13 عاما على وفاة فيلسوف التجديد حسن حنفي، أوصى بأن يطوف جثمانه بجامعة القاهرة
قبل 13 سنة، وفي ختام حياة علمية وأكاديمية عريضة، رحل مساء يوم الخميس، 21 أكتوبر 2011، الأستاذ الدكتور حسن حنفي، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، عن عمر ناهز 86 عامًا.
وتنفيذا لوصيته، حمل المشيعون النعش ليطوف بالحرم الجامعي لجامعة القاهرة، عقب صلاة الجنازة، قبل الدفن بمقابر الوفاء والأمل بمدينة نصر.
ويُعد أحد أعلام الفكر الفلسفي خلال القرنين الـ20، والـ21، هو أستاذ وأديب ومؤسس تيار علم الاستغراب، ويعد أبرز الشخصيات الفكرية العربية المعاصرة، حيث قدم للمكتبة العربية أكثر من 60 عملًا تنوع بين الترجمة والتأليف.
بين مصر وفرنسا
ولد حسن حنفي في 13 فبراير سنة 1935م بالقاهرة، وتخرج في كلية الآداب بجامعة القاهرة قسم الفلسفة 1956م، ثم سافر إلى فرنسا على نفقته الخاصة.
وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون، وذلك برسالتي دكتوراه، قام بترجمتهما إلى العربية ونشرهما في عام 2006 م تحت عنوان: "تأويل الظاهريات" و"ظاهريات التأويل"، وقضى فى إعدادهما نحو 10 سنوات.
ثم عاد إلى مصر، وعُين مدرسًا بكلية الآداب سنة 1967م، ثم تدرج في السلك الأكاديمي حتى حصل على الأستاذية سنة 1981م.
اقرأ أيضا: رحيل فيلسوف مصري في صمت
فضلا عن المناصب الإدارية التي تقلدها، منها رئيس قسم الفلسفة سنة 1988م.
وأُعير كأستاذ زائر إلى عدد من الجماعات منها، جامعة تمبل بفيلادلفيا 1971م، وجامعة بفاس، المغرب 1982م، وجامعة طوكيو، اليابان، 1984م.
كما عمل حسن حنفي مستشارًا علميًا في جامعة الأمم المتحدة بطوكيو خلال الفترة من (1985-1987).
وكان نائب رئيس الجمعية الفلسفية العربية، والسكرتير العام للجمعية الفلسفية المصرية.
وترأس الجمعية الفلسفية المصرية، التي ظلت مدينة له حتى الآن بأفكاره وجهوده التي ساهمت في تطويرها وجعلها مركزا حيويا لإشعاع الفكر الفلسفي في الوطن العربي والعالم أجمع.
التدريس في جامعات عربية
قام حسن حنفي بالتدريس في عدد من الجامعات العربية، وترأس قسم الفلسفة في جامعة القاهرة، وله عدد من المؤلفات في فكر الحضارة العربية الإسلامية.
وتنوع إنتاج حسن حنفي بين التأليف والترجمة، حيث قدم للمكتبة العربية مؤلفات ذات تأثير قوي فكريا واجتماعيا، فكان هدفه الأول والأخير قضية "التراث والتجديد"، وهو ما ظهر خلال المؤلفات.
طالع للمزيد: رحيله صدم الجميع.. 10 معلومات لا تعرفها عن الفيلسوف حسن حنفي وأبرز إسهاماته
بدأ مشروعه الفكري سنة 1980م، وألف "موقفنا من التراث القديم"، و"التراث والتجديد".. وجاء هذا المؤلف في أربع مجلدات ويُمثل الخطوة الأول نحو مشروعه الفكري.
"من العقيدة الى الثورة"، "حوار الأجيال"، "من النقل الى الابداع"، وهو المرحلة الثانية من مشروعه.
وجاء هذا الكتاب في سلسلة مكونة من تسعة أجزاء، "موسوعة الحضارة العربية الإسلامية"، "مقدمة في علم الاستغراب"، "فيشته فيلسوف المقاومة".
حصل الدكتور حسن حنفي على عدة جوائز في مصر وخارجها، مثل: جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية 2009، وجائزة النيل فرع العلوم الاجتماعية 2015، وجائزة المفكر الحر من بولندا.
وركز طيلة حياته على قضية تجديد التراث الديني، وكان له مشروعه الخاص الذي ركز فيه على تحويل القضية إلى ثقافة شعبية وسياسية.
من أقواله
كانت له أقوال بارزة تعبر عن فكره مثل "العلمانية روح الإسلام" و"التراث ابن عصره".. و"التجديد ينشأ من الثقافة الشعبية للناس".. وفي تصريحات صحفية له أكد المفكر الراحل أن مشروع التراث والتجديد يقاوم آفات العرب الثلاث: التقليد للقدماء والتبعية للغرب والعزلة عن الواقع.
أمنيته الأخيرة
وكانت آخر أمنياته؛ أن يدفن إلى جوار من أحب طيلة حياته، حيث كتب: "لن يحزن مَنْ في مقبرة أبي وأمي وأخي وزوجته وشقيقتي وخالتي وحماتي وزوج أختي وعلي النجار من أقربائي، فالروح لا مكان لها، تتزاور بين البساتين وطريق السويس".
وشيعت جنازته، ظهر الجمعة، 22 أكتوبر 2011، من مسجد صلاح الدين بمنطقة المنيل. ونعاه شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ورموز الثقافة والفكر في مصر، والوطن العربي.
كما تلقى الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة آنذاك، واجب العزاء، بحضور الأساتذة وأعضاء التدريس.
وخرج الجثمان من حرم جامعة القاهرة، كآخر مكان قبل أن يوارى جسده التراب، في حضور طلابه وزملائه في التدريس، بعدما قضى فيها سنوات طويلة بين البحث والتعليم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
