رئيس التحرير
عصام كامل

45 عاما مرت على أكبر جنازة في التاريخ الحديث، 5 ملايين في وداع الزعيم عبد الناصر.. القذافي يسقط مغشيًا عليه.. صلاة الغائب بالمسجد الحرام والمسجد النبوي والأقصى.. الموكب استغرق 4 ساعات

جنازة الرئيس جمال
جنازة الرئيس جمال عبد الناصر، فيتو

جنازة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في مثل هذا اليوم من 54 عاما، كان اليوم الأول من أكتوبر عام 1970 يوما حزينا فى حياة المصريين، بل والأمة العربية، ففيه خرجت جموع الشعب لتودع زعيمها جمال عبد الناصر إلى مثواه الأخير مرددة: “الوداع يا جمال، يا حبيب الملايين”.

 خرجت جنازة عبد الناصر في موكب مهيب شارك فيه جموع الشعب، في أكبر جنازة في القرن العشرين ضمت ما يقرب من خمسة ملايين مشيع.

فلأول مرة في تاريخ مصر، يجتمع شعبها على قلب رجل واحد، وحزنوا جميعا على رحيله. 

القذافي يسقط مغشيا عليه 

توافد جميع رؤساء وملوك الوطن العربي على مصر لحضور جنازة الرئيس جمال عبد الناصر ووداعه، بعد أن كانوا قد غادروها قبل ساعات حيث حضروا قمتهم الطارئة حول أحداث أيلول الأسود، بكى الجميع حُزنًا عليه؛ الملك الأردني الراحل حسين بن طلال، ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، فيما سقط العقيد الليبي معمر القذافي مغشيًا عليه متأثرًا بصدمة رحيل الرئيس ناصر. 

عبد الناصر ورحيل مفاجئ، فيتو 


رحل الرئيس جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 إثر نوبة قلبية عن عمر 52 عاما، وتم نقل جثمانه من منزله بمنشية البكرى بمجرد إعلان وفاته إلى قصر القبة طوال الأيام قبل الجنازة لحفظه، إلى حين ترتيب جنازة تليق بمكانته، وحتى يتمكن الملوك والرؤساء العرب من الحضور.

مع السلامة ياريس 

وجاءت لحظة خروج جثمان الرئيس من قصر القبة إلى الرحلة الأبدية حيث مضى جثمان الزعيم أمام حرس الشرف الذى أدى التحية العسكرية، ونُكِّس العلم في حديقة القصر، وتوقف الموكب أمام سيارة إسعاف ليوضع بها الجثمان والكل يصيح بالدموع والانفعال: "مع السلامة ياريس".

اصطف الملايين للمشاركة فى الجنازة، فيتو 


خرجت الملايين للمشاركة فى جنازة الرئيس جمال عبد الناصر واصطفت في منطقة الجزيرة لتهتف" “الوداع ياجمال، يا حبيب الملايين”.

وحُمِل بعد ذلك جثمان الزعيم على عربة مخصصة مخترقا شارع قصر النيل إلى مبنى مجلس قيادة الثورة.

وانطلقت مكبرات الصوت بصوت الشيخين مصطفى إسماعيل وعبد الباسط عبد الصمد بتلاوة آي الذكر الحكيم، وعلى الضفة الثانية للنيل احتشدت الجماهير لتوديع زعيمها العظيم.

101 طلقة تحية من القلعة 

حمل جثمان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر على عربة مدفع، اصطف حولها أربعون ضابطا برتبة لواء.

فيما اصطف الملوك والرؤساء الذين حضروا في وداع عبد الناصر، وأصدر الفريق سعد الدين متولي، كبير الياوران، إشارة البدء للجنازة بإطلاق 21 طلقة في جميع أنحاء الجمهورية، بينما أطلقت مدفعية السلام بالقلعة 101 طلقة، وكذلك مدفعية السلاح بالأسطول البحري ليبدأ الموكب المهيب.

وتعذر سير الجنازة نتيجة للحشود الزاحفة، وتوقفت الجنازة عند ميدان سعد زغلول فتقرر أن يكون العزاء عند نهاية سور مجلس قيادة الثورة.


وعبر القمر الصناعي لأول مرة، نُقلت جنازة جمال عبد الناصر للعالم أجمع، فيما ألقى ثلاثة من الشباب بأنفسهم في النيل للوصول أسرع للضفة الأخرى للحاق بموكب الجنازة.

وشاركت قوات السودان وليبيا في تشييع جنازة جمال عبد الناصر، واستغرق موكب الوداع 4 ساعات كاملة. 

الرؤساء فى جنازة الزعيم، فيتو 

إلى جانب جنازة الرئيس جمال عبد الناصر الرئيسية بالقاهرة، أقيمت جنازات رمزية، وصلاة الغائب فى كل محافظة مصرية فى نفس الوقت لمن تعذر حضوره إلى القاهرة، حيث أقيمت السرادقات وأطلقت كل محافظة أثناء سير الجنازة فى القاهرة 21 طلقة مدفعية.

صلاة الغائب فى كل مكان 

كما أدى مئات الملايين في كل قارات الأرض صلاة الغائب على روح الشهيد جمال عبد الناصر، وكانت خطب الجمعة من فوق المنابر في جميع المساجد عن نضال الزعيم الذي عاش حياته من أجل رفعة وعزة وكرامة أمته، وفي المسجد الحرام بمكة المكرم والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، والمسجد الأقصى أدى عشرات الآلاف الصلاة على روح الرئيس الراحل.  

جنازة عبد الناصر، فيتو 

ونشرت الصحف العالمية وصفا لجنازة الرئيس جمال عبد الناصر بأنها أكبر جنازة في تاريخ العصر الحديث، فقالت الصحف الألمانية: “لقد شهد العالم كثيرا من المواكب الجنائزية لكن أكبر جنازة في تاريخ العصر الحديث كانت جنازة ناصر”.

وذكرت الجارديان البريطانية أن جنازة ناصر اكتظت بالحشود الباكية، وهي الجنازة الأكثر إثارة في التاريخ الحديث.

 وفى فرنسا قال المؤرخ الفرنسى جان لاكوتيز: "الآن عرفت لماذا كانت جنازة ناصر هى الأعظم في التاريخ الحديث؟ وذلك بسبب حب الشعب وتفضيله".

الوداع ياجمال ياحبيب الملايين 

وجاءت جنازة الرئيس جمال عبد الناصر ملهمة لكتاب الأغنية فى مصر، فلم يكد يمر سوى يومين حتى انطلقت أغانى وداع عبد الناصر، فكتب الشاعر عبد الرحمن عرنوس أغنية بعنوان "الوداع يا جمال"، استوحى كلماتها من من عبارات قام المصريون بترديدها في جنازة الرئيس عبد الناصر عن أغنية قدمها عبد الحليم حافظ في الستينيات، وكتب كلماتها إسماعيل الحبروك وألحان كمال الطويل تقول: “يا جمال يا حبيب الملايين”.

وقامت بغنائها المجموعة وعرضت ضمن أحداث فيلم تسجيلى عن جنازة الزعيم، باسم "أنشودة الوداع"، قام بتلحين الأغنية الملحن اليونانى أندريا رايدر، وكانت هذه الأغنية سببا في منحه الجنسية المصرية قبل وفاته بأسبوعين.

 وتقول كلمات الأغنية: “الوداع يا جمال يا حبيب الملايين / ثورتك ثورة كفاح عشتها طول السنين / إنت عايش في قلوبنا يا جمال الملايين / الوداع يا فقير يا ابن الفقير / إنت نوارة بلادنا واحنا شُفنا الحنين.. ياجمال / إنت قلة مية صافية.. تسقى كل العطشانين.. ياجمال / إنت قنديل الغلابة.. تهدي كل المحرومين.. يا جمال / الوداع يا حبيب الملايين”.

حبيبنا يا ناصر يا أعز الأحباب 

أيضا كتب الشاعر الغنائي حسين السيد أغنية “حبيبنا يا ناصر”، وغناها وقام بتلحينها فريد الأطرش. وتقول كلماتها:
“حبيبنا يا ناصر.. يا أعز الأحباب / بطل وأنت حاضر..بطل وانت غايب / زعيمنا يا ناصر.. يا أغلى الرجال / يا فاتح طريق..  مجدنا يا جمال / دموعنا بتروى.. زهور الأمل”.


 ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية