارك في القمع العسكري ضد الفصائل المعارضة، ما أسهم في تصعيد العنف وزيادة معاناة المدنيين.
ومن أبرز الانتهاكات التي رُصدت ضد هيئة تحرير الشام أيضًا التضييق على المساعدات الإنسانية، ووفقًا لتقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر لعام 2020، تم منع دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تسيطر عليها الهيئة في إدلب، الأمر الذي عطل الكثير من الجهود الدولية لتقديم الدعم للفئات الأكثر حاجة.
كما أظهرت منظمة العفو الدولية في تقريرها لعام 2021 أن الهيئة استخدمت معابر الحدود مع تركيا في تهريب الأسلحة والمقاتلين، مما يثير تساؤلات حول أبعاد علاقتها بشبكات التهريب الدولية.
هل هناك أمل في رفع تصنيف هيئة تحرير الشام ؟
تُواجه هيئة تحرير الشام اليوم تحديات كبيرة في مسألة تصنيفها كمنظمة إرهابية، مع تصاعد الدعوات للسلام في سوريا، حيث تبرز الحاجة إلى تصحيح مسار الهيئة إذا كانت ترغب في أن تكون جزءًا من حل مستدام.
وحسب تقرير صادر عن مجموعة الأزمات الدولية عام 2022 رفع اسم هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب سيكون ممكنًا إذا اتخذت الهيئة خطوات جادة نحو تحول سياسي وإصلاحات محورية في سلوكها الداخلي
شروط رفع الهيئة من قوائم الإرهاب
1 ـ التحول السياسي
يُعد التحول من كيان عسكري إلى كيان سياسي مدني من أبرز الشروط التي يطالب بها المجتمع الدولي، ويشمل ذلك إجراء انتخابات حرة وإتاحة المجال لوجود معارضة سياسية حقيقية في المناطق التي تسيطر عليها الهيئة.
2 ـ قطع التواصل مع التيارات الجهادية
يتعين على الهيئة أن تثبت أنها انفصلت بشكل كامل عن جماعات جهادية أخرى، مثل تنظيم القاعدة وداعش، وهو ما يتطلب تغييرات جذرية في هيكل القيادة وتنظيمها العسكري.
3 ـ التعاون الإنساني
من بين أهم الشروط التي وضعتها الأمم المتحدة، والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى المناطق المحاصرة بدون عوائق، وفتح خطوط اتصال مع المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني.
4 ـ الحد من النشاط العسكري
يُطالب المجتمع الدولي الهيئة بتخفيف نشاطاتها العسكرية لضمان عدم تصعيد العنف، لذا فإن أخطر التحديات التي تواجهها هيئة تحرير الشام هو أنها لا تملك الكثير من الخيارات، لكنها في الوقت نفسه أمام مفترق طرق حاسم، فإذا رفضت التحول إلى قوة سياسية شرعية، فإن مصيرها قد يكون مزيدًا من العزلة الدولية وقطع أي فرصة لها في مستقبل سوريا.
لحظة الحقيقة الأولى في تاريخ الجولاني
على خلاف ما يعتقد الكثيرون، ربما لم يواجه الجولاني أو أحمد الشرع لحظة كهذه، فالرجل على أبواب معركة تحديات داخلية وخارجية قد تزعزع استقرار منصبه، بل قد تطيح به من الهيئة أصلا، حيث يتقاطع مصير الشرع مع معضلات صعبة، بين أمنيات السوريين الكبيرة في دولة مدنية ديمقراطية حقيقية بعد رحيل العائق الأكبر لها، وبين ضغوط إقليمية ودولية تجبره على اتخاذ مواقف لن تناسب مرجعيته الفكرية والدينية والمتشددين داخل تياره وتنظيمه، وبين رغبات الجماعات المتنافسة التي ستتربص بكل خطوة يخطوها، خصوصًا بعد أن لمع نجمه في معركة إسقاط الأسد.
لكن في السياسة، كما في الحرب، لا مكان لمن لا يُختبر، والجولاني الآن يقف على مفترق طرق، إما أن يكون أكثر من مجرد قائد عسكري لميليشيا؛ ويتحول إلى رجل دولة قادر على إحداث التوازن بين القوى المتصارعة من حوله، أو أنه جرّ إلى لعبة ليست على شاكلة ما كان يتوقعه.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا