القيادات الإعلامية الجديدة والاختبار الصعب!!

بمناسبة التغييرات الإعلامية التي جرت أمس وتم بموجبها اختيار وزير الشباب السابق المهندس خالد عبد العزيز رئيسا للمجلس الأعلى للإعلام والإبقاء على المهندس عبد الصادق الشوربجي على رأس الهيئة الوطنية للصحافة وإسناد رئاسة الوطنية للإعلام للأستاذ أحمد المسلماني مع تغيير أعضاء تلك المجالس والهيئات نتمنى أن نشهد تغييرا ملموسا في المشهد الإعلامي ليس فقط بتغيير الوجوه التي سئمها الناس ونفروا منها وهجروا بسببها الفضائيات إلى منصات ووسائط أخرى لا تؤمن عقباها.. بل بتغيير جذري في المضمون وتسريع تدفق المعلومات والتخلي عن التحفظ الذي يتسبب في تأخير المعلومة التي تصبح بلا قيمة ويصبح البديل وهو الشائعات أقرب إلى التصديق وخصوصا عند العامة ومن في حكمهم..!!

فإذا أخذنا في الحسبان حجم التطور الهائل الهادر في تقنيات الإعلام والصحافة وجب على القيادات الإعلامية الجديدة أن تبادر بإصلاحات جذرية للمنظومة حتى تحافظ على بقائها على قيد الحياة وحتى  لا يزداد تخلفها عن ركب الحداثة والتطور الذي سبقها بصورة مذهلة  .. فوفقا  لاستطلاع رأي حول مستقبل الصحافة أجراه معهد رويترز للصحافة بالتطبيق على 300 من قيادات الشركات الإعلامية في 50 دولة ..تعاظمت المخاوف من هيمنة الذكاء الإصطناعي على الفضاء الإعلامي والإنخفاض المتزايد في معدلات المتابعة للمواقع الإخبارية.

هذا ينذر بسحب البساط من تحت أقدام ما تبقى من حياة في تلك المواقع ليس في مصر فحسب بل في مختلف دول العالم. 
 

وبحسب  الدراسة فإن البديل يتمثل في غرف الأخبار الشبحية التي تقدم محتوى مشتركا أو محتوى ذكاء إصطناعي دون الإعتماد على المراسلين ..الأمر الذي يعني بكل بساطة أن لغة الأخبار ستتحول بشكل كبير الى الشرح التفسيري للأحداث المعقدة وتجنب الأخبار الإنتقائية المزعجة والمرهقة وتقديم الحلول والقصص الإنسانية الملهمة والإعتماد على الجمهور بدلا من المراسلين فى مناطق الحروب والنزاعات.

نتائج الاستطلاع تشير الى إنخفاض معدل الإعتماد على الأخبار عبر الفيسبوك بنسبة 48% وتويتر 23% وانستجرام 19% الأمر الذي دفع قادة تلك الشركات الى تقليد منصة التيك توك وتقديم محتوى خفيف وجذاب للجماهير الأصغر سنا وتكثيف الفيديوهات الترفيهية والبودكاست والرسائل الإخبارية. 

وتوقعت الدراسة ظهور أجهزة رقمية جديدة تنافس الهواتف الذكية وتزيد من وتيرة التفاعل عبر الأوامر الصوتية وإيماءات الوجه وإشارات اليد الأمر الذي يفرض على الشركات الإعلامية الكبرى إحتضان تقنيات الذكاء الإصطناعي التوليدي.

فهل مؤسساتنا الإعلامية قومية وخاصة مستعدة للتعامل مع مثل هذا التحدي..وهل تملك القيادات الإعلامية والصحفية القائمة أو الجديدة رؤية واضحة لعبور هذا التحدي..؟!
لا شك أن وتيرة الانفلات الإعلامي والسيولة الرقمية تتصاعد بصورة تنعكس على رؤى وتصورات ومعتقدات الجمهور في إتجاه الترفيه والتسطيح والتضليل وتزييف الوعي وتمييع المواقف وتذويب الهوية ..وهكذا الإعلام ووسائط التكنولوجيا فائقة التطور كلمة السر أو مفتاح المستقبل من يملكها سنكون له الكلمة ومن يعجز عن حيازتها فلا يلومن إلا نفسه..!!
وأخيرا أتمنى أن تشهد الساحة الإعلامية والصحفية تغييرا وتطويرا ومهنية وانضباطا يحقق لها الإنطلاقة المنشودة، ويعيد الناس إليها مرة أخرى بعد أن هجروها.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.