رئيس التحرير
عصام كامل

انتصار أكتوبر.. وماذا قال العدو عن الهزيمة؟!

سيظل شهر أكتوبر مبعث على الفخر، ومصدر للسعادة، كما إنه مصدر مهم وفى غاية الأهمية للتاريخ، حتى نتخذ منه الدروس والعبر لمواجهة الأعداء، وفى ندوة إنتصارات أكتوبر.. وبطولات، التى عقدت فى جمعية محبى الفنون الجميلة الخميس الماضى، تحدث فيها البطل اللواء محمد التميمى الذى قاد معركة السبت الحزين كما سميت عند الكيان الصهيونى، وتلك كانت آخر معركة، قبل قبول مصر بمبادرة روجرز بوقف إطلاق النار لمدة تسعين يوما.. 

 

وكما أشار اللواء محمد التميمى إن جولدا مائير رئيس الوزراء الصهيونية، قد استنجدت بعد ارتفاع الخسائر في حرب الاستنزاف مع مصر، وكان الشعب المصرى قد أعلن رفضه للهزيمة وخرج في 9 و10 يونية وأعلن تمسكه، بالزعيم جمال عبدالناصر ثقة فيه بأنه قادر على تحرير الأرض، والثآر من العدو.. 

 

ولهذا فان الغرب وإسرائيل حاولوا إثارة الشعب ضد جمال عبدالناصر، وذلك بضرب الداخل المصرى، حيث قاموا بضرب مدرسة بحر البقر، مصنع أبو زعبل،.. ألخ، إلا إن هذا لم يؤثر في الجبهة الداخلية، بل زاد تمسكها بقيادته الوطنية، خاصة بعد النجاحات التى تم تحقيقها في رأس العش، وتدمير إيلات أكبر مدمرات السلاح البحرى الصهيونى.. 

 

فضلا عن بطولات الجيش المصرى في الجزيرة الخضراء، وشدوان، ونجاح القناصة المصرية في منع أى جندى من إبراز رأسه فقط من مخبئه، كما تم تدمير ميناء إيلات وإخراجه من الخدمة تماما، وتدمير مطار الطور أثناء زيارة جولدا مائير.. 

 

كانت ضربات القوات المسلحة المصرية موجعة، ومؤكدة أن الانتصار وتحرير الأرض قادم لا محالة، ويضيف اللواء محمد التميمى أن معركة السبت الحزين كادت أن تفشل، وصدرت لى الأوامر بالعودة وعدم الاشتباك، إلا إننى خالفت التعليمات وأوقعنا العدو في كمين وإستطعنا من تدمير الدورية الصهيونية وآسر إثنين، إلا أن أحدهم مات قبل عبور القناة، والثانى نشرت صورته في جريدة الاهرام بعد ذلك، ونلت مكافأة من اللواء عبدالمنعم خليل، وكان هذا هو الطريق إلى إنتصار أكتوبر العظيم.


أما المؤرخ الكبير الدكتور جمال شقرة فقال: عدونا جبان، والنصر الخاطف الذى تحقق فى خمسة من يونية 67، لم يحقق له الأمن والأمان، وسيظل رفض الشعب المصرى للهزيمة في 9 و10 يونية نقطة تحول مضيئة فى تاريخ الشعب المصرى.. 

 

فقد أعلن تمسكه بالزعيم جمال عبدالناصر ومؤمن بأنه سيحقق الإنتصار، بعد الخامس من يونيه أعلن موشى ديان بأن أمام مصر مائة عام حتى تستطيع الحرب مرة أخرى، أما مذكرات مناحم بيجن فقد كشف فيها عن الخطأ الجسيم لجندية اسرائيلية وهى تضع قدمها على رأس جندى مصرى، وقال بيجن: هذه الصورة جعلتنى أؤقن بان مصر ستنتفض وتحارب وتثأر لنفسها.. 

 

لقد كانت حرب الاستنزاف وهى حرب حقيقية بمثابة تدريب قوى على حساب العدو، وشهادات العدو في مذكرات موشى ديان وزير الدفاع الاسبق بأن حرب الاستنزاف هى الحرب الوحيدة التى لم ننتصرفيها، بل لم نحقق أى نوع من النصر.


وأضاف الدكتور جمال شقرة: لقد إعترف الصهاينة والأمريكان بهزيمة إسرائيل في أكتوبر 73، فقالت النيوزويك: لقد تبخرت غطرسة إسرائيل وغطرسة موشى ديان! والمؤرخ ديفيد هيرست قال: العرب حاولوا ونجحوا.. الأيام المؤلمة في إسرائيل!


كما كانت عناوين الصحافة الصهيونية والامريكية: المصريون أبدوا كفاءة كبيرة وأسقطوا مقولة إن العرب لا يصلحون للحرب! فإسرائيل روجت اساطير عن جيشها.. وإسرائيل الآن تعيش في إكتئاب!

 


وأضاف الدكتور جمال شقرة: لقد حاولت جولدا مائير الإنتحار أثناء حرب أكتوبر، لقد إحتاج الجنود الصهاينة للعلاج النفسى بعد حرب أكتوبر، لقد اقتنع الصهاينة بأن خرافة اسرائيل التى لا تقهر سقطت للأبد، وفضح هذا كتاب التقصير الذى نشر فيه تحقيقات أجريت في إسرائيل، كما إنهم قالوا عن الجندى المصرى: المصريون قاتلوا بطريقة إنتحارية، لم يخشوا الدبابات، وصمموا على الإنتصار.

والحديث عن إنتصار أكتوبر مستمر.

الجريدة الرسمية