رئيس التحرير
عصام كامل

فرص عودة الهيمنة للقارة العجوز فى الشرق الاوسط، الصفقات الاقتصادية الحل وخبراء: مطلوب انهاء المبادرات العبثية والعشوائية

الاتحاد الأوروبي،
الاتحاد الأوروبي، فيتو

تعيش بلدان الشرق الأوسط أزمات غير مسبوقة، وكلها تهدد بزاول دول كبرى في المنطقة، مما يشكل أضرار خطيرة على القارة الأوروبية التي تقع على الجانب الآخر من سواحل أغلب بلدان المنطقة، لكن أوروبا منذ زمن طويل وهي خارج المعادلة، وتترك الكرة كاملة في ملعب أمريكا التي عملت في العقد الأخير على إعادة ضبط سياستها الخارجية حتى تنأى بنفسها عن مشكلات الشرق الأوسط، مما ترك الحبل على الغارب لقوى آخرى مناوئة للغرب.. فما فرص عودة القارة العجوز مرة آخرى.

تاريخ أوروبا المعقد في الشرق الأوسط 

 

كانت أوروبا في السابق صاحبة الريادة في ملعب الشرق الأوسط، وأخضعت المنطقة برمتها إلى هيمنة القوى العظمى الأوروبية وخاصة بعد الحرب العالمية الأولى، قبل أن تكافح من أجل الاستقلال.

 

كانت القوتان للتان لعبتا دورا أساسيا في تشكيل الدول الجديدة التي ولدت من تفكيك الإمبراطورية العثمانية، مترددتين في التخلي عن مستعمراتهما، لكن أسفر نضال بلدان المنطقة عن تبديد هذه الرغبات، على شاكلة حرب تحرير الجزائر، والتي تركت مشكلات نفسية عميقة في العلاقة بين فرنسا والجزائر حتى الآن.

 

وأدى تطور الحركات القومية في منتصف القرن الماضي إلى اشتباكات عسكرية وثورات جاءت بزعماء يعادون الغرب مثل جمال عبد الناصر ومعمر القذافي وصدام حسين وحافظ الأسد.

 

وحاولت القوى الأوروبية رغم هذه الأجواء العدائية الحفاظ على نفوذها، لذا لجأت انجلترا وفرنسا عام 1956 ــ بمساعدة إسرائيل ــ إلى إشعال حرب فاشلة للسيطرة على قناة السويس بعد أن أممها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومع خروج الفرنسيين والبريطانيين من الصورة، وسعت واشنطن وموسكو بعد ذلك نطاق حربهما الباردة إلى المنطقة.

 

تخوفات أوروبا من مشكلات الشرق الأوسط 

 

تواجه أوروبا واقعًا لا مفر منه، إذ تعج أغلب بلدان منطقة الشرق الأوسط بمشكلات قد تنعكس عليها بشكل مباشر في صورة مئات الآلاف من المهاجرين من دول مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن، وهي مقدمات تحمل عواقب وخيمة على الأمن الأوروبي ومصالحه الاقتصادية وخاصة بعد أن انقلب الربيع العربي الذي دعمه الغرب إلى شتاء قارص على أوروبا.

 

غرقت سوريا في الفوضى وولد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق ـ داعش ـ لاستهداف المصالح الغربية رأسًا، وفي ليبيا أدى سقوط القذافي بدعم فرنسي إلى تقسيم البلاد بشكل كارثي.   

 

بناء على هذا التخبط تراجعت أوروبا خطوات واسعة للخلف في الشرق الأوسط بسبب سياستها الكارثية، لكن هذا التراجع ترتب عليه ظهور تحالفات جديدة وأصبح هناك لاعبيين دوليين واقليميين يمارسون أدوارا لحل المشكلات المختلفة بما يتناسب مع مصالحهم في المقام الأول. 

 

من ينافس أوروبا حاليا في الشرق الأوسط ؟ 

 

ويشهد الشرق الأوسط منافسة شرسة حاليا بين الولايات المتحدة وروسيا، وكلاهما يعتمد على وجوده العسكري في بلدان مختلفة، فضلًا عن الصراع على النفوذ في المنطقة بين الولايات المتحدة والصين في المجالات التكنولوجية والاقتصادية. 

 

وتتمثل القضية الرئيسية بالنسبة للاتحاد الأوروبي، المشاركة في جهد منسق لمنع انهيار بعض الدول العربية بفعل الفقر والإفلاس والفرار الجماعي نحو الشواطئ الشمالية للبحر الأبيض المتوسط.

 

وأغلقت اغلب بلدان أوروبا حدودها للحد من مشكلة اللاجئين بالمخالفة للقانون الأوروبي، كما وجدت نفسها مضطرة إلى دفع مليارات الدولارات حتى تتمكن تركيا من منع اللاجئين من مغادرة شواطئها، ونفس الأمر بالنسبة لعدد من الدول الآخرى. 

 

شروط عودة أوروبا إلى الشرق الأوسط 

 

وتملك أوروبا عددا كبيرا من أوراق اللعب الدولي، مثل الدبلوماسية الحازمة، والعقوبات الاقتصادية، والصفقات الاقتصادية الناجحة التي يتبناها الاتحاد الأوروبي لحل المشكلات الدولية، بخلاف سمعة أوروبا في السياسة الدولية، إذ تظهر دائما كقوة استقرار تدعم الإصلاحات السياسية في البلدان المختلفة، كما تدعم تعزيز قوة الأمم المتحدة في حل المشكلات الدولية. 

 

ويقول حافظ الغويل، الباحث الأمريكي من أصل ليبي، والمدير التنفيذي لمبادرة شمال أفريقيا في كلية الدراسات الدولية بجامعة جونز هوبكنز في العاصمة الأمريكية واشنطن، أن أوروبا عليها إعادة تشكيل دورها بما يتماشى مع الحقائق الحالية في المنطقة. 

 

وشدد على ضرورة انتهاء عصر المبادرات العبثية والعشوائية، سواء كان الأمر يتعلق بالتهديدات النووية، أو صراع العراق لإعادة تأكيد سيادته، أو العواقب الفوضوية للحرب الأهلية في سوريا، أو تفتت لبنان، أو محاولات بناء الدولة الفلسطينية المحطمة.

 

ويوضح الغويل أهمية عمل أوروبا على تطوير نهج متماسك، مما يتطلب إعادة هيكلة تواجد أوروبا في المنطقة العربية في وقت يمثل تحدٍ خاص، إذ يشهد تشكيل جديد للشرق الأوسط الذي لم يعد خاضعًا للنفوذ الأميركي.

 

وحسب الباحث، يتعين على أوروبا أن تملأ الفراغ بالدبلوماسية الحاسمة، والعمل القوي، وضمان عدم تكرار الأخطاء التاريخية، وتعلم الدروس المستفادة من تجاربها السابقة في المنطقة، مؤكدا أن العقد المقبل لن يحدد مسار الشرق الأوسط فحسب، بل وأيضًا دور أوروبا في النظام العالمي.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية

الجريدة الرسمية