كان فيه يوم من الأيام "إخوان"..!
أن تشتبك أو تختلف مع الحاكم أمر طبيعى.. ومقبول في كثير من الأحيان، أن تختلف مع فصيل أو عدة فصائل من المتنافسة على السلطة أيضًا أمر طبيعى ومقبول، أن ترفض بعض ممارسات الداخلية أمر يقبل بتحفظ، ولكن عندما ترفض الحاكم ومعظم الفصائل السياسية والأهم من هذا أن تشتبك وتختلف مع الإعلام وتصفه بالعاهر والمضلل.. والداخلية وتطلق عليهم "كلاب الداخلية".. والجيش وتسميه "جيش النكسة والخونة".. بل القضاء الخط الأخير لحماية المجتمع من التحلل والفوضى.. والأهم من كل هذا أنك تشتبك مع الشعب !!
وهنا لابد أن نقف كثيرًا ونضع مليون علامة استفهام.. ونعود للوراء قليلًا، كان شاه إيران رجل أمريكا القوى وأطلق عليه "شرطى المنطقة"؛ لأن جيشه كان الرابع على العالم، عندما خرج الشعب إلى الشارع فشل في التصدى له بطائراته وفر هاربًا تاركًا كل شىء، حتى حسنى مبارك فقد تنحى بعد أن شعر بأن الشعب لا يريده ولم يقاوم، بل رفض ترك مصر وقال بلدى أموت فيه وتجربتى يحكم عليها التاريخ.
إننى لا أتخيل أن هناك رئيس دولة يعلم أن الدولة بجميع مؤسساتها لا تريده وضده، الجيش.. الداخلية.. الإعلام.. القضاء.. الأهم من كل هذا "الشعب"، الشعب المصرى الذي خرج من قمقمه ولن يهدأ حتى يحكمه حاكم يحترمه ويعمل ليل نهار من أجل "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية"!!
أعود لأقول إن تنظيم الإخوان قرر الانتحار بل قرر القضاء نهائيًا على مجرد التفكير للعودة للحكم والحياة السياسية الطبيعية.. الإصرار على إراقة الدماء وإرهاب الشارع المصرى وإثارة القلاقل نتيجته حاجة واحدة فقط فاتورة تخصم من رصيد هذه الجماعة الإرهابية إذا كان مازال لها رصيد.. كل يوم مع كل قطرة دماء من أبناء شعبنا تخصم من عمر هذه الجماعة.. ونحن ندرك أن الخلاص من هؤلاء أمر حتمى ولابد أن ندفعه كشعب ونحن راضون تماما طالما أن الخلاص نهائي.
ولو عدنا للوراء قليلا، سنجد أن ما يحدث اليوم هو نتاج أفكار الأمس، فالسيد قطب الذي يعتبره الإخوان مفكرهم الفذ كان يكفر المجتمع وكان يرى أن الناس تعيش في جاهلية، بل الأسوأ أنه كان يحرض على الموت وسفك الدماء فهو يقول:
إن الطريقَ شاقة، إن الطريقَ ليست مفروشةً بالزهور والورود، إن الطريق مليئةً بالأشواك.. لا.. بل إنها مفروشة بالأشلاء والجماجم، مزينةً بالدماء، غير مزينةٍ بالورودِ والرياحين.!!!!!
هذه كلمات سيد قطب.. والله لو جاء بها سيدنا محمد رسول الله ما انتشر الإسلام وما عاش حتى الآن، فقد سيد الخلق الرحمة المهداة وخلقه القرآن ولم يكن غليظ القلب أو خشن الحديث، بل هو من قام احترامًا لجنازة يهودى، وتزوج المسيحية وأرسل المسلمين للاختباء في حماية حاكم الحبشة النجاشى.. هذا هو رسولنا وقدوتنا وليس سافكى الدماء مضللي الناس.
وأذكر لهولاء كلمة لناجح إبراهيم الذي كان في يوم يحمل السلاح في وجه المجتمع: تعلموا من تجربة أردوغان وأربكان في تركيا أفضل من إراقة دماء أبنائنا من أجل إعادة اللبن المسكوب إلى الكوب مرة أخرى.
وأقول للإخوان: طالما أنتم مستمرون في غبائكم، سيأتى يوم نقول فيه.. كان فيه حاجة اسمها إخوان ولكنها دمرت نفسها بنفسها..!!
نقلا عن جريدة فيتو