رئيس التحرير
عصام كامل

تطورات الأزمة السودانية.. خبراء يكشفون أسباب خطاب حميدتي التحريضي ضد مصر.. و4 سيناريوهات لمصير الصراع الحالي

الأزمة السودانية،فيتو
الأزمة السودانية،فيتو

كشفت حالة التراجع التي تعاني منها قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي أمام قوات الجيش السوداني في منطقة جبل موية محاولة حميدتي قائد الدعم السريع البحث عن مبرر لحفظ ماء الوجه لذلك زعم مساندة طيران مصري للجيش السوداني في تلك المعركة، الأمر الذي نفته وزارة الخارجية المصرية بشكل حاسم وقاطع ووصفة الخبراء الاستراتيجيون بأنه بداية الترنح لقوات الدعم السريع.

 

محمد فؤاد رشوان 

 

قال الدكتور محمد فؤاد رشوان، الخبير بالشأن الإفريقي بمركز إيجيبشن للدراسات الاستراتيجية، إن الأزمة السودانية شهدت تطورا لافتًا عندما وجه قائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، اتهامات صريحة إلى مصر بالمشاركة في الهجوم على قواته. 

وأثارت هذه الاتهامات جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، وذلك نظرًا للعلاقات التاريخية والتداخلات الجيوسياسية بين مصر والسودان.

حميدتي زعم أن هناك تدخلًا مصريًا مباشرًا عبر دعم الجيش السوداني

وأكد أن مزاعم حميدتي تأتي في سياق التوترات المستمرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني منذ اندلاع النزاع المسلح بينهما في أبريل 2023. 

وكانت مصر قد أكدت في عدة مناسبات أنها تتبنى موقفًا حياديًا وتسعى إلى دفع جهود التسوية السلمية، إلا أن حميدتي زعم أن هناك تدخلًا مصريًا مباشرًا عبر دعم الجيش السوداني.

مصر أكدت أهمية الحلول السلمية للأزمة السودانية 

وواصل حديثه: نفت مصر مرارًا أي تورط عسكري مباشر في السودان، وأكدت أهمية الحلول السلمية للأزمة السودانية وأن القاهرة تدعم الجيش السوداني كجزء من علاقتها المؤسسية الطويلة مع الدولة السودانية، لكنها كانت حذرة من إظهار دعم مباشر ومن احتمالية أن يؤدي الصراع إلى تمزيق السودان وتنامي التهديدات الإرهابية أو الهجرة غير النظامية.
 

السيناريوهات المستقبلية للوضع في السودان

 

وتابع أن هناك عددا من السيناريوهات المستقبلية للوضع السوداني هي:
1. استمرار النزاع وتصعيده: السيناريو الأول يتضمن استمرار النزاع المسلح وتصعيده بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. 

وقد يؤدي هذا إلى مزيد من التدخلات الخارجية من دول الجوار، بما في ذلك مصر. في هذا السياق، من المرجح أن تستمر القاهرة في تقديم دعم غير مباشر للجيش السوداني، مع الحفاظ على قنوات التواصل الدبلوماسية مع القوى الدولية لضمان عدم خروج الأوضاع عن السيطرة.


2. انهيار كامل للدولة السودانية: السيناريو الثاني هو أن يؤدي النزاع المستمر إلى انهيار الدولة السودانية وتحولها إلى دولة فاشلة. في حال حدوث هذا السيناريو، ستواجه مصر تحديات أمنية خطيرة على حدودها الجنوبية، بالإضافة إلى احتمالية تدفق اللاجئين وانتشار الفوضى في المنطقة. في هذا السيناريو، قد تضطر القاهرة إلى اتخاذ إجراءات استباقية أكثر، ربما تتضمن تدخلًا عسكريًا محدودًا لحماية مصالحها.


3. حل سياسي تحت رعاية إقليمية ودولية: السيناريو الثالث والأكثر تفاؤلًا هو نجاح الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية في دفع طرفي النزاع نحو طاولة المفاوضات. في حال حدوث هذا السيناريو، يمكن لمصر أن تلعب دورًا رئيسيًا في الوساطة بحكم علاقاتها مع جميع الأطراف السودانية. هذا السيناريو يتطلب توافقًا دوليًا وإقليميًا، بما في ذلك دور فاعل للاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية.

4. تعزيز نفوذ قوات الدعم السريع: السيناريو الرابع هو أن تتمكن قوات الدعم السريع من تحقيق تقدم عسكري ملموس وتوسيع نفوذها في السودان، ما يضع القاهرة في موقف حرج في هذا السيناريو، قد تضطر مصر إلى إعادة تقييم موقفها ودورها في الأزمة السودانية، وربما الانخراط بشكل أكبر في محاولة التأثير على مسار الأحداث.

 

رمضان قرنى 

 

خطاب تحريضي، وأشبه بـ«الترنح السياسي»

 

وقال الدكتور رمضان قرني، نائب رئيس الجمعية العلمية للشئون الإفريقية، والخبير بالشأن الأفريقي: إن خطاب محمد حمدان دقلو “حميدتي” عن مصر، واتهامها بالمشاركة في غارات جوية ضد قواته، هو خطاب تحريضي، وأشبه بـ«الترنح السياسي» لقائد ميليشيا الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بالزعم  مشاركة مصر في الحرب الراهنة بالسودان، عبر تقديم الدعم والتدريب للجيش السوداني.
 وأكد، أن الخطاب يعبر عن توجهات "ميليشيا متمردة" وفق تصنيف الحكومة والقوى السودانية المختلفة، فإن من الأهمية بمكان تحليل أهداف هذا الخطاب ومحتواه وتوقيته، فوفقا للعديد من القوى السياسية السودانية على مختلف توجهاتها أجمعت أن خطاب حميدتي الأخير، أشبه بالدعوة إلى حرب أهلية شاملة بالسودان، حيث رفض مبادرات التسوية الدولية "جدة وجنيف"، وتمسك بتوجيه الاتهامات إلى الجيش السوداني والقوى السياسية المتحالفة معه.
 

الاتهامات لقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب 

وواصل حديثه قائلا: يكشف خطاب "حميدتي" التحريضي عن تناسي أن تعاطي مصر مع المؤسسة العسكرية السودانية، انطلاقًا من مفاهيم وموازين الشرعية الدستورية لها باعتبارها الجيش الوطني الذي ترتبط معه مصر باتفاقيات ومواثيق رسمية، بطبيعة الحال تشمل مجالات مختلفة للتعاون، فضلا عن أنه لم يثبت على مدار العام ونصف العام من حرب السودان، أن وجهت أي منظمة أممية أو حقوقية اتهامات لمصر بالتورط العسكري في الصراع الدائر، فيما انهالت الاتهامات على قوات الدعم السريع ومن أبرزها ارتكاب جرائم حرب.
 

حميدتي يسعى للتقرب إلى حكومة إثيوبيا

وتابع خبير الشئون الأفريقية: يلاحظ سعي "حميدتي" إلى التقرب لحكومة إثيوبيا، التي تعد أبرز داعمي ميليشيا الدعم السريع، حين امتدح عدم الهجوم على الفشقة من قبل القوات الإثيوبية، وأعرب عن تقديره لموقف آبي أحمد، الذي أبدى تفهمًا للوضع الراهن في السودان، متناسيًا انخراط حكومة إثيوبيا في صراع داخلي، بل وتأثيرات سلبية على اللاجئين السودانيين في الفشقة والقضارف.
وتؤكد مفردات خطاب حميدتي ممارسة درجات من "الابتزاز" السياسي على مصر، بالنظر إلى حجم الثقل الدبلوماسي في الأزمة السودانية، وتوليها رئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي، الذي يبدو أنه كان يطمع في الالتقاء بوفده الذي زار السودان، كنوع من اكتساب الشرعية، وهو الأمر الذي لم تمكنه منه القاهرة، باعتبار الدعم السريع ميليشيا متمردة ضد الدولة السودانية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والفنية والأدبية.

الجريدة الرسمية