رئيس التحرير
عصام كامل

محمد حسين هيكل.. ما لا تعرفه عن مؤسس الرواية المصرية.. لماذا كتب "زينب" باسم مستعار؟! تولى عدة حقائب وزارية.. ورحل في مثل هذا اليوم عام 1956

الدكتور محمد حسين
الدكتور محمد حسين هيكل، فيتو

محمد حسين هيكل، أديب ومفكر وسياسي، مؤسس الرواية المصرية الحديثة، عمل بالمحاماة والسياسة ورأس حزب الأحرار الدستوريين، وقدم أولى رواياته باسم "زينب" عام 1914، وقام بتوقيعها باسم مستعار، بل وقع عليها باسم "مصري فلاح" في البداية، حيث لم يقدمها باسمه؛ خوفًا من أن يتعرض اسمه للإساءة، خاصةً أنه كان محاميًا وخشي أن تؤثر كتابة الرواية سلبًا على سمعته ومهنته، ففي تلك الفترة، لم تكن تُعتَبر كتابة الرواية عملًا فنيًّا جديًّا، ولم يحظَ بتقدير الجمهور.

ورحل فى مثل هذا اليوم من عام 1956.

حمل الدكتور محمد حسين هيكل حقائب وزارية متعددة مثل نظارة المعارف والشئون الاجتماعية عدة مرات، كما انتخب رئيسا لمجلس الشيوخ ورئيسًا لوفد مصر الدائم بالأمم المتحدة عدة مرات.

واختير عضوًا في لجنة الثلاثين التي وضعت دستور 1923، أول دستور صدر في مصر المستقلة، وعندما أسس حزب الأحرار الدستوريين تولى رئاسة تحرير جريدة السياسة الأسبوعية التي أصدرها الحزب، ثم نائبًا لحزب الأحرار فرئيسًا للحزب عام 1941 وخلال تلك الفترة وفى عام 1945 تولى رئاسة مجلس الشيوخ واستمر رئيسًا للحزب حتى ألغيت الأحزاب بعد ثورة يوليو 1952، وكان أحد رموز المعارضة في مجلس الشيوخ، فقدم عددًا كبيرًا من الاستجوابات الشهيرة..

رئاسة تحرير جريدة السياسة 

ولد الدكتور محمد حسين هيكل عام 1888 لأسرة ميسورة الحال بمحافظة الدقهلية، درس القرآن بالكتاب ثم التحق بمدرسة الجمالية الابتدائية، وأكمل دراسته بمدرسة الخديوية الثانوية ومنها إلى مدرسة الحقوق، سافر إلى فرنسا للحصول على الدكتوراه، وعاد إلى مصر عام 1912، ليعمل بالصحافة والتدريس في الجامعة حتى عام ١٩٢٢، حيث تولى رئاسة تحرير جريدة السياسة لسان حال حزب الأحرار الدستوريين.

حياة محمد دراسة دينية وتاريخية 
حياة محمد دراسة دينية وتاريخية، فيتو 


وعن ظروف عمله بالصحافة، قال الدكتور محمد حسين هيكل: كانت كتاباتى بنفس أسلوب ونهج الإمام محمد عبده، وعندما تكدست مقالاتى في الدرج الأخير من مكتبى، جازفت بقوة هرقلية لإرسال مقال إلى جريدة "المؤيد" انتقيته جيدًا متكاملًا كما تراءى لى، لكنى فوجئت بعدم نشره.. غضبت وثرت في داخلى واتهمت المؤيد وأصحابها بفورة غرور الشباب بالجهل وعدم معرفة قدري ونبوغى، فابتعدت بكبرياء عن عالم النشر والصحافة، إلا أنى كنت أدون أفكاري في درجى إلى أن ظهرت مجلة "الجريدة".

انشغل بقضية تحرير المرأة 

وأضاف الدكتور محمد حسين هيكل: كان الموضوع الذى يشغل الرأي العام في تلك الآونة ويثير أحاديث وآراء متعارضة إلى حد المعارك الكلامية هو موضوع "تحرير المرأة" الذى أثار ظهوره كتابان في هذا المعترك لقاسم أمين، لهذا دخلت مجال ميدان الصراع لأقول كلمتي فيه، أخذت أناصر قضية المرأة وأنادى بحقها في التحرر والتحرير والمساواة.

وأفسحت الجريدة لكلماتي صدرها مما شجعنى على طرق مجالات أخرى برأيى فيها وأتممت دراستي في تلك الفترة وسافرت إلى باريس للحصول على درجة الدكتوراه، ومن مدينة نهر السين تابعت إرسال مقالاتي الأدبية إلى "الجريدة" ليظل اسمى على صفحاتها لا يغيب.

وعدت إلى الوطن بعد نيل الدكتوراه لأحترف مهنة المحاماة وظل عشقي للأدب متأججًا فلم أنقطع أبدًا عن الجريدة ولا كتابة المقال حتى بعد أن عملت بالسياسة.

توقيع الاسم “قلة قيمة” 

وأضاف الدكتور محمد حسين هيكل:كان بداية الإنتاج قصة "زينب" لكن لم أجرؤ على توقيع اسمى عليها ووقعتها باسم فلاح مصري بسيط، فقد كانت الكتابة "قلة قيمة" في ذلك الوقت، ورغم أنى أتممت كتابتها في باريس إلا أنى حافظت فيها على نسيم الريف المصرى بكل واقعيته.

زينب اشهر روايات الدكتور هيكل 
"زينب" أشهر روايات الدكتور هيكل، فيتو 


ويرجع سر امتناع الأديب الراحل محمد حسين هيكل عن عدم تسجيله روايته الأشهر باسمه في البداية إلى كونه محاميا وكان يخشى أن تسيء كتابة الرواية إليه وإلى مهنته، حيث إن كتابة الرواية آنذاك تعني التسلية لا العمل الفني الجاد، ولم يكن يُنظر إليها بإجلال كما هو الحال في عصرنا الحالي، حتى إنه سجل في مقدمة الرواية أنه لم يجرؤ على كتابة اسمه الحقيقي على غلاف رواية زينب إلا بعد نحو 15 عاما، لتُنسب الرواية، التي كتبها فى باريس، إليه في الأخير وذلك عام 1929، بعد أن أصبحت البيئة أكثر استعدادا نسبيا لتقبل مثل هذا العمل والاعتراف به.

أول رواية مصرية خالصة 

وتعليقًا على ذلك قال شيخ الصحفيين حافظ محمود: كلنا نعلم هيكل منذ كان طالبًا بجريدة الجريدة التي يرأس تحريرها قريبة أحمد لطفي السيد، لكن واجهته المشكلة في نشر قصته "زينب" لأن تقاليد الأسر الريفية في مصر كانت تمنع الشاب المثقف ابن العيلة من أن يتناول بالقلم شيئا له علاقة بالغرام، فاضطر الى توقيعها باسم "فلاح مصري"، وحين عاد هيكل من بعثته وجد الناشرين يبحثون عن مؤلف "زينب" لنشرها في كتاب، واضطر لطفى السيد إلى الإفصاح عن اسم المؤلف، وتم نشر الرواية وعرف الناس أنه الأديب محمد حسين هيكل.


وأيضًا قال عنه الأديب يوسف إدريس: الدكتور محمد حسين هيكل هو من كَتب أول رواية مصرية خالصة الدماء نقية من شوائب الأدب الغربى وهى "زينب".

فيلم زينب الصامت 
فيلم زينب الصامت، فيتو 

وعلى قصة رواية زينب لمحمد حسين هيكل صنع الفيلم المصري الأول في عالم السينما والذي حمل نفس اسم الرواية "زينب"، وصدر في عام 1930 وكان صامتا، وهو بداية إنتاج وإبداعات السينما المصرية إخراج محمد كريم.


دراسة تاريخية ودينية لحياة سيدنا محمد 

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وفى عام 1930، توصل الدكتور محمد حسين هيكل الى أن العالم يعاني قبل كل شيء أزمة روحية، هذه الأزمة دفعت الكتاب والفلاسفة إلى التماس العلاج لها في فلسفة الهند الروحية فيقول: رأيت أن أدرس حياة نبينا الكريم، صلى الله عليه وسلم، لعلي أجد فيها الوسيلة لعلاج أزمة العالم الروحية، ولاستنهاض الشرق نهضة تبعث في العالم حياة جديدة كحياة الغرب بعد القرن الخامس عشر فوضعت كتاب "حياة محمد"، وهو دراسة تاريخية ودينية للنبي، صلى الله عليه وسلم، كتب بأسلوب علمي بعيدا عن التعصب والتحزب، ويناقش حياة العرب قبل الإسلام والأحوال التي كانت سائدة في مكة والكعبة وسيادة عبادة الأصنام، ثم زواج النبي من السيدة خديجة قبل نزول الوحي ثم الهجرة والإسراء والمعراج حتى فتح مكة.

 تحديد تعريف الحرية

عن الحرية كتب الدكتور محمد حسين هيكل يقول: دقق الكتاب والفلاسفة في تحديد تعريف الحرية، فقد ذكر هربرت سبنسر أن الذي يسير في الطريق ويشتم رائحة بنزين سيارة يجرى بها غيره يفقد من حريته بمقدار ما يدخل خياشيمه من هذا البنزين.

وكان من الأمور المتفق عليها قانونًا أن للمالك من حرية التصرف في ملكه ما يبيح له أن يفسده أو يعدمه، إلا أنه بعد الحرب العالمية بدأ ينكمش حق الفرد في التصرف المطلق، وتغيرت نظرة الناس للحياة الفردية والحياة الاجتماعية، إلا أن الإنسانية اليوم في مرحلة من مراحل حياتها، غلبت فيها الحيوانية، وأصبحت قوة الذراع والمدمرات الكلمة الأخيرة فقامت الثورات الأهلية والحروب بالرغم من وجود عصبة الأمم التي أنشئت من أجل السلام.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية