رئيس التحرير
عصام كامل

أسامة بن لادن العقل المدبر لـ هجمات 11 سبتمبر.. عزز قوته خلال حربه مع السوفييت.. نفذ العديد من الضربات القاتلة ضد المصالح الأمريكية.. ومحاولات تصفيته استمرت 20 عاما

أسامة بن لادن، فيتو
أسامة بن لادن، فيتو

منذ 23 عاما، حدثت هجمات 11 سبتمبر 2001، التي غيرت العالم، وأثارت الخوف في قلوب الأمريكان، وكشفت النقاب عن شخص، أصبح أسطورة الرعب في الرواية الأمريكية والغربية، وهو أسامة بن لادن، الذي لم تنقطع التساؤلات حوله من وقتها وحتى الآن، إذ كيف لرجل من الشرق، أن يخطط لسرقة طائرات ويضرب بها المركز التجاري الأهم في الغرب، وكذلك وزارة الدفاع لأكبر دولة في العالم. 


كيف حدثت هجمات 11 سبتمبر 2001؟

 

اصطدمت طائرة مخطوفة صباح يوم 11 سبتمبر بالطوابق من 93 إلى 99 في البرج الشمالي لـ مركز التجارة العالمي رقم 1، كما اصطدمت طائرة مخطوفة أخرى بالطوابق من 77 إلى 85 من البرج الجنوبي مركز التجارة العالمي رقم 2 بعد 17 دقيقة من الحادث الأول، ولحظتها كان هناك ما بين 16400 و18000 شخص في مجمع مركز التجارة العالمي.

 

واشتد الحريق الناجم عن الاصطدامات بسبب اشتعال وقود الطائرات، وأضعفت الضربة الصعبة من الدعم الفولاذي بالأبنية التي تربط كل طابق بالجدران الخارجية للمبنى، وإلى جانب الأضرار الأولية التي لحقت بالأعمدة الهيكلية، تسبب الاصطدام في انهيار البرجين، كما دمرت المباني الخمسة الأخرى في مجمع مركز التجارة العالمي بسبب الأضرار التي لحقت بها عندما سقط البرجين التوأمين، وتسبب انهيار المباني في تدمير الموقع بأكمله.

 

مسؤولية تنظيم القاعدة عن هجمات 11 سبتمبر 

 

كشفت التحقيقات سريعا أن تفجيرات 11 سبتمبر نفذت بواسطة أربع طائرات نقل مدني تجارية، قادتها أربع فرق تابعة لتنظيم القاعدة، ووُجِهت لتصطدم بأهداف محددة، وقد نجحت ثلاث منها في ذلك، بينما سقطت الرابعة بعد أن استطاع ركَّاب الطائرة السيطرة عليها من يد الخاطفين لتغيير اتجاهها، ما أدَى إلى سقوطها وانفجارها في نطاق أراضي ولاية بنسيلفانيا.

وتمثلت أهداف الطائرات الثلاث في ضرب برجي مركز التجارة الدولية الواقعة في مدينة مانهاتن، ومقر وزارة الدفاع الأمريكية، المعروف باسم البنتاغون، بينما لم تُحدد التحريات حتى اليوم الهدف الذي كان يريد خاطفو الطائرة الرابعة ضربه.

وحسب التحقيقات، نفذ تفجيرات 11 سبتمبر 19 فردًا من تنظيم القاعدة، استطاعوا خطف الطائرات من شركتان أمريكيتان رائدتان للنقل الجوي، ونفذوا الهجوم الذي راح ضحيته 2977 شخصًا بجانب الأعضاء الـ 19 المسؤولين عن خطف الطائرات وتنفيذ الهجوم.

وخلفت العملية آلاف الجرحى والمصابين بأمراض مختلفة، جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة، ويعتبر عدد الضحايا ضمن الأكبر في تاريخ البشرية، كما تعد هجمات 11 سبتمبر هي الحادثة الأكثر فتكًا لرجال الإطفاء وضُبَّاط إنفاذ القانون في تاريخ الولايات المتحدة، بعد أن قتل منهم 343 للإطفاء، و72 من الجهات الأمنية والقضائية. 

مسئولية أسامة بن لادن عن تفجيرات 11 سبتمبر 

اتجهت الأنظار سريعا نحو أسامة بن لادن، أحد رموز التيارات الجهادية في النصف قرن الماضي، والذي وجهت إليه أصابع الاتهام عن تدبير الخطة، والعمل على إنجاحها، بما شكل صدمة كبيرة للرأي العام العالمي.
 

هكذا تعاظمت قوة أسامة بن لادن


ينتمي أسامة بن لادن إلى تنظيم القاعدة وهو قائده التاريخي، والقاعدة هي منظمة دولية متطرفة، تأسست أواخر ثمانينيات القرن الماضي على يد بن لادن، وشاركت في الحرب ضد الاتحاد السوفييتي بأفغانستان.

وكان الهدف الأساسي للقاعدة الإطاحة بالحكومات المدنية في الشرق الأوسط، وبلدان العالم الإسلامي، ولا سيما التي لا تفرض نظامًا سياسيًا واجتماعيًا دينيًا بشكل صارم، ولكنها حولت وجهتها إلى الولايات المتحدة، بهدف تقليص الدعم الأميركي للحكومات العربية والإسلامية، باعتباره عقبة رئيسية أمام إنشاء نظام عالمي تحت سلطة إسلامية.

وتعاظمت قوة القاعدة بشدة منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، وأعلنت مسؤوليتها عن العديد من الهجمات الإرهابية، بما في ذلك تفجيرات السفارة الأمريكية في كينيا وتنزانيا عام 1998، والهجوم على المدمرة الأمريكية كول عام 2000، كما تحالفت مع جماعات إرهابية أخرى في تنفيذ عدة هجمات، بما في ذلك تفجير بالي عام 2002، وتفجير قطار مدريد عام 2004، وتفجيرات لندن عام 2005، وهجمات مومباي الإرهابية عام 2008.

وتمركز تنظيم القاعدة في أفغانستان، وأدار من هناك معسكرات تدريب، وكانت قياداته تعيش علنًا في البلاد تحت حكم حركة طالبان، وهي جماعة دينية متطرفة أيضا، واستمرت في السلطة حتى 2001، قبل إسقاطها بواسطة الغزو الأمريكي. 

رد فعل أمريكا على هجمات 11 سبتمبر

في 20 سبتمبر 2001، وفي خطاب أمام جلسة مشتركة للكونجرس، أعلن الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش ما أسماه محور الشر ( إيران ـ العراق ـ  كوريا الشمالية)، وحملهم مسئولية التطرف والإرهاب في العالم، وشدد على أن أي دولة ستستمر في إيواء الإرهاب أو ستدعمه ستعتبرها الولايات المتحدة نظامًا معاديًا.

وأصرت الحكومة الأمريكية على ضرورة تسليم حركة طالبان رموز تنظيم القاعدة وعلى رأسهم أسامة بن لادن على الفور، وعندما رفضت طالبان، انطلقت الولايات المتحدة إلى تنفيذ خطتها بغزو أفغانستان وتدمير حكم نظام القاعدة، ومع ذلك لم تنجح أمريكا في استهداف بن لادن في هذا التوقيت، ووصلت إليه بعد نحو 20 عاما، وتحديدا في مايو 2011، عندما نجحت إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما في تصفيته داخل حدود باكستان، من خلال عملية معقدة دامت 40 دقيقة، وشارك بها مروحيات الشبح بالتعاون مع بعض عناصر المخابرات الباكستانية.

وقتل أسامة بن لادن برصاصة في رأسه بعد اشتباك خاطف، كما قتل أيضا ثلاثة آخرون منهم أحد أبنائه البالغين وعنصرين في القاعدة، وفقدت قوة المغاوير الأمريكية مروحية أباتشي إثر إصابتها بقذيفة آر بي جي، ورغم غياب بن لادن منذ نحو 13 عاما، لكنه ما زال يمثل مشكلة نفسية ضخمة لأغلب الأمريكان الذين عايشوا الوقائع، كما ساهمت عمليته في عدد من التغيرات العالمية منها النظرة الغربية السلبية للإسلام والمسلمين، وتنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
 

الجريدة الرسمية