رئيس التحرير
عصام كامل

أبو عبيدة وقناة الجزيرة.. والذين معهم!

في أعقاب الحادث الذى وقع قبل أيام قليلة على جسر اللنبي (الملك حسين) الفاصل بين الضفة الغربية المحتلة والأردن، وقام خلاله سائق شاحنة أردني بقتل ثلاثة من أفراد جيش الاحتلال بمسدس كان يحمله عند دخوله بشاحنته ممر العبور على الجسر، لقي السائق الأردني حتفه على أيدي باقي حراس المعبر من أفراد جيش الاحتلال.. 

 

عقب الحادث خرج أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس على الرأي العام بتصريح حول الحادث قال فيه " نبارك العملية البطولية والنوعية على معبر الكرامة التي نفذها الشهيد الأردني البطل ماهر الجازي أحد أبطال طوفان الأقصى"، لافتًا إلى أن مسدس البطل الأردني في نصرة أقصانا وشعبنا كان أكثر فاعلية من جيوش جرارة وترسانة عسكرية مكدسة.


ورغم أن الوقت ليس وقت حساب أو عتاب أو مراجعة لأي فرد من أفراد المقاومة الفلسطينية فيما نعتقد انه يجب مراجعته انتقاده، الا ان الأمر يقتضي، حسبما أري، أن يفكر أو عبيدة وغيره جيدا قبل التورط في أي تصريح اعلامي يكشف إلى أي مدي غياب العقل والمنطق والرؤيا الإستراتيجية في فكر حركة حماس وغيرها من حركات المقاومة المسلحة!


الأمر اللافت أنه على ما يبدو أن المنطق الذي يحكم كلام وتصريحات ابوعبيدة، هو ذات المنطق الذى يستخدم في صنع رأي عام موجه داخل قطاع غزة يطل برأسه بين الحين والأخر موجها اتهامات بالتقصير وأكثر بحق العرب والجيوش العربية، هذا المنطق تروجه وتدعمه على الدوام قناة الجزيرة المتعهد الحصري بتولي وجهة نظر حماس وقادتها.. 

وجميعنا يتابع ويري على مدي اللحظة تعليقات تعرضها القناة لأناس من شعب غزة يقولون عبارة واحدة مكررة وين العرب، ويرددون كذلك عبارات تحوي اتهامات للعرب الذى خذلوهم، بحد وصفهم.


ورغم أن الجزيرة ترفع شعار الرأي والرأي الأخر إلا إننا لم نري ولو مرة واحد علي شاشتها من يلوم قادة حماس أو يسألهم أين هم أو حتي ينبههم الى ان احتماء البعض بالمدنيين يتسبب في مقتل العشرات بل المئات من المدنيين من أبناء غزة تقتلهم قوات الاحتلال الغاشم بلا تمييز متي توافرت معلومة عن تواجد أي من قادة حماس وسطهم.. 

 

وحادث استهداف محمد الضيف أحد قادة الحركة في منطقة المواصي، قبل أسابيع قليلة، خير دليل، حينها قتلت واصابت قوات الاحتلال ما يقرب من 300 من الأبرياء كان يتواجد الضيف بينهم، ولا يزال مصير الضيف مجهولا بين تأكيد قوات الاحتلال قتله في العملية ن بينما قادة حماس يؤكدون أنه على قيد الحياة ويقود المقاومة في غزة!
 

وتتبني الجزيرة كذلك الرأي الذى يقطع بأن حماس فازت في هذه المنازلة وإسرائيل خسرت، يقول بهذا الرأي كافة الخبراء الذين تستضيفهم الجزيرة، ولم نسمع أو نري مرة واحدة رأيا يخالف ذلك!
 

أعود لأبي عبيدة، الذى يشيد بالسائق الأردني الذى ارتكب الحادث الأخير، ويعلن أنه أحد كوادر السابع من أكتوبر، وكما نوهنا عاليه، ينتقد أبو عبيدة الجيوش العربية! أقول للاخ أبو عبيدة، وأكرر: يا سيدي، كان ينبغي أن ننتقد ونراجع المقاومين، لإننا نعتقد أنه مهما إختلفنا على أية أمور لا يجب أن نختلف على فكرة المقاومة وعلى ضرورة تصدير الشعور بالقلق والخوف للشعب والنظام الحاكم في دولة لكيان الغاصب.

 


ولكن.. كان يجب عليك أيضا ألا تستلم للإرهاصات والنزعات الباحثة عن أسباب للفشل.. يا سيدى إنكم كحركة وقيادات إخترتم ان تشتركون كضلع في مثلث الجماعات والميليشيات المدعوم من إيران (حزب الله – الحوثيين – حماس) واخترتم التنسيق وربما الترتيب وربما تلقي التمويل مع تلك القوي وهو أمر خاص بكم ويجب أن تتحملوا تبعاته، ولا ينبغي أن تأتي الأن لتلقي بالاتهامات المبطنة للجيوش العربية.. 

فلم نسمعك ولا أي من تابعيك يطالبون المعسكر الذي قررتم الإنخراط بداخله أن يثأر لقتل قادة ورموز حركتكم في الضاحية الجنوبية في لبنان، ولم نسمع أي منكم منتقدا أو لائما تلك القبلة التي اخترتم النظر صوبها والتحرك بأمرها، لم يسأل أي منكم هذه الدولة: كيف قتل زعيمكم بداخل أحد بناياتها، ولماذا لم تثأر هذه الدولة لنفسها كدولة تم اختراقها واختراق سيادتها.. لم نسمع منكم أي كلمة رغم أن هذه الدولة تملك جيشا جرارا.

الجريدة الرسمية