رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة، وفاة جلال الدين الرومي الذي حمل نعشه أتباع ومريدين من كل الديانات

جلال الدين الرومي،
جلال الدين الرومي، فيتو

في مثل هذا اليوم من عام 1207 ولد جلال الدين الرومي، الأديب والفقيه الصوفي الكبير، وصاحب الطريقة المولوية، وأحد الذين حملوا رسائل المحبة بين الأديان، لذا له محبيه من كل الديانات.  

مولد جلال الدين الرومي ونشأته 

ولد جلال الدين الرومي في بلخ بأفغانستان لأسرة غنية، تصاهر البيت الحاكم من ناحية أمه، وكان والده بهاء الدين يلقب بسلطان العارفين لما له من سعة في المعرفة والعلم بالدين والقانون والتصوف.

وانتقل جلال الدين الرومي مع أبيه إلى بغداد في الرابعة من عمره، وترعرع بها في المدرسة المستنصرية ومع قدوم المغول، هاجرت عائلته هربًا إلى نيسابور في إيران، وهناك التقى الرومي بالشاعر الصوفي فريد الدين العطار، وكان الدافع لغوصه في عالم الشعر والروحانيات والصوفية ولقب هناك بجلال الدين.

رحلت أسرة جلال الدين الرومي إلى الشام ومنها إلى مكة المكرمة رغبة في الحج، وبعدها واصلوا المسير إلى تركيا وتحديدا الأناضول، ثم استقروا في مدينة كارامان لمدة سبع سنوات، حيث توفيت والدته، وتزوج الرومي بسيدة تدعى بجوهر خاتون وأنجب منها ولديه سلطان ولد، وعلاء الدين شلبي، وعند وفاتها تزوج مرة أخرى وأنجب ابنه أمير العلم شلبي وابنته ملكة خاتون.

وفي عام 1228م توجه مع والده إلى قونية بدعوة من حاكم الأناضول واستقروا بها، حيث عمل الوالد على إدارة مدرستها، وبعد وفاة والده انتقل جلال الدين الرومي إلى العمل العام في الموعظة والتدريس.

رحلة جلال الدين الرومي مع محي الدين بن عربي 

توجه جلال الدين الرومي إلى دمشق، وألتقى فيها الشيخ محي الدين بن عربي صاحب كتاب الفتوحات المكية وأهداه بعض أعماله العربية، وقضى الرومي هناك أربع سنوات درس خلالها مع نخبة من أعظم العقول الدينية في ذلك الوقت، وبمرور السنين تطور جلال الدين في كلا الجانبين: جانب المعرفة وجانب العرفان.

وعاد الرومي إلى قونية، وهناك تقابل مع الشاعر الصوفي شمس الدين التبريزي، وأصبحا صديقان ولم يفترقا منذ لقائهما، حتى إن تقاربهما ظل دافعًا لحسد الكثيرين على جلال الدين لاستئثاره بمحبة القطب الصوفي التبريزي، وفي عام 1248م اغتيل التبريزي ولم يعرف قاتله ويقال أن شمس الدين التبريزي سمع طرقًا على الباب وخرج ولم يعد منذ ذلك الحين.

حزن جلال الدين الرومي على موت التبريزي بعد أن أحبه حبًا عميقًا خلف وراءه أشعارًا وموسيقى ورقصاتٍ تحولت إلى ديوان سماه ديوان شمس الدين التبريزى أو الديوان الكبير.

واستمر الرومي في تصوفه وانعزاله حتى توفى في 17 ديسمبر 1273م وحمل نعشه أشخاص من خمسة ملل، ودفن في قبر بجانب قبر والده، وسمى أتباعه هذه الليلة بالعرس وما زالوا يحتفلون بهذه الليلة إلى الآن.

وضع جلال الدين الرومي معظم أفكاره في كتب بطلب من مريديه، لاسيما أنه استطاع جذب أشخاص من ديانات وملل أخرى، إذ كان يرى هو وأتباعه من بعده، أن كل الديانات خيرة وحقيقية بمفاهيمها، لذلك كانوا يعاملون المسلمين والمسيحيين واليهود معاملة سواسية.

وتركت أشعاره ومؤلفاته الصوفية والتي كتبت أغلبها باللغة الفارسية وبعضها بالعربية والتركية، تأثيرًا واسعًا في العالم الإسلامي، وفي العصر الحديث ترجمت بعض أعماله إلى كثير من لغات العالم ولقيت صدًى واسعًا جدًا، إذ وصفته البي بي سي سنة 2007م بأكثر الشعراء شعبية في الولايات المتحدة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية