رئيس التحرير
عصام كامل

142 عاما على تعيين الإنبابي شيخا للأزهر.. تولى المشيخة مرتين واستقال لهذا السبب

 الشيخ شمس الدين
الشيخ شمس الدين الإنبابي، فيتو

في مثل هذا اليوم، 1 ديسمبر من عام 1882، تم تعيين شمس الدين الأنبابي شيخًا للجامع الأزهر الشريف، للمرة الأولى.

هو الشيخ محمد محمد الإنبابي الملقب بشمس الدين، وكان شافعي المذهب.. وعاصر تعاقب حكام أسرة محمد على اختلاف أمزجتهم وأهوائهم، فلم يؤثر هذا الاختلاف في مكانته ولا في أدائه المتميز.
يعتبر الشيخ الـ22، والـ24 للجامع الأزهر، حيث تولى المشيخة في المرة الأولى من (الأحد 19 محرم 1299هـ -1882) إلى (ذي القعدة 1199 هـ- أكتوبر 1882م).. واستمرت هذه الولاية 11 شهرا. 
أما الولاية الثانية فاستمرت 10 أعوام، من (3 ربيع أول 1304هـ-30 من نوفمبر 1886م) إلى (25 ذي الحجة 1312هـ - 1896م).

مولده ونشأته

ولد الشيخ شمس الدين الإنبابي عام 1824، في بلدة “أنبابة” بفتح الهمزة وضمها، والمعروفة الآن باسم "إمبابة"، وتقع على الشاطئ الغربي للنيل في مواجهة الزمالك، وهي تابعة لمحافظة الجيزة، ونسب إلى "أنبابة" لأنه عاش فيها فترة من حياته.

ترعرع في إمبابة وحفظ القرآن الكريم بها وتابع دراسته الأولى فيها، وكان والده من كبار التجار، فورث عنه حب التجارة وكانت له وكالة لتجارة الأقمشة في الغورية وتعرف باسمه، ولكنه كان ميالًا إلى طلب العلم فالتحق بالأزهر الشريف عام 1253هـ.

أمين الفتوى ووكيل الأزهر

وتولى أمانة الفتوى في عهد الشيخ العروسي، والوكالة عنه في إدارة الأزهر، والفصل في قضاياه، والتدريس في الأزهر، وتم تعيينه رئيسًا لعلماء المذهب الشافعي بعد وفاة الشيخ السقا.

وقد ترك في مجتمع الأزهر أثرًا شبيهًا إلى حد ما بأثر علي باشا مبارك في التعليم، مع الفارق في القاعدة العريضة التي كانت تحت قيادة علي باشا مبارك الذي جمع الأشغال والحربية والأوقاف مع المعارف، والذي كان قادرا على أن يقدم نوعًا متميّزًا من التأليف العصري الذي يستحضر الماضي والحاضر معًا كما في الخطط التوقيفية أو في قصة علم الدين، وكان هذا الطابع أيضا مسيطرا على الإنتاج العلمي للشيخ شمس الدين الإنبابي.

الإنبابي شيخا للأزهر مرتين

تم تعيين الشيخ شمس الدين الإنبابي شيخًا للأزهر في الأول من ديسمبر 1881، بالمواكبة لصعود الثورة العرابية، فلما انكسرت الثورة استقال من المشيخة في الثاني من أكتوبر 1882.

ثم عيّن الشيخ شمس الدين الإنبابي شيخًا للأزهر للمرة الثانية في 29 ديسمبر 1886، وهو ما يوافق ما تناقلته الأدبيات المتاحة من أن هذا كان في الثالث من ربيع 1304.
كان الشيخ شمس الدين الإنبابي تلميذًا لشيخ الأزهر الشيخ إبراهيم الباجوري (1784-1864)، وقد تولى أيضا تدريس حاشية الباجوري على بردة الإمام البوصيري.
كان الشيخ شمس الدين الإنبابي ينتقي تلاميذه ويدفعهم دفعًا إلى أن يكونوا من أهل العلم، ولهذا فإننا لا نعجب من أن الأستاذ زكي مجاهد مؤلف كتاب "الأعلام الشرقية"، مع حرصه البالغ على الاختصار لم يجد ما يمنعه من أن يعدّد تلاميذ الشيخ الإنبابي الذين وصل عددهم إلى 64 عالما بارزا.

موقفه من الحركة الإصلاحية

جدير بالذكر أنه لم يكن مؤيدًا للحركة الإصلاحية التي كان يدعو إليها المهدي العباسي والأفغاني والشيخ العروسي ومحمد عبده وغيرهم.
وكان يشدد على أن تكون الدروس في الأزهر وفي المدارس التابعة له مقصورة على العلوم اللغوية والدينية، ولكنه لم يرفض باقي العلوم، وإنما كان يرى أنها من فروض الكفاية التي إذا قام بها البعض سقطت عن الجميع، ورغم ذلك أفتى بجواز دراسة العلوم الحديثة، وكان الشيوخ يحرمونها. 
واستمر في المشيخة حتى استقال بعد أن أصيب بالشلل، وأصبح غير قادر على القيام بعمله وكرمَّه الخديوي عباس وأرسل إليه رسالة رقيقة يشكره فيها، ومنحه النيشان العثماني من الدرجة الأولى، وجلس في بيته.

إنتاجه العلمي

- تقرير على حاشية الشيخ العطار على شرح الشيخ خالد للأزهرية (وهو الكتاب الذي أصدره الدكتور البدراوي زهران 1996 بعنوان: مناهج لغوية ومادة علمية في أعمال المدرسة اللغوية المصرية من خلال تقريرات الإنبابي على حواشي العطار لشرح الشيخ خالد لآجروميته الأزهرية).

- تقرير على نهاية المحتاج على المنهاج.

- تقرير على حاشية الشيخ عبد الله الشرقاوي على تحرير تنقيح اللباب.

- دفع الزكاة لمن بلغ ولم يصل طول عمره.

- سؤال رفع إلى الشيخ الإنبابي من اليمن.

- القول السديد في صحة نكاح المرأة بلا ولي مع التقليد.

- مجموع مشتمل على رسائل ومشاكل.

- تقرير على حاشية الشيخ الأمير على شذور الذهب لابن هشام.

- تقرير على حاشية السجاعي على شرح القطر لابن هشام.

- حاشية على رسالة الصبان في علم البيان.

- الصياغة في فنون البلاغة (مخطوط في مجلدات).

- رسالة البسملة الصغرى.

- رسالة في تأديب الأطفال.

- رسالة في علم الوضع.

- رسالة في رياضة الصبيان وتعليمهم وتأدبيهم.

-  رسالة "القول السديد في تزويج المرأة بلا ولي مع التقليد". 

- كتب الشيخ أحمد رافع الطهطاوي (1859-1936) سيرة حياة الإنبابي في كتاب مطبوع وغير مسبوق "القول الإيجابي في ترجمة العلامة شمس الدين الإنبابي"، ومثله كتب الشيخان أحمد أبو خطوة وعبد الكريم سلمان عن صديقهما الشيخ محمد عبده.

رحيله

رحل الشيخ شمس الدين الإنبابي في 27 مارس 1896، وهو ما يقابل التاريخ الهجري 12 شوال 1313، عن عمر يناهز 74 عامًا، ودفن بمقابرالمجاورين.

ويُروى أن جنازته كانت حافلة بأهل مصر، وأنهم انتظروا بالجنازة حتى جاء الشيخ الأشموني (1803ـ1904) متكئًا فأوصلوه للقبلة، وأمّ الصلاة على الشيخ الإنبابي.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية