زي النهارده، مقتل مسلم بن عقيل رسول الحسين لأهل العراق بعد مواجهة 80 فارسا بمفرده
في مثل هذا اليوم من عام 61 هجرية، قتل مسلم بن عقيل ابن عم الإمام الحسين بن علي وسفيره إلى أهل الكوفة لأخذ البيعة منهم، وهو أوّل من استشهد من أصحاب الحسين، لهذا يحظى بمكانة مرموقة ومتميّزة في أوساط الشيعة؛ ويقيمون له مآتم العزاء في شهر محرّم من كلّ عام، وتعرف الليلة الخامسة من المحرم في المجتمعات العربية الشيعية بليلة مسلم بن عقيل.
من هو مسلم بن عقيل
كان مسلم بن عقيل محاربا فذًا اتصف بالقوة البدنية، وكان مناصرا لعمه الخليفة علي بن أبي طالب وشارك في معركة موقعة صفين عام 37 هـ وجعله الخليفة علي قائدا لميمنة الجيش مع الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر الطيار.
وبعد وفاة معاوية بن أبي سفيان وتنصيب يزيد بن معاوية خليفةً من بعده، كان للحسين موقفٌ معارضٌ لهذا التنصيب لهذا رفض طلب حاكم المدينة المنورة مبايعة يزيد بقوله الشهير «مثلي لا يبايع مثله»، ورأى أن الوضع داخل المدينة أصبح خطرًا عليه وعلى أهله. الأمر الذي استدعى مغادرته للمدينة على وجه السرعة، فانتقل منها إلى مكة.
كانت أخبار هذه التطورات تصل إلى الكوفة التي تحوي على عددٍ لا بأس به من أنصار الإمام علي، المتحمسين إلى مبايعة الحسين فاجتمعوا في بيت سليمان بن صرد وكتبوا إلى الحسين ما نصه بمناصرته ووصلت الرسالة ومعها رسائل أخرى من أهل الكوفة أيضًا ومن البصرة تدعو الحسين إلى الذهاب إليهم.
كواليس تكليف مسلم بن عقيل بالسفر للكوفة
كلف الإمام الحسين مسلم بن عقيل بالذهاب إلى الكوفة والإطلاع على حال أهلها واستعداد المدينة لاستقباله، وتحرك ابن عقيل من مكة حاملًا معه رسالة الحسين إلى أهل الكوفة وأخذ معه دليلين لكنهما تاها بالطريق ولقيا حتفهما من العطش، إلا أن مسلم وصل سالمًا إلى الكوفة.
واستقبل الكوفيون مسلم بن عقيل بكثير من الحفاوة، وتلا عليهم كتاب الحسين وتعالت الهتافات المناصرة لابن الإمام علي، وتروي المصادر أن عدد المبايعين في ذلك اليوم كان نحو 18 ألفا، فأرسل مسلم رسالة للحسين يطلب منه القدوم إلى الكوفة.
وكانت هذه الأحداث تصل إلى مسامع والي الكوفة الأموي النعمان بن بشير ولم يكن يقوم بشيء غير نصح الناس على المنبر بترك مبايعة الحسين، وكان الأمويين من أهل الكوفة يرون أن النعمان إما ضعيف أو أنه يتظاهر بالضعف بفعل عدم اتخاذه إجراءات عسكرية ضد الملتفين حول ابن عقيل حتى وصل الأمر إلى أن اتهموه وهو على المنبر بالضعف فأجابهم: أن أكون من المستضعفين في طاعة الله أحب إلي من أن أكون من الأعزين في معصية الله».
وإزاء هذا الموقف، قام بعض أهل الكوفة بإرسال رسالة إلى يزيد بن معاوية يخبرونه بمجريات الأمور وبما رأوه تقاعسًا لأميرهم من والي الكوفة ومع وصول هذه الكتب إلى يزيد، أشار سرجون وهو أحد مستشاري يزيد وكان مساعدًا لمعاوية إلى يزيد بعزل النعمان عن ولاية الكوفة وتأمير عبيد الله بن زياد عليها لوسع حيلته وتدبيره وكان أميرًا على البصرة وسارع يزيد بالأخذ بنصيحة سرجون وعين عبيد الله أميرًا للكوفة وأمره بالتحرك إليها بسرعة قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.
وبدأ ابن زياد حكمه بالخطبة في الناس محذرا إياهم مما اسماها الفتنة، ثم بعد ذلك بدأ بعملية بث الجواسيس داخل المدينة للوصول إلى مسلم بن عقيل المختبئ هناك، واستطاعت قوات الحاكم الجديد الوصول إلى مكان مسلم ومحاصرته.
ولم يجد بن عقيل مفرًّا من القتال وواجه بمفرده حوالي 80 فارسا، وجرى القبض عليه واقتياده إلى قصر الإمارة حيث عبيد الله بن زياد الذي أمر بقتله.
انتهى أمر مسلم بن عقيل في 9 من ذي الحجة 60هـ، وكان مقتله دلالة واضحة عن ما سيحدث للحسين لاحقا، إذ لقي نفس المصير بالفعل.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.