رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب إصرار الاحتلال على إشعال الضفة الغربية.. يستغل فرصة الحرب لإلحقاها بمصير قطاع غزة.. يرغب في توسيع الاستيطان.. ودفع سكانها إلى النزوح خارج الأرض المحتلة

انتهاكات الاحتلال
انتهاكات الاحتلال في الضفة، فيتو

 يسارع الاحتلال الإسرائيلي الزمن لإلحاق الضفة الغربية بمصير قطاع غزة، يحاول إشعال الجانب الآخر من الأراضي الفلسطينية حتى لا يبقى على الأرض ما يجسد الكيان الفلسطيني أمام العالم، لكن ما أسباب ذلك، ولماذا لا يتخوف الاحتلال من الفاتورة المرتفعة للصراع، وأي مكاسب من تحويل الضفة إلى نيران مشتعلة؟. 

ماذا يحدث في الضفة الغربية؟ 

 ويسعى الاحتلال الإسرائيلي بشكل يومي إلى تدمير البنية التحتية المدنية الفلسطينية بالكامل، يهدم البيوت ويجرف الشوارع في محاولة لدفع  سكان الضفة إلى التهجير القسري، حيث يملك خطة لإجبار نحو 90% من السكان على المغادرة حال تعقيد الحياة عليهم. 

 

ويستغل الاحتلال الوضع المحتقن للضفة الغربية قبل حرب غزة في السابع من أكتوبر، وكان مروعا بما فيه الكفاية، حيث بلغ عنف المستوطنين أعلى مستوياته على الإطلاق، وكذلك بناء المستوطنات. 

وتعترف اغلب منظمات حقوق الإنسان بممارسة الاحتلال تمييز متزايد في الضفة الغربية وارتكاب جرائم فصل عنصري، وخاصة بعد أن أصبح يتمتع نحو 750 ألف مستوطن بحقوق حصرية مميزة بموجب القانون المدني الإسرائيلي، في حين يتحمل الفلسطينيون الأحكام العرفية والسجن في مراكز الاحتجاز، وتشير الأدلة إلى تعرضهم للإساءة والتعذيب بشكل منتظم.

 

تاريخ الضفة الغربية 

والضفة الغربية تشكل ما يقارب 21% من مساحة فلسطين الانتدابية، ويشكل مهجرو حرب 1948 حوالي 30% من سكانها الذين يبلغ تعدادهم اليوم حوالي 3 ملايين فلسطيني. 

وتبلغ مساحة الضفة الغربية 5,860 كم²، وتشمل هذه المنطقة جغرافيًا جبال نابلس وجبال القدس وجبال الخليل والشطر الغربي من غور الأردن، وسميت بالضفة الغربية في سياق ضم هذه المنطقة إلى المملكة الأردنية عقب مبايعة مؤتمر أريحا الملك عبد الله ملكا على ضفتي نهر الأردن. 

واحتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967، وأدت حالة الرعب التي ترتبت على دموية الهجوم الإسرائيلي إلى نزوح ما يقارب 70 ألف فلسطيني، بعضهم من لاجئي حرب 48، إلى الضفة الشرقية.

وأدى ضغط الأمم المتحدة عقب وقف إطلاق النار إلى وعد إسرائيلي بإعادة النازحين وملأ بالفعل ما يقارب الـ 176 ألف فلسطيني استمارات العودة التي وزعها الصليب الأحمر، لكن إسرائيل لم تسمح إلا بعودة 14 ألف نازح فقط، وتجمع النازحون حتى عام 1968 في مخيمات على امتداد نهر الأردن، ثم اضطروا إلى النزوح مجددا إلى مناطق أبعد في الضفة الشرقية بعد تكرر الاعتداء الإسرائيلية على غور الأردن.

في المقابل أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرار 242 الذي نص على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها، لكن إسرائيل رفضت التخلي عن السيطرة على الضفة الغربية بل زادت في العناد وضمت أجزاء من القدس الشرقية، وانتزعت أراضي أخرى عبر الاستيطان الإحلالي، كما أنشئت إدارة للمنطقة باسم "يهودا والسامرة".

 

ثورات الضفة الغربية ضد الاحتلال الإسرائيلي

 ورسم وزير الحرب الصهيوني الشهير موشيه دايان، استراتيجية التعامل مع سكان الأرض المحتلة في الضفة الغربية، التي قامت على السيطرة العسكرية والأمنية على المنطقة مع إبقاء السكان العرب منفصلين عن إسرائيل، واقتضى ذلك العمل على تيسير حياة السكان العرب تحت الاحتلال تحت إدارة ذاتية لشؤون الحياة اليومية فقط لاغير.

وأمام ضغوط الحياة، انتفض الفلسطينيون في الضفة ضد الاحتلال الإسرائيلي المفروض عليهم، من أبرز تلك الانتفاضات انتفاضة عام 1987 الذي تلاها بدء مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، حيث قبلت فيها منظمة التحرير الفلسطينية في إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي عام 1993 الاعتراف بإسرائيل مقابل إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة على أساس قرارات الأمم المتحدة.

 

خطة تخريب الضفة الغربية بواسطة نتنياهو 

ولا ينكر رئيس الوزراء بنيامين بنيامين نتنياهو امتلاكه خطة تخريب الضفة الغربية، إذ حاول دائما ضم المنطقة (ج) كما وعد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش باستضافة مليون مستوطن جديد في الضفة الغربية قبل شهرين فقط، والآن أصبحت عملية إخلاء وادي الأردن وتلال جنوب الخليل من المجتمعات الفلسطينية سريعة للغاية.

 

الموقف الدولي من التحرش الإسرائيلي بالضفة الغربية 

دخل وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في صراع دبلوماسي سياسي من نظرائه في العالم، عندنا نشر على السوشيال ميديا يقول: يجب علينا معالجة هذا التهديد الإرهابي بكل الوسائل الضرورية، بما في ذلك، في بعض حالات القتال العنيف، السماح للسكان بالإخلاء مؤقتا من حي إلى آخر داخل مخيم اللاجئين لمنع إلحاق الأذى بالمدنيين وتمكين تفكيك البنى التحتية للإرهاب التي أنشئت هناك".

حديث وزير الخارجية المتطرف، استدعى ردا من رئيس الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قائلا: "إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو دعوة وزير خارجية إسرائيل إلى تهجير الناس من الضفة الغربية، وفعل الشيء نفسه تقريبا الذي فعلوه مع الناس في غزة. وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق".

وترفض الإدارة الصهيونية موقف السلطة الفلسطينية الذي يتعامل معها بندية شديدة، لذا ترغب في وضعها على قائمة الأعداء، ما لم تتصرف باعتبارها أداة في يد المحتل، وهذا يعني المزيد من عمليات نقل الأراضي الكبرى إلى إسرائيل في الضفة الغربية، مما يؤدي إلى ضم المنطقة ج على الأقل، مع نزوح فلسطيني كبير إلى مدن مكتظة بالفعل، لكن السلطة تعرف جيدا أن هذا المخطط يعني السحق البطئ لاحقا لجميع أشكال القيادة الفلسطينية وهياكل الحكم.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية