رئيس التحرير
عصام كامل

فنان الروحانيات ومروض الضوء، وداعا مصطفى الفقي صاحب البصمة الخالدة في تاريخ الفن التشكيلي

الفنان مصطفى الفقي،
الفنان مصطفى الفقي، فيتو

رحل عن عالمنا مساء أمس الخميس الدكتور والفنان التشكيلي الكبير مصطفى الفقي بعد مسيرة فنية كبيرة غنية باللوحات الفريدة، والذي عرف بفنان الروحانيات ومروض الضوء لأعماله التي تأسر قلوب وعقول ناظريها بفضل اللمسات السحرية على لوحاته البديعة.

توج مصطفى الفقي بجانب الجوائز بالعديد من الألقاب التي كان يكتسبها الراحل مع كل لوحة أو مجموعة جديدة، فأطلق عليه فنان الحارة المصرية وفنان البسطاء والريف، وذلك لعشقه للأعمال التي تعكس البيئة المصرية من صميمها، فقد سبق وصرح الفنان التشكيلي الكبير في حوار له مع أحد الصحف عن عشقه للقاهرة القديمة، فقال: “لا أشبع من القاهرة القديمة، تتجدد بداخلي شحنة جديدة، كلما أطوف بالسيدة زينب والقلعة، وكلما سافرت، أحن لهذه الأماكن”.

وعرف كذلك بفنان شعائر الحج والمدينة المنورة، وذلك بعد أن أفرج عن أشهر أعماله والتي رسمها خلال فترة تواجده بالسعودية، حيث رسم جداريات ولوحات لشعائر الحج والمصلين وبيت الله كأن نور المكان وخشوع الصلاة مسلط عليهم وغار حراء وجبل أحد بمنهج تعبيري واقعي يميل للاختزال، والتي كانت سببًا في اقتناء المتحف الوطني السعودي للوحاته.

حيث أكد الفنان الراحل أنها من أكثر اللوحات التي أثرت بقلبه عاطفيًّا من السلام والهدوء الذي كان يشعر بهم وهو يؤدي مناسك الحج أو وهو يزور أماكن العباده في حيث طبيعه الجبال، مضيفًا: “لم أجد راحة نفسية في مكان كما كان في المدينة المنورة وسكانها حيث السكينة وطيبة الناس”.

ويعد الفقي واحدًا من أهم مصورين القرن الـ 20، وذلك لقدرته على إثارة خيال المتلقي عبر التركيز على زوايا جديدة تتيح لعقل المشاهد التساؤل والبحث للعثور على المعنى في أعماق لوحاته والبحث في ماهية الأشياء وليس شكلها الحقيقى الظاهري فقط.

وكان الفنان الراحل من عشاق الدراما خاصة في لوحاته الفريدة، حيث حرص دائمًا على توظيف الضوء ليضفي عمق لموضوع لوحاته الذي كان يتناول شخصيات من الحارة البسيطة ويستلهم من القصص الشعبية والتراثية حيث اتخذ من التراث المصرى موضوعًا أساسيًّا لكل أعماله الفنية بخاماتها المتنوعة من رسم وتصوير، لتتميز أعماله ببساطة الشخصيات وعمق المضمون بتأثيرات دراماتيكية التي ولدها مروض الضوء ليضيف معاني فنية وجمالية جديدة.

الدكتور مصطفى الفقي

ولد الدكتور مصطفى الفقى فى 17 أكتوبر 1937 بمدينة طنطا بمحافظة الغربية ثم انتقل إلى الإسكندرية مع عائلته وهو في الثالثة من عمره، التحق بكلية الحقوق جامعة عين شمس للعام الأول بسبب رفض عائلته لكلية الفنون الجميلة، ولكن سرعان ما برزت موهبته وأخبره أستاذته أن “مكانه ليس بكلية الحقوق”، ليلتحق بالعام الثاني بكلية الفنون الجميلة ليلاحق أحلامه.

وتتلمذ الفقي على يد رواد الفن التشكيلي مثل عبد العزيز درويش وحسني البناني وبيكار وعز الدين حموده وحامد ندا وعبد الهادي الجزار وأمين صبحى إلى أن تخرج من الكلية عام 1964.

وأقام الفقى عدة معارض جماعية إلى ان أقام أول معرض فردي بدولة الكويت، وحصل على منحة التفرغ من وزارة الثقافة وأتم الفقى رسالة الماجستير وحصل على بعثة حكومية من الدولة لإعداد رسالة الدكتوراة من إيطاليا عام 1975. 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية