رئيس التحرير
عصام كامل

كيف غيرت هجمات 11 سبتمبر أمريكا إلى الأبد؟ انتشار الخوف والشك في الآخر.. تناقص الحريات الفردية.. وزيادة الفجوة في التعامل مع أبناء الشرق الأوسط

أنصار اسامة بن لادن،
أنصار اسامة بن لادن، فيتو

لا تغادر الذاكرة الأمريكية الصور المؤلمة في هجمات 11 سبتمبر عام 2001، من انهيار برجي التجارة العالمي على الأرض واحدا تلو الآخر، إلى تصاعد الدخان عبر الشوارع، وفوق الكتل السكنية، نهاية بتشكل عقدة الخوف والارتباك من الآخر وخاصة مواطن الشرق الأوسط على وجه التحديد، لذا على مدار نحو ربع قرن، ما زالت الأسباب والدوافع والأثر محل بحث حتى الآن، بعد أن غير الحادث الولايات المتحدة ومواطنيها إلى الأبد. 

 

دوافع هجمات 11 سبتمبر 2001  

تراكمت أسباب هجمات 11 سبتمبر 2001 قبل أكثر من عقد على حدوث التفجيرات، حيث زادت وتيرة التطرف الديني بشدة بفعل الغزو السوفييتي لأفغانستان، ودعم أمريكا اللا محدود لجحافل التيارات الجهادية وتوجيهها لمحاربة السوفييت، وكان طبيعيا أن يتحول أنظار أبناء هذا التيار المتطرف إلى أميركا، بسبب دعمها المطلق لإسرائيل والأنظمة المعادية لهم في المنطقة. 

 

وخلقت مقاومة الاحتلال السوفييتي لأفغانستان في ثمانينيات القرن العشرين شبكة من المقاتلين الأشداء تحت راية تنظيم القاعدة، وبعد مراجعات كثيرة، أصبحت أمريكا هي العدو لهذه الشبكة وأبنائها، ولأسباب أخرى غير إسرائيل، منها تمركز القوات الأمريكية في المملكة العربية السعودية أثناء حرب الخليج في عامي 1990 و1991 الذي اعتبرتها القاعدة انتهاك للأماكن المقدسة حول مكة والمدينة. 

 

ومن هنا قرر أسامة بن لادن وأتباعه من أعضاء القاعدة استهداف المصالح الأمريكية في المنطقة، من خلال تنظيم سلسلة من الهجمات الإرهابية على ثكنات عسكرية أمريكية في السعودية عام 1996، والسفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998، وسفينة تابعة للبحرية الأمريكية في ميناء عدن  عام 2000. 

 

محاولات فاشلة لإيقاف بن لادن 

قبل هجمات 11 سبتمبر 2001 ومع تعاظم خطر أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة، استخدم الرئيسين بيل كلينتون وجورج بوش أجهزة الاستخبارات والدبلوماسيين والعسكريين لإحباط التهديد المتزايد للإرهاب، ولكنهم فشلوا في الكشف عن أخطر مغامرة دبرها بن لادن، والتي تلخصت لاحقا في مهاجمة نيويورك وواشنطن العاصمة بطائرات مدنية مختطفة يقودها انتحاريون. 

 

وأدى الهجوم المفاجئ في  11  سبتمبر 2001 إلى تدمير برجي مركز التجارة العالمي، وإلحاق أضرار بالغة بمبنى البنتاجون، وخلف الحادث نحو ثلاثة آلاف قتيل أميركي، لذا تفاعلت الولايات المتحدة مع هجمات الحادي عشر من سبتمبر بطرق مختلفة، إذ بعد عدة أسابيع من وقوع الهجمات، أمر الرئيس جورج دبليو بوش بغزو أفغانستان. 

 

وأطاحت الولايات المتحدة بنظام طالبان، الذي وفر لأسامة بن لادن ملاذًا آمنًا، لكن تنظيمه استمر حتى يومنا هذا بفضل قدرته على استخدام معاقله في المنطقة الجبلية الجنوبية الشرقية من أفغانستان وباكستان المجاورة، لذا نجحت حركة طالبان في استرداد الحكم بعد إسقاطها عنه عام 2001. 

 

وأدى التأثير النفسي لهجمات الحادي عشر من سبتمبر إلى دفع الرئيس جورج بوش الإبن لشن حرب مدمرة على العراق في عام 2003 لإسقاط نظام صدام حسين، من منطلق تعهدات «بوش» بمنع أي هجمات إرهابية مفاجئة إضافية، وخاصة في ظل السيناريوهات الكابوسية التي ترددت في الإعلام الأمريكي حول انتشار أسلحة الدمار الشامل واستهداف المصالح الأمريكية، فأطلقت الولايات المتحدة حملة مستمرة لتحديد زعماء الإرهاب والقضاء عليهم.  

 

ما الذي تغير في الولايات المتحدة بعد الهجمات الإرهابية؟

شكلت أحداث 11 سبتمبر 2001 حساسية أمنية مرتفعة للغاية ​​لدى الشعب الأميركي، توجت بإنشاء مكتب في البيت الأبيض للتعامل مع المخاطر الداخلية في البلاد. 

 

ودبرت الدولة حملة إعلانية ضخمة لدفع المواطنين إلى البقاء يقظين والإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة والاستعداد للكوارث، كما أقرت الولايات المتحدة قانون باتريوت لعام 2001، وواجه عدد من الانتقادات بسبب التفريط في حريات واسعة بالقانون بحجة مكافحة الإرهاب واستباق الخطر.  

 

ولم تلتفت السلطات الأمريكية للانتقادات الموجهة إليها وقامت باعتقال 1200 رجل من أصل شرق أوسطي لاستجوابهم وحاكمت المشتبه بهم بالإرهاب في محاكم عسكرية، وأصبحت تتنصت على الاتصالات دون موافقة أصحابها، وتداهم مواقع دون أوامر تفتيش.

 

واستمرت الهواجس الأمريكية بسبب الخوف من المجهول سنوات طويلة، وإن بدأت تقل تدريجيا خلال السنوات القليلة الماضية، وألغي الالتزام ببعض أحكام قانون باتريوت، لكن عجلة الزمان لم تعد إلى الخلف، إذ تسيطر الحساسيات التي تربت على تداعيات هجمات 2001 على عقلية الحكم والسياسة، وتزيد من سطوة اليمين المتطرف تجاه اللاجئين والمهاجرين وتحاصرهم بالمزيد من التشريعات والقرارات الخانقة، لجعل البلاد مكان غير صالح للقادمين من الشرق إلى الجنة الموعودة في بلاد العم سام.  

 

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية