رئيس التحرير
عصام كامل

الحياد ليس كله خيرًا..!!(2)

قرار الجنائية الدولية بحق نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل  ووزير دفاعه جالانت جرئ فلم يخش كريم خان رئيس المحكمة في الحق لومة لائم، ولا ارتعدت فرائصه من التهديدات المبطنة التي وصلت إليه من دول كبرى مساندة للاحتلال..وهذا هو الموقف الذي كنا ننتظره من دول عربية وإسلامية تبلغ نحو 57 دولة انعقدت قمتها مرة بعد الأخرى دون فعل ناجز على الأرض يحمي ما تبقى من غزة أو يدفع الأذي عن لبنان..!
إن ما يفعله العرب بأنفسهم بصمتهم وخذلانهم للحق الفلسطيني يذكرني بقصة في تراثنا أو هي مثلٌ يروى في كثير من المواقف لكن أكثر الناس ينسونه، يقول هذا المثل " أُكلت يوم أكل الثور الأبيض"، وقصة المثل... أن أسدًا وجد قطيعًا مكونًا من ثلاثة ثيران؛ أسود وأحمر وأبيض، فأراد الهجوم عليهم فصدوه معًا وطردوه من منطقتهم.
ذهب الأسد وفكر بطريقة ليصطاد هذه الثيران، خصوصًا أنها معًا كانت الأقوى، فقرر الذهاب إلى الثورين الأحمر والأسود وقال لهما: «لا خلاف لدي معكما، وإنما أنتم أصدقائي، وأنا أريد فقط أن آكل الثور الأبيض، كي لا أموت جوعًا، أنتم تعرفون أنني أستطيع هزيمتكم لكنني لا أريدكما أنتما بل هو فقط.
فكر الثوران الأسود والأحمر كثيرًا؛ ودخل الشك في نفوسهما وحب الراحة وعدم القتال فقالا: «الأسد على حق، سنسمح له بأكل الثور الأبيض». فافترس الأسد الثور الأبيض وقضى ليالي شبعان فرحًا بصيده.
ومرت الأيام، وعاد الأسد لجوعه، فرجع إليهما وحاول الهجوم فصداه معًا ومنعاه من اصطياد أحدهما، ولكنه استخدم الحيلة القديمة، فنادى الثور الأسود وقال له: «لماذا هاجمتني وأنا لم أقصد سوى الثور الأحمر؟ فقال له الأسود: «أنت قلت هذا عند أكل الثور الأبيض.
فرد الأسد: «ويحك أنت تعرف قوتي وأنني قادر على هزيمتكما معًا، لكنني لم أشأ أن أخبره بأنني لا أحبه كي لا يعارض اتفاقنا السابق..فكر الثور الأسود قليلًا ووافق بسبب خوفه وحبه الراحة.
في اليوم التالي اصطاد الأسد الثور الأحمر وعاش ليالي جميلة جديدة وهو شبعان، ومرت الأيام وعاد وجاع..فهاجم مباشرة الثور الأسود، وعندما اقترب من قتله صرخ الثور الأسود قائلًا: «أُكلت يوم أكل الثور الأبيض"..هذا هو الحياد القاتل؛ فهناك قضايا يكون الحياد فيها شبه مستحيل، بل تتطلب تحديد الموقف وتسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة دون مواربة؛ حتى تتوسع الرؤية.. يقول المفكر الكبير الراحل  زكي نجيب محمود: "إن موقف الحياد هو موقف العاجز الذي يريد لنفسه السلامة والهدوء"، لكنه سيهوي بسبب من أمنهم وهم لا يأمنون ماضيه ولا حاضره ولا مستقبله..وهذا هو روح المعنى في الحديث النبوي الشريف الذي يقول فيه رسولنا صلى الله عليه وسلم:" ما من امرئ يخذل امرءًا مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته".
الدفاع عن أي مظلوم واجب مهما يكن توجهه ومهما تكن عقيدته، وإن لم تصل به رابطة سوى رحم آدم؛ وفي الأزمات الأخلاقية يكون الحياد خيانة لأن الباطل يقوى، ويستشري حتى ينال من الصامتين المتخاذلين الذين ظنوا أو توهموا أنهم بمنأى عنه.
فإذا كانت أهداف تل أبيب واضحة كالشمس، وهى لا تخفي أطماعها في بلاد العرب، ففيم صمت العرب..ماذا ينتظرون من ترامب الذي أعلنها صراحة أن إسرائيل دولة بلا عمق استراتيجي؛ فكيف بالله عليكم سيتحقق مثل هذا العمق إلا بالتوسع في أراضي العرب..فماذا تنتظرون..؟!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية