رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يستدرج الاحتلال مخيمات الضفة الغربية إلى حرب غزة؟.. أكبر معاقل المقاومة في فلسطين.. مركز دائم للثورة ضد المستوطنين.. وأغلب القيادات المتمردة من أبنائها

عناصر المقاومة الفلسطينية،
عناصر المقاومة الفلسطينية، فيتو

منذ اندلاع حرب غزة، والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية تتلقى ضربات موجعة بشكل غير مسبوق، مئات الشهداء، وتدمير ممنهج للبنية التحتية، ومع ذلك يلتحم أبناء المخيمات بالمقاومة بشكل لافت، الأمر الذي يشعل غضب الاحتلال من الأهالي، ويزيد من ضرباته تجاهها لإيقاع أكبر خسائر ممكنة في الأرواح والممتلكات، ويبقى السؤال: لماذا يشعل الاحتلال حرب موازية في الضفة الغربية بهذا التوقيت، رغم الغضب الدولي من توسيع رقعة الحرب والخسائر البشرية.  

 

مخيمات الضفة،  الكابوس الدائم للاحتلال

وحسب الموقع الرسمي لوزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، يبلغ عدد المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وحدها 19 مخيمًا معترف بها من قبل الأونروا، وهناك 5 مخيمات لا تعترف بها المنظمة رسميًا داخل الضفة الغربية أيضًا حسب موسوعة المخيمات الفلسطينية.  

 

وهناك جملة أسباب تفسر التوحش الإسرائيلي في استهداف مخيمات اللاجئين منذ أوائل هذا العام، في محاولة لجرها إلى الحرب، وتطبيق الكود الإسرائيلي في تدمير المخيمات والضفة كاملة إذا انخرطت في الحرب، لأن المخيمات من أهم حواضن المقاومة، ولايتردد أبنائها في حمل السلاح ضد أي انتهاكات ضدهم، بغض النظر عن فارق القوة بين الطرفين. 

 

ويركز الاحتلال على مضاعفة الضربات للمخيمات الأكثر شراسة في المقاومة، مثل جنين وبلاطة ونور شمس وطولكرم وعقبة جبر، ومخيم جنين على وجه التحديد يرعب الاحتلال، إذ يعد من اكثر المناطق سخونة في شمال الضفة الغربية لذا يتوسع في قتل نشطائه ومنذ بداية العام الحالي فقط استشهد العشرات داخل المخيم، بالإضافة إلى تدمير المباني والبنية التحتية بشكل ممنهج. 

 

وبحسب إحصائيات فلسطينية، فإن المخيم الذي انشئ عام 1953 من قبل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا يسكنه حاليا نحوً 12 ألف فلسطينيا، وجرى تدمير نحو 80% من المنازل والمتاجر بعد ان تعرض المخيم كاملا لأضرار بالغة خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر منذ حرب غزة، في محاولة لاستهداف المجموعات التابعة لحركة فتح وحماس والجهاد الإسلامي، وجميعها لها حضور عسكري قوي داخله. 

 

أما مخيم نور شمس للاجئين، فلا يتورع جيش الاحتلال الإسرائيلي في الاستهداف الجماعي للسكان أيضا رغبة في استئصال نشطاء سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مع أن الاحتلال يعرف جيدا، ان المخيم يقيم فيه نحو 7 آلاف فلسطيني، في مساحة لا تتجاوز الكيلو متر مربع، وأي محاولة لضرب النشطاء داخل الكتل السكانية، يعني إيقاع أكبر قدر ممكن من الضحايا العزل. 

 

ونفس الأمر بالنسبة لمخيم طولكرم، الأقرب إلى مخيم نور شمس في شمال الضفة الغربية، الذي يسكنه نحو 10 آلاف فلسطيني، ويتعرض أيضا إلى هجمات إسرائيلية بشكل منتظم، وهو أيضا من تصميم وإنشاء الأونروا منذ عام 1950.

 

أما مخيم عقبة جبر للاجئين، فيقع بالقرب من مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية، ويستهدفه الاحتلال بعمليات عسكرية مكثفة منذ بداية حرب غزة، لاستئصال كتيبته المسلحة والمعروفة باسم كتيبة عقبة جبر، والمخيم أيضا أنشيء عام 1948 بعد النكبة الفلسطينية، ويعيش فيه حاليًا ما يقرب من 10 آلاف فلسطيني.

 

لا يختلف الحال بالنسبة لمخيم بلاطة للاجئين، وهو أكبر مخيم للاجئين في الضفة الغربية، حيث يقطنه 16 ألف فلسطيني، ويقع شرق مدينة نابلس ويتعرض لهجمات متكررة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بسبب تواجد بعض مجموعات المقاومة الفلسطينية فيه، وهناك أيضا خصوصية دينية للمخيم تجعله عرضة للانتهاك الإسرائيلي، إذ يقع بالقرب من موقع قبر النبي يوسف، الذي يتعرض للاقتحام بشكل منتظم من قبل المستوطنين الإسرائيليين، مما يؤدي إلى اندلاع مواجهات مع الفلسطينيين.

 

لماذا تنشط المقاومة في المخيمات  ؟

كما هي عادة الاحتلال، يتجاهل الأسباب الرئيسية للثورة والمقاومة في هذه المناطق، التي تعتبر رمزًا للحرمان واللجوء والطرد من منازلهم الأصلية على يد القوات الإسرائيلية، لذا تعيش هذه المناطق على أطلال الماضي ويذكرهم بالمحنة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، لذا تعيش المخيمات حالة مستمرة من المقاومة منذ عام 1948 وحتى الآن. 

 

وتعد أكبر أسباب المقاومة في المخيمات، رغبتهم القوية في الحفاظ على هويتهم الوطنية ضد محاولات طمسها، لذا تعتبر مخيمات اللاجئين هي أقوى حاضنة شعبية للمقاومة، وهي ايضا موطن أغلب قيادات المقاومة الفلسطينية. 

 

ولكل هذه الأسباب يستمر الاحتلال في الانتهاكات بحقها، وخاصة منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر من العام الماضي، هكذا يقول الدكتور جمال زقوت، المحلل السياسي، ومدير مركز الأرض للدراسات مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي يوجه أعنف الضربات التي لم يعرف مثيلا لها في الأرض المحتلة، ويفرط في التدمير والعنف وحرق الأرض بمن عليها. 

 

يكشف زقوت أن المقاومة، ورغم شراسة العدوان الدموى وتحالفه الاستعماري، أظهرت بسالة منقطعة النظير، مؤكدا أنها بفضل شجاعتها تمكنت من الصمود والبقاء.

 

موقف الشارع الفلسطيني من المقاومة 

ويشدد المحلل السياسي الفلسطيني على أن المقاومة يساندها تيار شعبي عريض يلتف حولها، ليس بالضرورة يؤمن بفكرها السياسي والاجتماعي، ولكنها يساندها في مواجهة العدوانية الصهيونية التي تريد المضي قدما في مشروعها لتصفية القضية الفلسطينية.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية