ذكرى رحيل "صوت الجبل" محمود أبو الوفا الصعيدي.. بدأ رحلته مع القرآن في سن الرابعة على يد والدته.. مسجد السيدة زينب شاهد على انطلاقته.. وترك عمله في مجمع التحرير للتفرغ للتلاوة
تحل علينا اليوم الثلاثاء الذكرى السادسة على رحيل أحد أبرز أعلام دولة التلاوة المصرية في العصر الحديث، الشيخ محمود أبوالوفا الصعيدي صاحب الصوت القوى أو “صوت الجبل” كما يلقبه محبيه، حيث كان يتمتع بأداء مميز استطاع أن يحتل مكانة خاصة في قلوب مستمعيه خاصة من أبناء محافظات الصعيد حيث كان نجمها الأول والأخير ربما، ورحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 2018.
نشأة الشيخ محمود أبوالوفا الصعيدي
ولد الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي عام 1954، في قرية كلح الجبل في محافظة أسوان بصعيد مصر، وبدأت رحلته مع القرآن قبل سن الرابعة على يد والدته التي اشتهرت بتعليم أولادها القرآن الكريم، حيث كان والدها من كبار علماء الدين في القرية، وبعدها التحق بكتّاب القرية كعادة أهل صعيد مصر، ثم انتقل من أسوان للعمل في القاهرة كي يتعلم القراءات وعلوم القرآن في صحن الأزهر، وفى عام 1972 حصل الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدى على دبلوم المدارس التجارية، ثم حصل على معهد القراءات.
وفي عام 1976 وفي قريته، كانت أول قراءة له، ولم يشعر برهبة ولا خوف، بل كان مطمئنًا، لكن الرهبة أخذته عند أول إذاعة على الهواء عام 1995 من مسجد السيدة زينب، وشعر حينها أنه يقرأ للعالم كله، حسب قوله قبل وفاته، بخلاف القراءة أمام جمهور محدود.
وقال الراحل الشيخ الصعيدي: "أما القراء الذين تأثرت بهم، فهم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ محمد صديق المنشاوي، وكذلك الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ البهتيمي، فهؤلاء جميعًا وغيرهم من قراء الرعيل الأول، سادوا العالم وكانوا قممًا في التلاوة، بل كانوا أولياء، فقد أخلصوا في القول والعمل والأدب مع كتاب الله تعالى، ولذلك كتب الله لهم الخلود في قلوب من يسمعهم بجميع دول العالم".
أول شرط للشيخ أبو الوفاء الصعيدي
فى عام 1983 صدر أول شريط كاسيت له وكان تحديدا من سورتى النمل ومريم، وهو الشريط الذى حقق نجاحا وانتشارا كبيرا وكان من أبرز أسباب شهرته فى الصعيد وبقية محافظات مصر، ودفعت الشهرة الواسعة التى نالها الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدى، لترك وظيفته بالشئون الاجتماعية بمجمع التحرير والتفرغ لتلاوة القرآن الكريم.
انضمامه للإذاعة
انضم الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي، إلى الإذاعة المصرية عام 1992، وقرأ للمرة الأولى عبر الأثير عام 1995 من مسجد السيدة زينب، وصدر له أول شريط كاسيت عام 1983 وحقق نجاحا وانتشارا كبيرا وكانت تسجيلاته الأكثر مبيعا فى الصعيد، بعدها بدأت رحلات ودعوات السفر للخارج من العديد من الدول العربية والأوروبية، لإحياء ليال قرآنية، وهو ما دعاه لترك وظيفته ليتفرغ لكتاب الله، وكانت أولى رحلاته إلى ساحل العاج، حيث فوجئ أن أهل ساحل العاج يحبون سماع القرآن ويتبركون به، وقام المسلمون هناك بالتمسح بعباءته؛ لأنهم يعتبرون العرب أقارب النبي صلى الله عليه وسلم، بعدها سافر إلى أستراليا وتركيا والهند والمغرب وسوريا، وطاف بجميع الدول العربية والأوروبية والإسلامية لتلاوة القرآن.
شهادة كبير مبتهلي الإذاعة المصرية للشيخ أبو الوفا الصعيدي
ومن جانبه قال الشيخ منتصر الأكرت كبير مبتهلي الإذاعة المصرية:" كانت تربطنا علاقة وطيدة قائمة على الود والحب والاحترام المتبادل مع الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي، القارئ الذى اعتمد إذاعيا وهو مشهور شهرة كبيرة جدا وأقصد أن اعتماده إذاعيا لم يكن سببا فى شهرته كانت أيام الأشرطة...صوته فى كل مكان لم تضف له الإذاعة الا كلمة القارئ الاذاعى".
وتابع:" وليس هذا تقليلا من شأن الإذاعة لكننا نحكى للتاريخ زاملته كثيرا فى هواء الفجر والأمسيات الدينية المسجلة القارئ الوحيد الذي رأيته باكيا حينما كان يسمع مديح المصطفى صلى الله عليه وسلم وكان لا يغادر مكان الأمسية احتراما لزميله المبتهل فهناك قراء يقرأ تلاوته ويسجلها ويستأذن المبتهل ويقول إنه عنده شغل أو مسافر وكلها حجج فارغة طبعًا لكن الشيخ محمود أبوالوفا ما رأيته يوما غادر المكان إلا بعد انتهاء الأمسية كاملة ولا يتحدث إلا لو تحدثت معه.. ولا يشغل باله بالمشجعين كان يشغل باله ويتمعن فيما يتلو من آيات وفقط".
وأضاف “الأكرت” عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”:" كان رحمه الله تعالى قارئا مجيدا حافظًا متقنا يحفظ القرآن حفظا بارعا، وكان لا يكرر الأربع أو التلاوات فى الحفلات الخاصة، كان يقرأ بالروايات العشر الكبرى يعنى قارئا من الطراز الفريد وهو من بيت قرٱنى البيت كاملا يحفظ القرٱن كانت والدته رحمها الله تعالى تحفظ القرٱن.. وأخيه الأكبر رحمه الله تعالى عبدالفتاح كان من أهل القرٱن وأخيه القارئ المعروف الشيخ عبدالله بارك الله فى عمره، وابنه الدكتور أحمد الٱن يغرد في سماء التلاوات ماشاء الله على نهج والده".
وتابع:" كان الشيخ محمود رحمه الله يمتاز بصفتين مهمتين جدا للقارئ التواضع.، والأدب مع الٱخرولما كنت أبدأ فى الابتهالات ومديح سيدنا النبى، أجده يبكى بكاء شديدا حبا فى الحبيب المصطفى صلى الله على حضرته وسلم، كما أن الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدى من الأشراف شريف النسب حقيقه مؤكده ومعروفه للجميع وكانت أخلاقه أخلاق الأشراف لا يتعالى على زملائه، ولا يمكن لأحد أن يقول أن الشيخ ابو الوفا أساء أدبه على أحد ولا يعرف النميمة ولا يغتاب أحد
كانت أخلاقه، قرآنية رحمه الله".
وأكمل “الأكرت”:" أخر لقاء بيننا كان فى فجر تليفزيوني بمسجد السيد البدوى بعدها ذهب للعمرة وأراد الله سبحانه وتعالى له حسن الخاتمة، وبعد وصوله من العمره انتقل الى رحمة الله".
وفاته
فى مثل هذا اليوم 19 نوفمبر عام 2018 توفى الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدى عن عمر ناهز 64 عاما، عقب عودته من إحياء ليلة بمسقط رأسه فى أسوان وبعد أدائه صلاة الفجر.
أحمد محمود أبو الوفا الصعيدي
ومن باب استكمال مسيرة الأب، عمل الدكتور أحمد محمود أبو الوفا الصعيدي على التخرج في كلية الصيدلة، وحفظ القرآن في سن مُبكرة وبدأ في سنة 2002 في تلاوته على الجموع، لينطلق منها إلى مسيرة جديدة في عمر مدرسة والده القرآنية، تلك التي تحرص على نشر الرسالة القرآنية عالميًا، وذلك من خلال الحفلات والفعاليات وكذلك ما ينشره على وسائل التواصل الاجتماعي لجذب الشباب للإنصات إلى آيات الذكر الحكيم.
فبصوته العذب، وقدرته على التلاوة والترتيل، استطاع أن يحافظ على القاعدة الجماهيرية التي بناها الأب رحمة الله عليه، بل وبنى عليها، فأصبح له من المتابعين والمستمعين الملايين شرقًا وغربًا، ومئات الآلاف يتابعون صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، رغم كونه من أبناء المدرسة الكلاسيكية للشيخ القارئ محمود أبو الوفا الصعيدي، إلا أنه استطاع أن يجذب انتباه الشباب والمراهقين فضلًا عن شيوخ العائلات، وهو ما جعله متجولًا بين القرى والنجوع وفي محافظات مصر المختلفة لإحياء الحفلات الدينية والليالي القرآنية والمناسبة رسمية كانت أو خاصة.
يقول الدكتور أحمد أبو الوفا الصعيدي، عن نفسه: “أنا دكتور صيدلي، تخرجت من كلية الصيدلة، وقرأت القرآن الكريم على القارئ الشيخ نبيل أحمد علي محمد شيخ مقارئ السيدة سكينة، وبدأت قرأتي في الفرقة الثالثة من الصيدلة، وسلكت هذا الدرب محبة في القرآن الكريم أولًا، ثم الوالد ثانيًا، والذي مثل لي زواية عديدة منها شخصية الصوت، وبدأت التعمق بهذه المدرسة وهذا الصوت”.
ويروي الدكتور أحمد أبو الوفا الصعيدي رحلته مع القرآن قائلًا: "بدأت حب القراءة وكنت لا أستطيع المذاكرة دون سماع قراءة الشيخ، وكنت أدخل بحالة مزاجية، تعلقت بصوته ولم يطلب مني أن أقرأ، لكني وجدت نفسي أدندن القرآن، وأثناء دراستي بالفرقة الثالثة كان هناك مسجد جديد يفتتح وقرأت ما تيسر من آيات الذكر الحكيم فكانت مفاجأة لوالدي وللحضور".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا