مستقبل الشرق الأوسط بعد فوز ترامب بالرئاسة.. الخبراء: الرئيس الجديد صهيوني الهوى ويدعم إسرائيل بقوة.. التعويل عليه في وقف حرب غزة «خطأ استراتيجي».. وسياسات واشنطن لا تتغير بشكل جوهري
تباينت ردود أفعال السياسيين عقب الإعلان عن فوز دونالد ترامب بفترة رئاسة جديدة للولايات المتحدة الأمريكية خاصة الوعود التي أطلقها بأن من أول أهدافه وقف الحروب في العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط والحرب في قطاع غزة وجنوب لبنان فضلًا عن الحرب الأوكرانية الروسية، فماذا قال الخبراء؟
قال الدكتور رفعت سيد أحمد، الخبير الاستراتيجى والمفكر القومي: إن فوز ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية، لا يعني تقليل معدلات الصراع فى منطقة الشرق الأوسط، سواء في غزة أو فى جنوب لبنان.
وأوضح أن اسرائيل ستستمر في عدوانها على قطاع غزة وجنوب لبنان حتى الصيف القادم، مشيرًا إلى أن ترامب لا يهمه إلا مصلحة إسرائيل التي هي مصلحة لأمريكا، مؤكدًا أن التعويل على ترامب في إيقاف الحرب هو خطأ كبير على المستوى الاستراتيجي.
ترامب ضحك على الأمريكان العرب بإيقاف الحرب
وأكد أن ترامب لن يوقف الحرب فى غزة ولبنان، وإنما سيقدم الدعم لإسرائيل في خطواتها الاستيطانية والإجرامية، وقال ذلك بنفسه، وربما ضحك على الأمريكان من العرب في هذا الأمر، مضيفًا: “هو يريد إخضاع غزة وجنوب لبنان وإيران لإسرائيل خضوعًا كاملًا، ويجب ألا ننسى أن ترامب هو الذي اغتال قاسم سليماني، وهو الذي عقد صفقة القرن، وهو من نقل السفارة الأمريكية للقدس بعد اعترافه بها عاصمة لإسرائيل”.
ترامب إسرائيلي الهوى والمصلحة
وتابع: “نحن أمام صهيوني إسرائيلي الهوى والمصلحة، والتعويل عليه لن ينقذ المقاومة العربية والفلسطينية، وخلاف ذلك فهو من باب التمني”.
وأكد الدكتور أحمد يوسف، الخبير الاستراتيجي وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أن إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية لن تُحدث تغييرًا جوهريًّا في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.
وقال يوسف: "المعتاد في السياسة الأمريكية هو غياب الفروق الجوهرية بين سياسات الرؤساء، باستثناء بعض التفاصيل، وتظل المواقف الرئيسية ثابتة بما فيها العلاقة مع إسرائيل."
وأوضح يوسف أن ترامب خلال ولايته الأولى كان قد أظهر انحيازًا واضحًا لصالح إسرائيل، مشيرًا إلى عدد من القرارات التي اتخذها مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، بالإضافة إلى الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، وأضاف: "هذه الأفعال تدل على تحيز صريح تجاه إسرائيل، مما ينعكس سلبًا على القضية الفلسطينية."
يوسف: إيقاف الحروب لا يعني بالضرورة تنفيذ المطالب الفلسطينية
وفيما يتعلق بتصريحات ترامب الأخيرة عن رغبته في "إيقاف الحروب" بعد توليه فترة رئاسية ثانية، أكد الدكتور يوسف أن ذلك لا يعني بالضرورة تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني، وقال: "إيقاف الحرب في الشرق الأوسط لا يعني تنفيذ المطالب الفلسطينية. في المقابل، قد تفرض الولايات المتحدة مطالب إسرائيلية على الفلسطينيين تحت شعار إنهاء الصراع."
وأشار يوسف إلى أن الوضع في أوكرانيا يختلف تمامًا عن الوضع في الشرق الأوسط، وأن الحسم النهائي في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني يعتمد على القوة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية، التي تعد جزءًا أساسيًا من موازين القوى في المنطقة.
الدور العربي والدبلوماسي في التأثير على السياسات الأمريكية
وتابع يوسف قائلًا: "الموقف العربي والدبلوماسي سيكون له دور محوري في التأثير على مواقف ترامب في ولايته الثانية. إذا كان الموقف العربي ضعيفًا، فإن حقوق الشعب الفلسطيني ستظل مهددة، ولكن إذا استُخدمت المبادرات العربية بشكل صحيح للضغط على الإدارة الأمريكية، فقد يكون لذلك تأثير إيجابي"، وأضاف أن "الفترة الثانية لترامب تظل غامضة، والاحتمالات مفتوحة، لكنها تميل إلى السلبية أكثر منها للإيجابية".
أما الدكتور عبد المنعم سعيد، الخبير الاستراتيجي بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام، فقال: إن إعلان فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ليس مفاجأة، مشيرًا إلى أن الانتخابات الأمريكية عادة ما تحمل العديد من المفاجآت والاحتمالات.
وأضاف سعيد أن ترامب حصل على 270 صوتًا انتخابيًّا، وبقي له 4 أصوات فقط من 6 ولايات، مما يجعل النتيجة شبه محسومة.
وفيما يخص قضية الهجرة غير الشرعية، شدد سعيد على أن تصريحات ترامب بشأن مغادرة 11 مليون مهاجر غير شرعي من الولايات المتحدة قد تفتح الباب أمام مخاطر جديدة تتعلق بالعمليات الإرهابية، وأوضح أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى توترات أمنية قد تكون غير متوقعة على الصعيدين المحلي والدولي.
مرحلة صعبة تنتظر ترامب والعالم
وأكد سعيد لـ فيتو أن الولايات المتحدة والعالم سيواجهون مرحلة صعبة في ظل القضايا المعقدة التي تنتظر ترامب عند توليه الرئاسة في يناير المقبل.
وقال: أما عن تصريحاته بأنه سيوقف الحروب فهذا الأمر به مبالغة، خاصة وأنه يرى أن مشكلة الفلسطينيين ليس فى إقامة دولتهم على ترابها الوطني وإنما مشكلاتهم اقتصادية وهى توفير الغذاء لهم فضلا عن أن موقفه من إيران عدائي وربما يحرض إسرائيل ضدها.
وأشار إلى أن هناك تساؤلات حول ما إذا كان ترامب سيعمد إلى تهميش بعض القضايا، خاصة وأنه سيشغل منصب الرئيس في الفترة القادمة، وأضاف أن قضايا الهجرة، الأمن الداخلي، والعلاقات الدولية ستكون في قلب جدول أعماله.
وتابع سعيد قائلًا: "نحتاج إلى وقت لفهم سياسة ترامب تجاه الأزمات العالمية، خصوصًا فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، ومستقبل العلاقات مع منطقة الشرق الأوسط، وموقفه من أوروبا."
وفيما يخص عودة ترامب إلى البيت الأبيض، اعتبر سعيد أن هذه العودة ستكون بمثابة "بداية للخلخلة الهيكلية داخل الولايات المتحدة الأمريكية"، وأضاف أنه من المحتمل أن يلجأ ترامب إلى تصفية حساباته مع خصومه السياسيين، مما قد يزيد من حالة الانقسام السياسي داخل البلاد.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.