رئيس التحرير
عصام كامل

عبد الله السناوى: حديث مدبولى عن اقتصاد الحرب يهدد مناخ الاستثمار بمصر.. والدولة لم تطبقه منذ حرب الاستنزاف وحتى 73 ( حوار )

عبد الله السناوى
عبد الله السناوى - فيتو

>> رئيس الوزراء ليس سياسيا وضبط المصطلحات من أبجديات ضبط السياسات.. وما يعنيه هو «التقشف»
>> القطاع العام كان يقوم بواجبه فى سد احتياجات المواطنين والأمور كانت شبه عادية
>> هناك فشل ذريع ومقيم.. والأزمة فى الإدارة السياسية وليس غيرها
>> الدلالات الفكرية والسياسية والاقتصادية والأكاديمية لمصطلح اقتصاد الحرب غائبة
>> حتى تفرض اقتصاد حرب يجب توفر ظروفه وهى غير متوفرة الآن
>> المواطن لم يشعر بأعباء حرب الاستنزاف ومعركة التحرير بفضل القطاع العام

 

أثارت تصريحات  الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مؤخرا والتى أشار فيها إلى اتجاه الدولة لإقامة اقتصاد حرب، حال انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية.. العديد من الآسئلة.
فما الذى تعنيه مثل هذه التصريحات.. وماذا يحدث أصلا خلف الكواليس.. وكيف تتطابق هذه التصريحات مع أخرى تدعو إلى الاستثمار فى مصر على شاكلة الصفقات الضخمة التى جرت مؤخرا، مثل رأس الحكمة وغيرها. 
أكثر من تحدث عن ضرورة إقامة اقتصاد الحرب خلال السنوات الماضية للتغلب على الأزمات الاقتصادية هم أعلام التيار اليسارى  فى مصر،  خاصة أن النظم السياسية التى تتبع اتجاها رأسماليًا أو تتبنى مبادئ السوق الحر لا يمكن لها إقامة اقتصاد ‏حرب إلا فى حالات خاصة للغاية لأنها تعرف التداعيات المؤلمة على الاستثمار، وحركة السوق، والعرض والطلب.
لذا حاورت "فيتو" الكاتب والمفكر الكبير عبد الله السناوى..  وسألناه:

*هناك حالة من القلق فى الشارع المصرى بسبب غموض المقصود بمصطلح اقتصاد الحرب الذى تحدث عنه رئيس الوزراء وقال إن الدولة قد تفرضه حال انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية.. برأيك ما هى الشروط والضوابط التى تفرض هذا الإجراء.. وهل تنطبق على مصر أم لا ؟


الدلالات الفكرية والسياسية والاقتصادية والأكاديمية لهذا المصطلح غائبة، ورئيس الوزراء ليس سياسيا حتى يدرك ذلك، وبالتالى هو نفسه الذى يفترض أن يجيب على هذا السؤال، لأن ضبط المصطلحات من أبجديات ضبط السياسات.

*هل نفهم من حديثك أن الدولة يجب أن  تكون طرفًا فى أى نزاع عسكرى كشرط  لإقامة اقتصاد حرب ؟ ‏


حتى تفرض اقتصاد حرب يجب أن تتوفر ظروفه التى تستدعيه، وأن تكون هناك تعبئة لكل موارد الدولة من أجل المجهود الحربى والقتال وفق هدف عسكرى مقصود، مما يلزم إعداد البلاد كلها للدخول فى حرب شاملة، وهذا غير متوفر الآن، لا الدولة تتحدث فى هذا الاتجاه، ولا الرئيس نفسه يقول إننا بصدد حرب أو حتى احتمال معروض.

*برأيك.. هل هناك أضرار من إطلاق مثل هذه التصريحات فى وقت تسعى فيه الدولة لاستقطاب استثمارات كبيرة تعينها على مشكلات التضخم؟


بالطبع هناك أضرار كثيرة لاستخدام هذه المصطلحات، على رأسها مناخ الاستثمار فى البلاد.

*لكن بعيدا عن رئيس الوزراء كانت هناك دعوات خلال الفترات الماضية بإقامة اقتصاد حرب من قيادات سياسية للتغلب على الأزمة الاقتصادية فى البلاد، ويستشهد هؤلاء بإجراءات الدولة وفق هذا المعنى من 1967 وحتى 1973؟


بداية لم تطبق مصر هذا المفهوم أبدًا، وما حدث فى الفترة من من 1967، وحتى 1973 لا ينطبق على المعنى الذى طبق به اقتصاد الحرب فى الخارج، وهناك فارق كبير بين التقشف، وبين اقتصاد الحرب.


*كيف توصف الإجراءات المصرية التى طبقت من النكسة إلى حرب التحرير عام 1973 لأن المعروف والمتدول فى الأوساط السياسية إنه طبق بالفعل من قبل؟


ما حدث أنه كانت هناك دعوات من الحركة الطلابية المصرية لتعبئة الموارد وراء الجيش الذى يحارب، بما يجعل الجبهة الداخلية أكثر تماسكًا، ولمقاومة الترهل فى بنية الدولة، وهذا أقصى ما تم، وبعض مما يثبت ذلك الفنون التى كانت تقدم آنذاك.


*مثل ماذا ؟


على سبيل المثال، عرضت مسرحية مطلع السبعينات فى جامعة القاهرة وحضرتها بنفسى اسمها «البعض ياكلونها والعة» وكانت عبارة عن اسكتشات متتالية، كل اسكتش ينتهى بصورة للفريق عبد المنعم رياض كرمز للشهادة فى سبيل الوطن
وكانت الاسكتشات تنتقد مظاهر التسيب فى الجبهة الداخلية، وليست وحدها بل هناك أعمال درامية طلابية كثيرة تحدثت وقتها عن نفس الشيء ودعت إلى اقتصاد الحرب ولم يحدث.

*معنى ذلك أن المواطن المصرى لم يشعر فى تلك الحقبة بانعكاسات إجراءات التقشف على أى من جوانب حياته؟


الشعب المصرى لم يشعر منذ سنوات الاستنزاف وحتى حرب 73 بأعباء الحرب، لأن القطاع العام كان يقوم بواجبه فى سد احتياجات المواطنين، والأمور كانت شبه عادية، وهذا كان ضمن انتقاد الحركة الطلابية.

*وماذا كانت تنتقد الحركة الطلابية فى ذلك؟


لأنها كانت تريد تعبئة الموارد كاملة لخوض الحرب.

*على النقيض هناك من يحمل هذه الحقبة مسئولية جزء كبير من المشكلات التى تواجهها الدولة حاليا؟


كما قلت الدولة لم تطبق اقتصاد حرب فى تلك الفترة، وبشكل عام عندما تتحدث بعد 60 أو 70 عاما على مرور تلك الحقبة عن استمرار مشكلاتها، إذن هناك فشل ذريع ومقيم، والأزمة فى الإدارة السياسية وليس غيرها.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

 

ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو" ، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية