رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاده، قصة صراع مكرم عبيد والنحاس باشا وكواليس سجنه بأمر عسكري

مكرم عبيد باشا، فيتو
مكرم عبيد باشا، فيتو

لم يكن مكرم عبيد باشا الذي يوافق اليوم ذكرى ميلاده عام 1889 زعيما عاديا، بل كان أحد الرموز التاريخية للحركة الوطنية، وقاوم الاستعمار، كما كانت له قصة طويلة في الصراع مع حزب الوفد، مع أنه أحد رموزه، انتهت بوضعه في السجن بأمر عسكري من مصطفى النحاس باشا، زعيم الأغلبية أيام تجربة الحكم البرلماني للبلاد.

 

مولد وحياة مكرم عبيد 

 

ولد مكرم عبيد في 25 أكتوبر عام 1889 في إحدى قرى مدينة قوص بمحافظة قنا، لعائلة من أشهر العائلات القبطية وأثرها، وكان والده يعمل في مجال الإنشاءات وبسبب جهوده في إنشاء خط السكة الحديدية بين نجع حمادي والأقصر حصل على لقب البكوية.

 

التحق بالمدرسة الأمريكية في أسيوط ودرس القانون في أكسفورد، وحصل على درجة امتياز في القانون عام 1908، واستكمل دراسته القانونية في ليون بفرنسا وحصل على ما يعادل الدكتوراه في عام 1912.

 

وفي عام 1913م عمل مكرم عبيد سكرتيرًا للوقائع المصرية، واختير سكرتيرًا خاصا للمستشار الإنجليزي طوال مدة الحرب العالمية الأولى، ولكن بسبب كتابته رسالة في معارضة المستشار الإنجليزي «برونيات» شارحًا فيها مطالب الأمة المصرية وحقوقها إزاء الإنجليز قاموا بالاستغناء عنه، ثم عُيِّن بعد ذلك أستاذًا بمدرسة الحقوق لعامين كاملين. 

 

اشتغل مكرم بالمحاماة، وكرّس وقته للدفاع عن المقبوض عليهم في تهم سياسية ومن لاحقه البوليس السياسي، ولا زالت أصداء مرافعاته معروفة في تاريخ المحاماة في مصر حيث كان يعتمد في دفاعه على التحليل المنطقي لدوافع الجريمة، وكان يستشهد بالقرآن في مرافعاته كثيرا، واُختير نقيبًا للمحامين ثلاث مرات وهو الذي دافع عن عباس العقاد حين اتهم بسب الذات الملكية.

 

نشاط مكرم عبيد في الوفد 

 

في عام 1919 انضم مكرم عبيد إلى حزب الوفد وتولِى العمل في مجال الترجمة والدعاية في الخارج ضد الحكم والاحتلال الإنجليزي وكان له دعاية نشطة في إنجلترا وفرنسا وألمانيا، ولما نُفي سعد زغلول ثار مكرم عبيد وقام بإلقاء الخطب والمقالات مما تسبب في القبض عليه ونفيه هو الآخر.

 

وشكّل مصطفى النحاس الحكومة عام 1928م وعُيِّن مكرم وزيرًا للمواصلات، وفي عام 1935 أصبح سكرتيرًا عامًا للوفد، وبعد معاهدة 1936 عُيِّن مكرم عبيد وزيرًا للمالية، وحصل على الباشوية، وشارك في الوزارات الثلاثة التي تشكلت برئاسة كل من أحمد ماهر والنقراشي في عام 1946.

 

لم تمضِ حياة مكرم عبيد على وتيرة التفاهم والتصالح، حيث وقع في عام 1942 أكبر خلاف له مع رئيس الوفد مصطفى النحاس، بسبب محاولات “زينب هانم الوكيل”، زوجة النحاس، في إزاحة مكرم وتجهيز فؤاد سراج الدين لخلافة النحاس، الأمر الذي انتهى بانشقاق عبيد عن الوفد وتشكيله “الكتلة الوفدية” التي أصدر لها جريدة خاصة، حيث شاركت في الوزارات التي تشكلت برئاسة أحمد ماهر والنقراشي عام 1946.

 

بعد تعيين مكرم عبيد وزيرا للمالية رصد مخالفات عديدة، وجمعها في وثائق، وقام بطبع ما سمى بعد ذلك بالكتاب الأسود وقدم به عريضة للملك وروى فيه ما حدث في حزب الوفد من مخالفات، وتقدم باستجواب لمجلس النواب، ووقف يعرض وقائع استجوابه.

 

رد الوفد بهجوم قوى وتقدم النائب الوفدي حسن ياسين باقتراح لإسقاط عضوية مكرم من مجلس النواب باعتباره لم يعد جديرًا بشرف النيابة، فجرى تصويت على الفور وفي نفس الجلسة، فصل مكرم عبيد من عضوية مجلس النواب.

 

وأصدر رئيس الوزراء مصطفى النحاس، أمرًا عسكريًا باعتقال مكرم عبيد. وبالفعل تم اعتقاله بمقتضى قانون الطوارئ ووضع في السجن.

 

توفي مكرم عبيد في 5 يونيو 1961م، وتم تأبينه بالكنيسة المرقسية بالأزبكية وقد شارك أنور السادات نيابة عن الرئيس جمال عبد الناصر في تأبينه ودفن بالقاهرة.

 

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية