رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة، وفاة آخر الخلفاء الفاطميين ومفاجآت غير متوقعة تعيد مصر إلى الحكم العباسي

صلاح الدين الأيوبي،
صلاح الدين الأيوبي، فيتو

في مثل هذا اليوم من عام 1171، عادت مصر إلى حكم الخلافة العباسية مرة أخرى، بعد وفاة آخر الخلفاء الفاطميين، العاضد لدين الله في مفاجآت وربما ترتيبات قدرية، نقلت مصر من عالم التشيع إلى المنهج السني. 

 

من هو العاضد لدين الله؟ 

العاضد لدين الله أبو محمد عبد الله بن يوسف بن الحافظ لدين الله، ولد حسب رواية المقريزي يوم الثلاثاء لعشر من المحرم سنة 546 هجري وبويع لثلاث عشرة من رجب سنة 555 هجري وعمره يومئذ تسع سنين بعد وفاة الصالح بن زريك، المعروف باسم الملك الصالح، أحد أفضل رموز الدولة الفاطمية وأبرز فقهائها.  

 

وبسبب تولي العاضد الخلافة صغيرًا في السن، بالإضافة إلى ضعف الدولة الفاطمية في أواخر عهدها وقت أن وصلت إليه، أدى ذلك إلى تنازع أهم رجلين في الدولة على الوزارة والحكم،  شاور بن مجير السعدي،  وضرغام بن عامر، وكان وزير الدولة في هذا التوقيت هو الحاكم الفعلي للبلاد.  

 

واستعان شاور بملك الشام نور الدين محمود، بينما استعان ضرغام بملك بيت المقدس الإفرنجي، فقام نور الدين بإرسال حملة من الشام لنصرة شاور، كان علي رأسها أسد الدين شيركوه وابن أخيه صلاح الدين الأيوبي، وأثناء الحملة افتتن أسد الدين بمصر، وبعد أن عاد إلى الشام ظل يحلم بتوحيدها مع دمشق وحلب وتكوين قوة كبرى تستطيع تحرير بيت المقدس.

 

وعزم مع نور الدين محمود على الخروج بحملة ثانية إلي مصر، وجرت الأمور في صالحهم عندما زحفت جيوش ملك القدس الإفرنجي نحو مصر، وما كان من العاضد إلا أن بعث إلى نور الدين محمود، يستنجد به على ملك الإفرنج، فأرسل له حملة كبيرة بقيادة أسد الدين شيركوه، واصطحب الأخير ابن أخيه صلاح الدين معه.

 

لكن ما استعاد جيش نور الدين محمود الأمن في مصر، عادت للوزير شاور طموحاته وأطماعه القديمة بالسيطرة على البلاد، ولكن الخليفة اكتشف مؤامرته وخاصة بعد سوابقه بالتحالف مع الأفرنج فأمر بقتله، إذ كان ناقمًا عليه بسبب سوء سياسته، وقام العاضد بتعيين أسد الدين في وزارة جديدة، وثبت بذلك أقدام بني أيوب في مصر، ما مهد الطريق أمام صلاح الدين لحكم مصر فيما بعد.

 

أسباب عودة الخلافة العباسية إلى مصر 

ومع الوقت أصبح من الواضح أن الدولة الفاطمية تلفظ أنفاسها الأخيرة، فأرسل نور الدين إلى صلاح الدين الأيوبي طالبًا إياه بإيقاف الدعاء إلى الخليفة الفاطمي، والدعاء إلى الخليفة العباسي في مساجد مصر. 

 

ولم يرغب صلاح الدين الامتثال لهذا الأمر خوفًا من النفوذ الشيعي في مصر، وأخذ يراوغ في تأخير الأمر، إلا أن نور الدين هدد صلاح الدين بالحضور شخصيًا إلى القاهرة وتطبيق الأمر، فاتخذ صلاح الدين الإجراءات اللازمة، لكن لم يتجرأ أحد على القيام بذلك، وحدثت مفاجأة غريبة، بعد أن حضر شيخ سني من الموصل زائرا، ودخل المسجد الأزهر وخطب للخليفة العباسي المستضيء بأمر الله في أول جمعة من سنة 567 هـ، الموافق في شهر سبتمبر من سنة 1171م، لتحذو القاهرة كلها حذوه. 

 

وفي هذا الوقت مرض الملك العاضد لدين الله وأصبح على فراش الموت،  ولم يلبث طويلًا حتى فارق الحياة، فأصبح صلاح الدين الحاكم الفعلي في مصر، ليس لأحدٍ فيها كلمة سواه، ونقل أسرته ووالده نجم الدين إليها ليكونوا له أعوانًا مخلصين، وبهذا زالت الدولة الفاطمية تمامًا بعد أن استمرت 262 سنة.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية