التسامح في مواجهة العنف والتطرف.. دورة تدريبية لـ "المصرية لحقوق الإنسان" تؤكد ضرورة ترسيخ لغة الحوار ونشر روح المحبة والوسطية
اختتمت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان فعاليات الدورة التدريبية، التي عقدتها على مدار يومين، بعنوان "تمكين المجتمع المدنى لتعزيز التنوع وقبول الآخر" في نسختها التاسعة عشرة.
افتتح الدورة التي حملت عنوان "تمكين المجتمع المدني حول قيم التسامح وقبول الآخر"، وعقدت بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ناومان الألمانية، عصام شيحة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان.
أكد شيحة أهمية البرنامج التدريبي الذي يستهدف نشر مفاهيم التسامح وقبول الآخر، ونبذ كل مظاهر العنف والتطرف والتعرف على الآليات الخاصة بتنمية ثقافة التسامح والتعددية، ضمن قيم الديمقراطية في المجتمع، مشيرا إلى أهمية التسامح في الخطاب الفكري وكيفية التصدي للأفكار المتطرفة، وماهية الآليات والمقومات الدولية لتعزيز ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر.
وأوضح شيحة أنه إذا أصبح التسامح سمة المجتمع فسنكون أمام بيئة مجتمعية تكاملية قائمة على مبادئ المساواة، واحترام الآخرين، على الرغم من اختلافهم، سواء في اللون أو اللغة أو الجنس أو الطبقة الاجتماعية أو الاختلاف في الآراء على المستوى السياسي والفكري.
التسامح فى مواجهة العنف والتطرف
وحول "نشر مفاهيم التسامح وأهميته للمجتمع"، ألقت هاجر نجيب، المحامية بالوحدة القانونية بالمنظمة محاضرة، عرَّفت من خلالها التسامح ومدى أهميته، إضافة إلى قيمة التسامح فى مواجهة العنف والتطرف.
وأشارت إلى أن التسامح هو عماد حقوق الإنسان، وهي الحقوق التي نصت عليها المواثيق والعهود الدولية لحقوق الإنسان فكل شخص من حقه ممارسة حقوقه بما يتناسب مع بيئته وثقافته فليس لأحد أن يفرض على الآخر انتهاج سلوك بعينه لممارسة هذه الحقوق.
واستعرضت أنواع التسامح، وهي: التسامح الديني، والثقافي، والسياسي، والاجتماعي، مؤكدة ن تسامح الذات هو الذي ينبع منه قبول واحترام الآخر.
وشددت هاجر على ضرورة ترسيخ لغة الحوار ونشر روح المحبة والتسامح والوسطية.
وفي محاضرة حول "آليات تنمية ثقافة التسامح وقبول الآخر ونبذ العنف والتطرف"، تساءل الدكتور أيمن عبد الوهاب، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية عن "كيف تنظر إلى قيمة التسامح على المستوى الإنساني الفردي وعلى المستوى المجتمعي من واقع القيم المجتمعية؟!".
التسامح يمثل ثقافة الفرد وتعبيره عن ذاته وأخلاقه
وألمح إلى قيمة التسامح التي تختلف نسبتها من فرد لآخر، وذلك وفقا لإدراك كل شخص لقيمة التسامح وكذلك كيفية ممارساتها، ولذلك فإن التسامح يمثل ثقافة الفرد وتعبيره عن ذاته وأخلاقه وإنسانيته أو ورعه وتقواه أو معتقداته الفكرية والثقافية والسياسية.
وأكد عبد الوهاب أهمية الوعي الذي له دور محوريٌّ لزيادة مدركاتنا لنصل إلى حوار مجتمعي سليم ومتنوع، ومن ثم التفاعل مع المجتمع وزيادة قيمة التسامح والتنوع وقبول الآخر، فالوعي هو من يجعل الأفراد يتقبلون تنوع واختلاف الآخرين.
تقريب المسافة بين المذاهب الدينية المتصارعة
واستعرضت الإعلامية الدكتورة سوزان حرفي، تاريخ "التسامح في الخطاب الفكري والديني"، والذي بدأ من عصور الظلام في أوروبا، وظل لأكثر من ثلاثة قرون، لكنه لم يتخذ صيغته النهائية إلا من خلال فلسفة التنوير التي صاغها مفكرون أمثال جون لوك وفولتير وغيرهما، وظل المفهوم من حيث نشأته بوصفه مفهوما مقترنا بمحاولة تقريب المسافة بين المذاهب الدينية المتصارعة التي ترتب على تصارعها والتعصب لكل منها، حروب دينية مدمرة وأشكال اضطهاد غير إنسانية ظلت تعانيها أوروبا لوقت طويل.
وتطرقت للحديث عن منظومة الأفكار التي تشكلت عبر التراكم المعرفي والذي ينبع من استقرار الأوضاع الداخلية لأي مجتمع بكافة مكوناته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكذلك السيكولوجية، وهو ما يفرق بين ما هو صواب أو خطأ، وبالتالي ليس لأحد أن يجعل نفسه وصيًّا على الآخرين ويحكم على معتقداتهم أو آرائهم الشخصية.
التسامح هو عماد حقوق الإنسان والأمن والسلام داخل المجتمع
وأكدت هايدي الفيشاوي، مديرة وحدة البحث والتدريب بالمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن التسامح هو عماد حقوق الإنسان وركيزة أساسية لإرساء قيم الديمقراطية والأمن والسلام داخل المجتمع، مستعرضة "الأطر التشريعية والمواثيق الدولية لتعزيز قيم التسامح ونبذ العنف".
وعرضت تفاصيل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهدين الدوليين للحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكيف تناولت هذه الأطر قيم التسامح ونبذ العنف والتطرف.
وتناولت هايدي الفيشاوي إعلان مبادئ بشأن التسامح والذي اعتمدته اليونسكو عام ١٩٩٥، ويهدف إلى تعزيز قيم التسامح داخل مجتمعات الدول الأطراف.
وكذلك خطة عمل الرباط لعام ٢٠١٢، والتي استهدفت تحقيق التوازن بين حرية التعبير، والتي هي حق أساسي، وبين ضرورة منع خطاب الكراهية الذي يحرض على العنف أو التمييز ضد الآخرين، بالإضافة إلى إعلان بيروت لعام ٢٠١٧ والذي يندرج تحت شعار "الإيمان من أجل الحقوق"، مستهدفا الترويج لقيم التسامح الديني، والتعايش السلمي، وقبول الآخر في منطقة الشرق الأوسط، التي تعاني من نزاعات دينية وطائفية.
واختتمت بأن تعزيز قيم التسامح وقبول الآخر هو أمر أساسي لبناء مجتمع يسوده السلام والتفاهم، من خلال بناء جسور التواصل والتعاون بين الناس بغض النظر عن اختلافاتهم العرقية والدينية والثقافية.
من جانبه، أشار هاني عبد الملاك، مدير البرامج بمؤسسة فريدريش ناومان الألمانية عن الدور الفعال للمؤسسة من تدريبات وتعزيز للشراكات مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في مصر، مشددا على ضرورة نقل المعرفة للمجتمع المحلي للمشاركين، وذلك بهدف تعزيز قيم الحوار وقبول الاختلاف مما ينعكس بالإيجاب على المجتمع والدولة ككل.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والفنية والأدبية.