مراقب أم لاعب خفي.. أين تقف إسرائيل من الصراع بين النظام السوري والمعارضة.. اشتعال الحرب يحقق لها مكاسب استراتيجية.. يستنزف الجميع لصالحها ويمنحها الفرصة لضرب النفوذ الإيراني

في قلب الصراع السوري المشتعل بين المعارضة والجيش، تبرز إسرائيل كأحد اللاعبين الذين قد يجدون في التصعيد فرصة لتوسيع مكاسبهم، فعلى الرغم من عدم مشاركتها المباشرة في المعارك، إلا أن تل أبيب تراقب التطورات وستفيد من استنزاف الأطراف المتنازعة، لا سيما خصومها التقليديين مثل إيران وحزب الله. 

والتصعيد الحالي يفتح الباب لتساؤلات حول مدى تورط إسرائيل في رسم ملامح جديد للمشهد السوري، وهل تنتهز هذه اللحظة لتوجيه ضربات تُضعف خصومها أم تكتفي بلعب دور المراقب الذي ينتظر فرصته؟

سر توقيت التصعيد بين المعارضة والجيش والسوري 

قبل معرفة دور إسرائيل في الصراع، يمكن القول أن التصعيد ليس وليد اللحظة؛ بل جاء نتيجة مجموعة من التطورات المحلية والإقليمية، حيث تغيّرت الموازين الميدانية بشكل واضح، فالمعارضة السورية المسلحة التي تراجعت قوتها خلال السنوات الأخيرة، أصبحت تسعى لاستعادة الزخم بعد تعزيز مواقعها في شمال سوريا، بدعم من قوى إقليمية.

وتحاول المعارضة استغلال الظروف الإقليمية والصراعات المشتعلة في لبنان وغزة واليمن والعراق بجانب الضغوط الاقتصادية والسياسية على النظام السوري والعقوبات الدولية التي تعتقد المعارضة أنها ستفتح نافذة للمنافسين لتوسيع نفوذها، كما تتخوف من التحركات التركية للتصالح مع نظام الأسد، ما يهدد مكاسبها على المدى البعيد.

نقاط ضعف المعارضة السورية أمام نظام الأسد

تواجه المعارضة السورية تحديات كبيرة خاصة على مستوى التسليح، فالفصائل العسكرية تمتلك أسلحة متوسطة وخفيفة، مع بعض الأنظمة الدفاعية التي تُقدمها جهات داعمة مثل تركيا، لكنها تفتقر إلى القوة الجوية والدعم اللوجستي المتكامل كما هو الحال مع الجيش السوري. 

ورغم كل ما يقال عن الدعم الشعبي للمعارضة، لكن الواقع على الأرض يقول ان النظام السوري يحظى أيضا بقاعدة شعبية كبرى، وظهر ذلك في حالة التأييد الكبيرة له على مواقع التواصل ليس فقط داخل سوريا بل وخارجها أيضا وخاصة من التيارات أو الأفراد المعادين لأفكار الإسلام السياسي والجماعات المعبرة عنه.

هؤلاء أعلنوا بشكل واضح عن دعمهم لنظام الأسد، بعد الإعلان عن ضربات المعارضة، وحذروا من تمكن التيارات الدينية وأمراء الحرب من إسقاط نظام الأسد، لتقع البلاد فريسة لتيارات دينية ومذهبية قد تذهب بها إلى التفكيك والتقسيم.

لعبة المصالح الإقليمية والدولية في الأزمة السورية

الصراع السوري بات أشبه برقعة شطرنج تتحرك فيها الأطراف لتحقيق مصالحها، من ناحية تركيا تسعى لتعزيز نفوذها في الشمال السوري، وهناك ضغوط على دمشق لوقف أي تهديد أمني لمصالحها الحدودية، كما ترى إيران في التصعيد فرصة لتثبيت وجودها العسكري والاقتصادي في هذا البلد المؤثر بالمنطقة خاصة في ظل التوتر مع إسرائيل والولايات المتحدة.

أما روسيا، فلديها رغبة كاملة في الحفاظ على استقرار النظام السوري لضمان استمرارية قاعدتها العسكرية في طرطوس وتأثيرها في المنطقة.

علاقة إسرائيل بالصراع الدائر في سوريا 

تُدرك إسرائيل أن استمرار الصراع في سوريا يُحقق لها عدة مكاسب استراتيجية، حيث يستنزف الجيش السوري والمعارضة على حد سواء، ويُضعف الدولة السورية ككل، ويُبقيها في حالة من الانهيار الذي يحول دون تشكيل أي تهديد عسكري مباشر على حدودها. 

كما يشكل اشتعال الصراع بين المعارض والجيش السوري أهمية كبرى لـ تل أبيب، إذ تتحين الفرص منذ سنوات لضرب  النفوذ الإيراني في سوريا، وقد تشن ضربات جوية على مواقع مواليها، مما يُحقق لها أهدافًا دون الدخول في مواجهة مباشرة مع الجيش السوري. 

وحسب خبراء، احتمالية وجود أصابع إسرائيلية في إشعال بعض جوانب الصراع ليس مستبعدًا، حيث تستفيد تل أبيب من تنشيط بعض الفصائل المعارضة أو دعم ضربات معينة بشكل غير مباشر، لإضعاف تواجد خصومها في مناطق حساسة خاصة بالقرب من الجولان، وهذا يحقق لها ما تريد، إذ تفضل إسرائيل دائما تجنب التورط العلني، حفاظًا على استراتيجيتها القائمة على التدخل المحسوب والضربات السريعة.

وفي ظل تداخل المصالح الإقليمية والدولية، يبدو أن الصراع بين المعارضة والنظام السوري سيبقى معقدًا إن لم يستطيع الجيش الوطني إعادة الكفة مرة أخرى، فالمستفيدون الحقيقيون هم الأطراف التي تُدير اللعبة من الخلف، بينما يدفع الشعب السوري الثمن الأكبر من التنافس على النفوذ في دولة مزقتها الحرب.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.