رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهات المواجهة المفتوحة بين إيران وإسرائيل.. تل أبيب تجهز للرد على طهران.. وهذه مكاسب الضربة الإيرانية

ايران وإسرائيل
ايران وإسرائيل

إيران هى جبهة الحرب الجديدة التى تسعى إسرائيل إلى فتحها، فهى -أى تل أبيب- تدرك أن امتلاك قواعد اللعبة يبدأ بالتخلص من إيران، وسيناريوهات الرد التى تدرسها حاليا على الضربة الصاروخية تسير ببطء بسبب الضغوطات الأمريكية، فى ظل تخوف الأخيرة من اندلاع حرب إقليمية شاملة وفوضى فى أسواق النفط، وارتباك فى الممرات البحرية.


صحيح أن الضربة الصاروخية الإيرانية الأخيرة على إسرائيل، وبالرغم من تحفظ مراقبين على نتائجها المتواضعة، لكنها بعثت إشارة لقادم أسوأ بعدما التزمت طهران بـالصبر الاستراتيجي، وتمهلت فى الرد على اغتيال إسماعيل هنية، فوق أراضيها، واضطرت للرد عقب اغتيال حسن نصر الله، ومقتل عدد من جنرالاتها فى سوريا ولبنان.


وتعليقا على ذلك يقول الخبير العراقى المتخصص فى الشأن الإيراني، فراس إلياس، إن اتخاذ إيران قرارا بتوجيه ضربة لإسرائيل، عكس تحدى إيرانى واضحا، خصوصا إذا ما تحدثنا عن أن مثل هذه الضربة قد تكون لها ردات فعل غير متوقعة من إسرائيل، عبر استهداف المنشآت النووية وقيادات إيرانية أو حتى قيادات حليفة لإيران.


وبغض النظر عن آثار الضربة إلا أن توقيتها جاء مهما للغاية، فى دفع إسرائيل للعودة خطوة للوراء فى لبنان، حتى يتمكن حزب الله من استعادة نفسه سياسيا وميدانيا، كما أن الضربة هدفت لتعطيل إستراتيجية (رأس الأخطبوط) التى طرحتها إسرائيل، والمتمثلة باستهداف عمق إيران، وتحديدا المرشد الأعلى (على خامنئي)، والأهم الحفاظ على البنية التحتية العسكرية لحلفائها فى العراق واليمن من أى استهدافات إسرائيلية متوقعة.


قد تنجح إيران عبر هذه الضربة لاستعادة جزء من الردع المفقود مع إسرائيل، وفق تصريحات إلياس لـ«فيتو»، ولكن قدرتها على إفراغ أى رد إسرائيلى فى قادم الأيام، من محتواه وتأثيره، سيجعلها فى وضع جيد للغاية، خصوصا إذا ما تمكنت من فرض حل سياسى يجبر الولايات المتحدة الضغط على تل أبيب بإنهاء حربها فى غزة ولبنان.


فى المقابل قال وجدان عبد الرحمن، خبير الشأن الإيراني، إن “الهجوم الإسرائيلى الذى استهدف الدفاعات الجوية الإيرانية فى منشآت أصفهان النووية فى الثالث عشر من أبريل الماضي، أظهر ضعف الدفاعات الجوية الإيرانية أمام التكنولوجيا الإسرائيلية المتطورة”.


وأضاف أن الدفاعات الجوية الإيرانية، خاصة منظومة S-300 الروسية، تعرضت لهجمات موجهة استهدفت منصات الإطلاق والبطاريات الدفاعية، ما يعكس عدم قدرة إيران على حماية منشآتها النووية والنفطية من الهجمات الخارجية.


وأشار عبد الرحمن إلى أن الاقتصاد الإيرانى يمر بأزمة حادة، موضحًا أن “إيران تعتمد بشكل رئيسى على اقتصاد ريعى قائم على النفط والغاز، وبالتالى فإن أى استهداف للمنشآت النفطية أو البتروكيماوية يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد”.


وبخصوص الموقف الدولى والإقليمي، أشار عبد الرحمن إلى أن “إسرائيل تحظى بدعم واضح من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة”، بينما “طهران لا تمتلك حلفاء قويين فى هذه المواجهة.


وعن السيناريوهات المتوقعة، قال عبد الرحمن: أمام إيران خيارين إذا ما استهدفتها إسرائيل، الخيار الأول، هو إشعال الصراعات فى المنطقة من خلال وكلائها، سواء فى لبنان أو سوريا أو اليمن.


والخيار الثانى هو توجيه المعركة نحو دول الجوار مثل الخليج أو الأردن إذا ما عبرت الطائرات الإسرائيلية أجواءها، وذلك لتجنب مواجهة مباشرة مع إسرائيل”.

الجريدة الرسمية