رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء محمد الغبارى أحد أبطال حرب أكتوبر: لم نرتدِ زى الحرب للتمويه على العدو.. وعبرنا قناة السويس بجدول زمني ( حوار )

اللواء محمد الغباري
اللواء محمد الغباري - فيتو

>> الفرد المقاتل ركيزة المعركة.. وهذه تفاصيل عبور القوات
>> الجندى المصرى تسلح بالإيمان لتحرير الأرض
>> الحرب كانت نتاج التدريب الشاق والعمل المستمر
>> نفذنا في 73 حربًا غير تقليدية أطلق عليها القادة العسكريون معجزة العصر 
>> شهدنا في حرب أكتوبر ابتكارات عظيمة لم تكن طُبقت فى أى حرب من قبل
>> الشعب المصرى واعٍ ووطنى ويعى دائمًا حجم التحدى لاسترجاع الأرض 
>> السادات كان قائدًا عسكريًا واهتم بالفرد المقاتل واستطاع الحصول على الأسلحة اللازمة للمعركة

 

51  عاما مرت على نصر أكتوبر، لكن التفاصيل لم تغب عنه يومًا، هكذا يعيش اللواء محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، والذى شارك فى ملحمة العبور برتبة نقيب حينها، وأصبح أحد أبطال هذه الحرب التى يروى لـ "فيتو" بعض جوانبها، بداية من اليوم الأول للقتال، مرورًا بالتعليمات التى تلقوها لتحرير سيناء المقدسة، ووصولًا إلى لحظة النصر، وإلى نص الحوار:

 

*بداية، هل يمكن أن تروى لنا تفاصيل يوم العبور؟


يوم 5 أكتوبر كان عندى شعور أن غدًا اليوم الذى ننتظره منذ سنوات، ولكن لم أكن أعلم موعد الحرب الدقيق. فى يوم 6 أكتوبر كانت مهمتنا الصعبة هى حماية وتأمين القوات العابرة لقناة السويس فقد كنت وقتها برتبة نقيب فى عمليات الفرقة الثانية مشاة، فلم يكن النوم له طريق للعيون حتى أطمئن على مرور جميع القوات المخطط لها العبور. 
وكان يومًا مشهودًا فى تاريخ مصر، وفى حياة البشر الذين حرروها لأنهم كانوا ينفذون حربًا غير تقليدية أطلق عليها القادة العسكريون معجزة العصر الحديث فهى كانت فعلًا معجزة بكل المقاييس، فقد أبدع قادة مصر فى التخطيط لها بشكل دقيق ذى أسس علمية، كما أننى شهدت ابتكارات عظيمة لم تكن قد طُبقت فى أى حرب من قبل.
ففى يوم المعركة كانت مهمتى هى تأمين تحركات القوات التى ستتدفق لعبور القناة، فلم يكن العبور يسير بطريقة عشوائية، بل كان يسير بجداول زمنية تسمى جداول العبور وكنت مسؤولا وقتها عن تأمين المحور الرئيسى لعبور قوات الفرقة الثانية - بناحية الكوبرى 131 فى نقطة اسمها (نقطة المراجعة) تبعد عن القناة بحوالى 600 متر، وكنت متواجدًا من الساعة 10 الصبح مع ضابط شرطة عسكرية، ومهندس من سلاح المهندسين العسكريين.

 

*كيف تعاملتم مع الكم الهائل من الضباط والجنود الأبطال الذين تدفقوا للعبور؟


كان لدينا خبر محتمل بعبور القناة لكن بدون معرفة الموعد المحدد، فمستوى وظيفتنا لم يكن مسموحا له بمعرفة الموعد على عكس القادة الكبار. ومن أهم ملامح التمويه الاستراتيجى للحرب عدم استخدام زى الحرب كنا نرتدى الأفرول العادى كأى يوم عمل روتينى حتى لا يشك العدو لحظة وتحدث المفاجأة.

*ما اللحظة التى لا تنساها أبدًا فى الحرب؟


لم أنسَ أبدًا صوت الطائرات وشكلها وهى تحلق قبل الحرب بنصف ساعة والكل يهتف فى صوت واحد الله أكبر الله أكبر وكأنه زلزال يعصف بالهواء ليرعب العدو الإسرائيلى فى الضفة الشرقية. 
وبدأنا نرتدى معداتنا وكامل الزى ونتجهز للحرب، ومع مرور الطائرات الجوية المصرية ووصول إشارات بدء الحرب بدأنا فى تنفيذ مهامنا.

*كيف كان يعبر الجنود المصريون والضباط قناة السويس فى الموجة الأولى؟


مع عبور الطائرات شعرت أن كل الجيش المصرى الذى خاض معركة حرب الاستنزاف بكل براعة وكان هناك أوامر بضبط النفس لكن عندما بدأت القوات فى التدفق سواء كانت قوات مشاة، قوارب، أو ماكينات المهندسين العسكريين التى ستبدأ فى فتح الساتر الترابى والتى عبرت بتوقيتات زمنية محددة كانت المشكلة فى الحماس الزائد الذى نتج عنه زيادة التدفق من قبل القوات فى اليوم الأول من الحرب، لكن الحمد لله تفهم الجميع والتزموا بجدولهم الزمنى وبدأنا فى السيطرة على نقطة العبور.

*كيف رأيت العبور كشخص وجندى فى نفس الوقت؟


لا أستطيع حتى الآن وصف شعورى بهذا العبور ولا أحد يستطيع وصفه، وجدنا أنفسنا نهتف بأعلى صوت: الله أكبر فى جميع مواقع الاشتباكات، وهذا إن دل فهو يدل على أن الروح المعنوية المرتفعة دائمًا تكون مصحوبة بإلهام من عند الله فكانت ثقة المصريين فى قياداتهم وفى قواتهم المسلحة خلقت مسؤولية كبيرة فوق عاتقهم وجعلت الفرحة بالنصر مضاعفة.

*برأيك ما سر هذا النجاح غير المسبوق؟


الشعب المصرى طول عمره شعب واعٍ ووطنى ويعى دائمًا حجم التحدى لاسترجاع الأرض والرئيس السادات كان قائدًا عسكريًا سياسيًا بدرجة كبيرة استطاع توحيد المصريين خلف الجيش المصرى واهتم بالفرد المقاتل واستطاع الحصول على الأسلحة اللازمة للمعركة وزودنا بها حتى استطعنا تحرير واستعادة الأرض وقضينا على العدو، وكبدناه أكبر الخسائر.

*بمناسبة الذكرى 51 على انتصارات أكتوبر كلمة توجهها للشباب؟


الشباب هم ركيزة الدولة المصرية وذخيرتها التى نستند عليها للدفاع عن أرض مصر الطاهرة. أود أن أوجه لهم رسالة واحدة: نحن الجيل الذى حاول وضحى من أجل استعادة الأرض المغتصبة وأنتم عليكم الحفاظ عليها والتسليح بالعلم والمعرفة والعمل الجاد للحفاظ على مكتسبات هذه الأرض ولا تسمحوا لأحد بالاقتراب منها فأنتم قادة المستقبل.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية