رئيس التحرير
عصام كامل

مأمون الشناوي.. نوادر شاعر الرومانسية.. كتب 427 أغنية لمشاهير المطربين في عصره.. وبنت الجيران وراء تحوله إلى الكتابة بالعامية

الشاعر الغنائى مأمون
الشاعر الغنائى مأمون الشناوى

الشاعر  مأمون الشناوي ملك الرومانسية بلا منازع، امتعنا بأغانيه الرائعة التي عشنا معها أجمل الذكريات، كتب كلمات هي أرق كلمات الحب، خرجت الكلمات من قلبه ووجدانه إلى محبوبته بنت الجيران، وتلقفها الموسيقار محمد عبد الوهاب واستقرت في قلوب مستمعيه، رحل عام 1994.


استمتعنا بكلمات الشاعر مأمون الشناوي على مدى أكثر من نصف قرن برصيد 427 أغنية لكبار عمالقة الغناء والطرب؛ أم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وأسمهان وليلى مراد ومحمد فوزي وفايزة ونجاة وغيرهم.

أغنيات غرامية إلى بنت الجيران 


عرف الشاعر مأمون الشناوي نساء كثيرات، وهو لم ينظم هذه الكلمات والأغاني ليغنيها ملوك الطرب والغناء وإنما نظمها ليعبر عن هواه وغرامه وعشقه وحبه للنساء اللاتي عرفهن في بداية حياته، فكل أغنية من أغانيه هي قصته مع واحدة من هؤلاء الحبيبات المجهولات، يبكي مع واحدة ويضحك مع الأخرى، يسعد مع الأولى ويشقى مع الثانية، امرأة تهجره وأخرى يهجرها هو، كما كانت الكلمات والأغاني التي كتبها وغناها كبار المطربين والمطربات فيما بعد عبارة عن رسائل كتبها إلى ابنة الجيران محبوبته فاطمة التي تزوجها بعد ذلك وأصبحت أم أولاده.

بداية مشوار الشناوى مع جبران 
بداية مشوار الشناوى مع جبران 

فى مثل هذا اليوم في 28 أكتوبر عام  1914 ولد الشاعر الغنائي مأمون الشناوي بمدينة المنصورة، وعن بدايته الشعرية يقول: في طفولتى كانت هوايتي لعب كرة القدم والتنزه مع أصحابي في جنينة الملاهي، وفي المرحلة الابتدائية وكنت مزوغ من المدرسة وأثناء انتظار أصحابي لفت انتباهي بائع يفترش الرصيف بالكتب منها كتاب "الأجنحة المتكسرة" لجبران خليل جبران، اشتريته وظللت أقرا فيه حتى ميعاد الخروج من المدرسة لأعود إلى البيت في حي السيدة زينب.

فضل أخي ووالدي سيد الشناوي


وأضاف الشاعر مأمون الشناوي: أثر كتاب جبران في وجداني وأحببت الأدب، وبدأت من هذا الخيط قراءة الشعر وسؤال أخي الأكبر كامل الشناوي، وكنت في ذلك الوقت استمع بإصغاء إلى والدي الشيخ سيد الشناوي رئيس المحكمة الشرعية العليا الذي كان يملك مكتبة ضخمة تضم أمهات الكتب ومئات الدواوين لأغلب الشعراء العرب ورشح لي في البداية كتاب المتنبى، ثم توالت الكتب، فقد استطاع والدي وأخي كامل إدماجى في حب الشعر والأدب.

الشاعر مأمون الشناوى 
الشاعر مأمون الشناوى 


قال الشاعر مأمون الشناوي: بدأت الكتابة بالفصحى في مجلة أبوللو، وكان يكتب فيها صالح جودت وإبراهيم ناجي، وكان جاري وصديقي محمد صادق يغني في الإذاعة المصرية، وفي ذلك الوقت أحببت بنت الجيران وهي لا تفهم شعر الفصحى وأسرتها تملك راديو، وأردت إبلاغها بمدى حبي لها فكتبت الأغاني بالعامية وأعطيتها لمحمد صادق لتلحينها ويغنيها مقابل اثنين جنيه، واستطعت إيصال مشاعري لحبيبتي.

محطة الكتابة الصحفية 


ثم جاءت محطة الكتابة في الصحافة، وفي مجلة روز اليوسف عام 1950 كتب الصحفي والشاعر مأمون الشناوي ذكرياته الصحفية يقول فيها: بدأت صحفيًّا في روز اليوسف عام 1936، وعلى مدى ثلاثة أعوام وكنت مع إحسان عبد القدوس ووليم باسيلي والرسام رخا، وكان مرتبي جنيهًا واحدًا في الأسبوع، أي أربعة في الشهر ولم يكن هناك أي بادرة من صاحبة المجلة لزيادة المرتب.

عملت مع التابعي في آخر ساعة 


عرض علي محمد التابعي أن أعمل في آخر ساعة مقابل 12 جنيهًا في الشهر، وسافر التابعي في رحلة إلى الخارج أنفق فيها الكثير، وعندما عاد قرر تخفيض مرتبات كل العاملين، ووجدت أن مرتبي أصبح عشرة جنيهات فقط، فاتصلت بإحسان عبد القدوس الذي طلب منى العودة مرة أخرى لروز اليوسف براتب 12 جنيهًا، وبالفعل عدت إلى روزاليوسف لمدة أربعة أشهر.

وهنا أعاد التابعي التفكير مرة أخرى، وقرر رفع مرتبي إلى 20 جنيهًا وعدت إلى آخر ساعة.. وهناك قال لي مصطفى أمين ضاحكًا: (هذه أحسن طريقة لرفع مرتبك، كلما احتجت إلى ذلك عد إلى روز اليوسف وسوف يعاود التابعي رفع مرتبك). قلت له مدرسة روزاليوسف ومدرسة آخر ساعة مدرسة واحدة؛ لأن محمد التابعي كان وراء إنشاء المجلتين.

فريد ومامون ومشوار مع الغناء
فريد ومامون ومشوار مع الغناء


كانت أغنية "الربيع" التي كتبها الشاعر مأمون الشناوي من أشهر ما تغنى به فريد الأطرش، ويحكي مأمون قصة هذه الأغنية في حديث إذاعي؛ حيث يقول أنه في ربيع سنة 1947 كتب هذه الكلمات، وجاءت له فكرة أن يقدمها إلى أم كلثوم لتغنيها ولكنها طلبت منه أن يقوم ببعض التعديلات والتغييرات في النص المقترح، واتفقا على موعد ثان لمواصلة النقاش حول الموضوع، وبالقرب من بيت أم كلثوم التقى مأمون صدفة بفريد الأطرش، وأخذ فريد الأغنية وقام بتلحينها وغناها فأصبحت من أشهر أغنياته، تبعها أغنيات حبيب العمر، حكاية غرامي، بنادى عليك، أول همسة، خليها على الله، سافر مع السلامة وغيرها.

ام كلثوم ومامون الشناوى 
ام كلثوم ومامون الشناوى 

غنت له أم كلثوم بعد ذلك: أنساك ياسلام، كل ليلة وكل يوم، ودارت الايام، وغنى عبد الوهاب للشاعر مأمون الشناوي أيضًا: انسى الدنيا، ردي علي، آه منك ياجارحني، كل ده كان ليه، كما التقيا في عدد من الأغاني الوطنية مثل نشيد "الوادي"، "زود جيش أوطانك"، "الجهاد".

فى يوم من الأيام مع عبد الحليم 

التقى الشاعر مأمون الشناوي مع عبد الحليم حافظ في عدد من الأغاني العاطفية مثل "أنا لك على طول"، "عشانك يا قمر"، "بيني وبينك إيه"، "صدفة"، "نعم يا حبيبي نعم"، "في يوم من الأيام"، "كفاية نورك"، وغيرها. هذا إلى جانب الكتابة للعديد من المطربين والمطربات منهم أسمهان وعزيزة جلال وهاني شاكر وحتى أحمد عدوية. 
 ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية