رقصة بايدن الأخيرة في مواجهة الزمن.. محاولة بائسة لإنهاء الحرب في غزة ولبنان.. هل ما زال الرئيس الأمريكي يمتلك النفوذ.. أم يتجه نتنياهو وحلفاؤه نحو ترامب؟
في وقت يشهد فيه العالم تصاعدًا في الصراعات في غزة ولبنان، تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإجراء محاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاقات صعبة قد تُنهي هذه الحروب الإقليمية المستمرة، قبل أن يتسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه في يناير المقبل.
ومع اقتراب موعد تنصيب ترامب، تشير تحليلات ومصادر مطلعة إلى أن إدارة بايدن قد تجد نفسها عاجزة عن ممارسة النفوذ الكافي على إسرائيل والأطراف الإقليمية الأخرى لفرض إرادتها في المنطقة.
الفرص المتاحة في ظل قرب التنصيب
على مدار شهور مضت، تنقل كبار المسئولين الأميركيين بين مختلف مناطق الشرق الأوسط في محاولة لتحقيق تقدم نحو سلام دائم في غزة ولبنان. لكن الآن، ومع اقتراب موعد تسلم ترامب منصبه، أصبح من المرجح أن تقاوم الأطراف الإقليمية التوصل إلى اتفاقات جوهرية قبل أن تضع سياسات الرئيس الجديد على الطاولة. يفضل العديد من القادة الإقليميين، من بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، انتظار تنصيب ترامب ليتسنى لهم العمل مع إدارة أمريكية تتبنى مواقف متوقعة ستكون أكثر انسجامًا مع مصالحهم الخاصة.
النهج المتوقع لترامب في الشرق الأوسط
كان ترامب قد وعد في حملته الانتخابية بإحلال السلام في الشرق الأوسط، لكن دون تحديد وسائل واضحة لتحقيق ذلك. ومع الأخذ في الاعتبار سياسات ولايته الأولى، من المتوقع أن يتبنى ترامب نهجًا أكثر دعمًا لإسرائيل، وهو ما يختلف عن سياسة بايدن التي كان يحرص خلالها على إظهار نوع من التوازن بين إسرائيل والفلسطينيين. وفي هذا السياق، يمكن أن تتجاوز سياسة ترامب الدعم القوي لإسرائيل الذي قدمه بايدن، ليصل إلى موقف أكثر تدعيمًا لتحركات تل أبيب، وهو ما يعزز تكهنات أن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ستشهد تحولًا كبيرًا مع وصوله للبيت الأبيض.
التأثير على الأطراف الإقليمية
بحلول الأسبوع الماضي، بدأ المسئولون في الدول العربية وإسرائيل في اتخاذ خطوات أكثر حذرًا في تعاملاتهم مع إدارة بايدن. ووفقًا لمصادر أمنية مصرية، أصبح الوسطاء الذين يعملون مع الولايات المتحدة وقطر على مقترحات لوقف إطلاق النار في غزة في حالة من الترقب، بانتظار معرفة خطط ترامب تجاه الوضع الفلسطيني بعد تنصيبه.
في الوقت نفسه، لم يخفِ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تفضيله لترامب، حيث أشاد بفوزه واعتبره "تاريخيًا"، مما يعكس علاقته الوثيقة مع الإدارة الأميركية السابقة. وكان نتنياهو قد أقال وزير دفاعه يوآف غالانت، وهو قرار يعكس صراعًا داخليًا في إسرائيل وتوجهًا نحو سياسة أكثر تقاربًا مع ترامب.
مواقف حماس وحزب الله تجاه الإدارة المقبلة
أما حركتا حماس وحزب الله، فهما يتوقعان تغيرًا في السياسة الأميركية مع وصول ترامب إلى سدة الرئاسة. حركة حماس التي تقاتل إسرائيل منذ الهجوم الذي شنته في أكتوبر 2023، تتابع باهتمام كيفية تشكل ملامح السياسة الأميركية المقبلة. وقد وجهت حماس في وقت سابق انتقادات لإدارة بايدن، داعية ترامب إلى "تعلم دروس من أخطاء" سلفه. من جانبه، أعلن حزب الله اللبناني عن تشاؤمه من أي تغيير جوهري في السياسة الأميركية، مؤكدًا أنه لا يحمل آمالًا كبيرة في تحول السياسة الأميركية بعيدًا عن دعم إسرائيل.
التحديات التي تواجه إدارة بايدن
على الرغم من استمرار إدارة بايدن في السعي نحو التوصل إلى حلول دبلوماسية، فإن نفوذها في المنطقة تضاءل بشكل ملحوظ بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة. فحتى مع استمرار الاتصالات بين المسئولين الأميركيين والقادة الإقليميين، من المحتمل أن يتباطأ التقدم في المفاوضات، مع تحوّل الأولويات بشكل تدريجي نحو السياسات التي قد يتبناها ترامب في الأشهر المقبلة. المستشار في برنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، براين فينوكين، أشار إلى أن "نفوذهم أصبح أقل بكثير"، مشيرًا إلى أن الجميع يتطلع إلى إدارة جديدة قد تأتي بمقاربات وأولويات مختلفة.
محاولات أمريكية مستمرة في ظل الأوضاع المتدهورة
في محاولة لتحريك المفاوضات في غزة بعد استشهاد رئيس حركة حماس يحيى السنوار في منتصف أكتوبر، سعت الولايات المتحدة إلى تحقيق تقدم في مساعيها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. إلا أن هذه الجهود باءت بالفشل حتى الآن، فيما تشير التقارير إلى أن التقدم المحرز في لبنان كان محدودًا. هذا، في الوقت الذي يسعى فيه مسؤولون أميركيون للتواصل مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة دون إحراز نتائج ملموسة.
استمرار التأثير رغم محدودية النفوذ
في تصريحات لمتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، قال إنه "لن يخوض في فرضيات" بشأن تأثير تآكل نفوذ الإدارة الأميركية الحالية بعد الانتخابات. إلا أن المعطيات تشير إلى أن مرحلة ما بعد بايدن ستكون حافلة بتحديات كبيرة، حيث ستواجه واشنطن صعوبة في الضغط على الأطراف الإقليمية لتحقيق أهدافها في الشرق الأوسط قبل تولي ترامب منصبه.
مع تبقي أسابيع قليلة فقط على تنصيب الرئيس المنتخب، يبقى مستقبل السياسات الأميركية في الشرق الأوسط محل شكوك وتكهنات، وسط تغييرات متسارعة في المواقف الإقليمية التي قد تعيد رسم ملامح المشهد السياسي في المنطقة في المستقبل القريب.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.