بلاغ عاجل للدولة المصرية !
شاءت الأقدار أن أتجول في ثلاث دول أوربية منذ لحظة فض اعتصامي نهضة ورابعة وحتى الآن.. ولم تكن هناك أي وسيلة أمامي لمتابعة الأحداث الجارية في بلدي سوى الإنترنت والقنوات الأجنبية المفروضة عليا في مقر الإقامة.. شعور وإحساس صعب أن تسمع كل ما يقال ولا تشاهد إلا ما يفرض عليك.. استسلمت للأمر الواقع وذهبت أتجول في القنوات الأوربية التي تتحدث بجميع لغات العالم إلا العربية وأنا لا أجيد إلا العربية وجزء من الإنجليزية..
حاولت فهم ماذا يقولون عن أزمة مصر، ولكن كان تركيزي كله على الصور والفيديوهات التي يبثونها.. وللأسف الشديد اكتشفت أن القليل الذي فهمته يميل إلى جانب الجماعات الإرهابية والكثير من الصور والفيديوهات التي شاهدتها تظهر العنف من جانب الدولة ضد من أسموهم بالمعتصمين السلميين.. وتعتبر قناة (سي إن إن)، هي الأكثر تشويهها لحقيقة ما يحدث على الأرض.. فكلما شاهدت هذا الكم من الزيف والتشويه للحقيقة تيقنت تماما مدى قوة وتنظيم جماعة الإخوان مع هذه القنوات التي تعمل وفق أجندات ممنهجة.. حاولت قدر الإمكان نقل الصورة على حقيقتها لكل من حولي ونجحت قليلا في إثبات كل ما أقوله بالمعلومات الموثقة، ولكن للأسف الشديد وجدت ردودا كثيرة تسير في اتجاه أن قناة كذا الفرنسية تقول كذا وقناة كذا الأمريكية تقول كذا..
هم يتابعون ما يقال فقط في هذه القنوات.. أما نحن في مصر ومن يعيشون في الدول العربية لا نتابع إلا قنواتنا العربية التي لا تتحدث إلا معنا نحن فقط.
هذه التجربة جعلتني أفكر كثيرا في كل ما كنت أسمعه، بضرورة أن يكون التركيز على الإعلام الغربي لكشف الحقائق دون تحريف ليعلم العالم ماذا تفعل الجماعات المسلحة في مصر.
الإرهابيون والجماعات المسلحة يقتلون في مصر، ولكن الإعلام الغربي تصله معلومات مغلوطة بأنهم ضحايا.. يستخدمون السلاح ولكن يظهرون في هذا الإعلام على أنهم سلميين.. هذه هي الحقيقة الصعبة التي اكتشفتها في بلجيكا وهولندا وألمانيا خلال هذه الفترة، خاصة أن هذه الدول بها جاليات عربية كبيرة ولا يشاهدون إلا هذه القنوات التي تعودوا عليها، ناهيك عن سكان هذه الدول أنفسهم فهم لا يثقون إلا فيما تنقله قنواتهم حتى لو كان مغلوطا.
لذلك، أعتبر كلامي هذا بمثابة بلاغ سريع ورسمي إلى كل مسئولي الدولة لكي يتحركوا بكل سرعة عن طريق وزارة الخارجية والهيئة العامة للاستعلامات للتواصل مع هذه القنوات من أجل كشف الحقيقة دون تزييف، وحتى يعلم العالم أن مصر تعيش في حرب فعلية ضد الإرهاب والجماعات المسلحة، وليس صحيحا أن هناك اعتداءات على متظاهرين سلميين..
فإذا كانت الدولة بجلالة قدرها لا تستطيع التواصل مع هذه القنوات، فهذه مصيبة وإذا كانت تتواصل ولا تستطيع إقناعهم بما يحدث فالمصيبة أكبر، أما إذا كانت تتواصل وهذه القنوات تصر على ما تفعله فهنا يجب كشف كل هذه الحقائق، ليعلم العالم أن المؤامرة على مصر كبيرة وأن من يحتضن الجماعات الإرهابية اليوم سيكتوي بنارها غدا.
حمي الله مصر.. ورحم موتى المصريين.. وانتقم من القاتلين.. وأنقذها من المتآمرين.!!
Gebaly266@yahoo.com