كامل الشناوي.. بدأ حياته مصححًا لغويًا تحت إدارة طه حسين.. كان لا ينام خوفًا من الموت.. امتنع عن الزواج طوال حياته.. وهذه حكايته مع نجاة
كامل الشناوى ، صحفى كبير وشاعر كتب الكثير من الأغنيات الرومانسية، من جيل عباقرة الصحافة مصطفى وعلى أمين تتلمذ على يده أجيال من الصحفيين يصفه محمد حسنين هيكل بأنه معلمه الأول، وقال عنه محمود السعدنى بالقامة والقيمة، عرف بخفة ظله ووصفوه بأنه شاعر " فلتة" وإنسان استثنائي، رقيق الإحساس رغم ضخامة جسمه، نظم أروع القصائد في الحب، بل أكثرها مأساوية، رحل في مثل هذا اليوم 30 نوفمبر عام 1965.
كامل الشناوى هو آخر الظرفاء في تاريخ الأدب والصحافة وهو أستاذ النكتة والضحكة والقفشة النظيفة، وهو من أشهر الكتاب والصحفيين العزاب قال عنه الكاتب مصطفى أمين: “هجر كل شيء وقرر أن يكون شاعرا ثم قسم نفسه بين الشعر والصحافة، إنه أول من رأيته ينام في النهار ويسهر في الليل”، وقال الأديب عباس العقاد عنه: “هو ليس صغيرا لأنه لايريد أن يكون كبيرا، وقالت عنه الفنانة روز اليوسف: صديقي كامل الشناوي ذكي وطيب القلب، يحب عمله كثيرا، ويبدع فيه في نواح عديدة، أي أنه ممكن أن يسد مكان أربع خمس صحفيين، ولكنه معروف بالكسل، وكان مدللا في أسرته، مما يجعله في غير حاجة للعمل.
بالأزهر ارتدى الجبة والقفطان
ولد الكاتب كامل الشناوى عام 1908 وعقب وفاة الزعيم مصطفى كامل في نوسا البحر التابعة لمركز أجا في محافظة الدقهلية، وأصر والده على أن يسميه كامل نسبة إلى مصطفى كامل، نشأ في بيئة دينية خالصة، فوالده الشيخ مأمون الشناوى رئيس المحكمة الشرعية العليا وهو أعلى منصب قضائى في مصر، وعمه الشيخ محمد مأمون الشناوى شيخ الأزهر وشقيقه الشاعر مأمون الشناوى، التحق بالكتاب وحفظ القرآن ومنه انتقل إلى الأزهر ولبس العمامة والقفطان.
يقول كامل الشناوي عن بداياته: تخيلت أنى ديب وأنا طالب بعد أن حفظت القرآن، لكنى وجدت أن هناك شيئا ينقصني خلعت القفطان والعمة واتجهت لدراسة الفلسفة، فدرست التاريخ القديم والحديث، وأتيح لي أن أقرأ ألف قصة وكتاب وديوان شعر مترجمة عن الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والروسية والألمانية، تعلمت البيان والمنطق وتعمقت في الفلسفة الإسلامية وتتبعت النهضة الفكرية في أوروبا، وأغرمت بالموسيقى والرسم والنحت والتمثيل وقرأت التوراة والإنجيل ودرست التاريخ السياسى لدول الشرق والغرب.
بداية الصحافة مع التصحيح
بدأ كامل الشناوى حياته الصحفية مصححا في مجلة "كوكب الشرق" عام 1930 وكان مدير تحريرها الدكتور طه حسين الذي أعجب بأسلوبه ونقله محررا في مكتبه، ثم انتقل مع الدكتور طه حسين للعمل في مجلة "الوادي"ومنها انتقل إلى دار روز اليوسف عام 1935، وعهد إليه العقاد بمراجعة مقاله وتصحيحه إيمانا به وبقدراته اللغوية.
عمل كامل الشناوى محررا في جريدة الأهرام عام 1935، وكتب أيضا في مجلات آخر ساعة والاثنين والمصور، حتى رأس تحرير مجلة "آخر ساعة" عام 1943، ثم انتقل عضوا بمجلس النواب عام 1945، ومنه إلى أخبار اليوم وانتقل منها إلى الجريدة المسائية التي صدرت عام 1949، وفى عام 1951 ونتيجة لإعجاب الملك السابق فاروق بكتاباته منحه لقب البكوية ليصبح كامل بك الشناوى، وبعد الثورة عمل الشناوي رئيسا لقسم الأخبار بجريدة الأهرام، فرئيسا لتحرير جريدة الجمهورية.
إلى جانب كتاباته الصحفية عشق كامل الشناوي الشعر وكتب الكثير من القصائد الشعرية التي تحول أغلبها إلى أغنيات وهي تعبر عن حياته والآمة منها لا تكذبي، لست قلبي، حبيبها، حياتي عذاب وغيره.، ولذلك كان دائما يقول: أننى أفضل أن أكون شاعرا قبل أن أكون صحفيا لكنى أصبحت شاعرا في صحيفتي، دخلت عالم الصحافة من باب الشعر، وأفضل أن أكون لحنا في الحياة ولا يشغلنى بعد ذلك أن يسجل اللحن في نوتة يعاد عزفها.
أحب كامل الشناوى الحياة فكان يكره النوم ويعشق السهر وكان يخشى الموت ويتصور أن الموت لا يجئ للناس إلا وهم نائمون، فكان يكره الليل فيقضى سهراته طوال الليل مع حافظ إبراهيم وعبد العزيز البشرى وعبد الحميد الديب وغيرهم ممن يتبادلون الأحاديث الأدبية والقفشات والنكات حتى الصباح.
كامل الشناوي: لحن ناقص لم يكتمل
ورغم تلك الرحلة الطويلة والمشوار الصحفى والشعرى للراحل كامل الشناوي الذي رحل عام 1965، وبالرغم من أشعاره وكلماته التي مازالت ترن في الآذان إلا أنه كان يقول عن نفسه: أنا لحن ناقص لم يكتمل، يستطيع الزمن أن يأخذ منى كل شيء إلا قدرتى على أن أتمنى أو أعيش مع الأحلام وعندما تضيق بى سبل الحياة، فإننى قبل أن استسلم لليأس سأتمنى أن أيأس.
كامل الشناوى كان أشهر العزاب فى جيله، فلم يتزوج بالرغم من أنه أحب حبا كبيرا في حياته للمطربة نجاة الصغيرة لكنها رفضت حبه فكتب عن الزواج، حتى أن الكاتب رجاء النقاش قال عنه:تولدت لدى الشاعر كامل الشناوى عقدة البدانة وضخامة الجسم منذ طفولته فكان لها أبعد الأثر في ولادة مواهبه في الدعابة والسخرية وصنع المقالب كأسلحة للدفاع عن النفس، فكره كل ما هو ضخم حتى أنه عندما اختار محبوبته اختارها من طراز الترانزستور.
كامل الشناوي غير نادم على عدم الزواج
لكن كامل الشناوى يبرر عزوبيته ويقول: الإنسان نفسه مشكلة فكيف يتزوج مشكلة أخرى، في حياتى أكثر من حب ولو أن الحب لا يصيب القلب إلا مرة واحدة، وأكثر من امرأة وأكثر من مشكلة، وعندما كنت أصلح للزواج لم نكن نملك المال، ثم جاء الاستقرار المادى في سن لا يصلح للزواج، وعلى كل فقد فاتنى القطار وتجاوزت سن الزواج، وفى النهاية أنا غير نادم على إنى لم أتزوج، فحياتى الطويلة لم تخل من الحب وأرى ان الحب لا يصيب القلب الا مرة واحدة ثم بعد ذلك يتكرر ويكون انعكاسا للحب الأول لكنه ليس حبا جديدا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا