صوماليلاند كلمة السر.. صراع جديد داخل القرن الأفريقي.. بوادر حرب بين إثيوبيا والصومال.. ومقديشو تكشر عن أنيابها
يبدو أننا قاب قوسين أو أدني من اندلاع صراع جديد بين الصومال وإثيوبيا قد يتطور إلى حرب بين الدولتين بسبب إقليم أرض الصومال "صوماليلاند"، ففى إشارة على التلويح بورقة الحرب، تعهد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، بعدم السماح لـ إثيوبيا بالوصول إلى البحر بالقوة.
رئيس الصومال يتوعد إثيوبيا بورقة القوة
واتهم الرئيس الصومالى، أديس أبابا بالسعي إلى ضم مزيد من الأراضي الصومالية، على خلفية الاتفاق الذي عقدته مع إقليم "صوماليلاند" الانفصالي، وسط تصاعد الأحداث في منطقة القرن الإفريقي.
وعقد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، يوم السبت اجتماعًا حاسمًا مع قيادة القوات المسلحة الوطنية بوزارة الدفاع، حسبما أعلنت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية.
فيما شدد، في كلمة قبل الاجتماع، على أن «الصومال لن تسمح لإثيوبيا بالوصول إلى البحر بالقوة، متهمًا أديس أبابا بالسعي إلى ضم مزيد من الأراضي الصومالية.
وقالت وكالة الأنباء الصومالية، إنه خلال الاجتماع، أطلع اللواء إبراهيم شيخ محي الدين، قائد الجيش الوطني الصومالي، إلى جانب كبار الضباط من مختلف الفروع العسكرية، الرئيس على العمليات الجارية التي تهدف إلى القضاء على الإرهاب في جميع أنحاء البلاد. وركزت المناقشات على التقدم والاستراتيجيات الجاري تنفيذها لضمان الأمن والاستقرار الوطني.
وأضافت: يسلط هذا اللقاء الضوء على التزام الحكومة بتعزيز قدرات الجيش وتعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب.
إثيوبيا تنقل قوات عسكرية على حدود الصومال
وجاء ذلك، فيما أعلن الجيش الصومالي، استعادة منطقة هلغن التابعة لمحافظة هيران وسط البلاد من سيطرة حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وكانت وسائل إعلام إثيوبية أشارت إلى أن أديس أبابا ستنقل قوات عسكرية إلى حدودها مع الصومال ردًا على تعزيزات عسكرية دفعت بها الصومال قبل أيام.
بداية الأزمة بين إثيوبيا والصومال
وبدأت الأزمة بين البلدين عندما مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، قد أعلن في الأول من يناير الماضي أن أديس أبابا وقعت اتفاقا مبدئيا مع إقليم أرض الصومال الانفصالي، غير المعترف به دوليا، لاستخدام ميناء بربرة على البحر الأحمر.
وقال آبي أحمد، خلال مراسم التوقيع مع رئيس أرض الصومال، موسى بيهي عبدي، في العاصمة الإثيوبية: "تم الاتفاق على هذا الآن مع أشقائنا في أرض الصومال، وتم التوقيع على مذكرة تفاهم اليوم".
من جانبه، قال عبدي إنه في إطار هذا الاتفاق، ستكون إثيوبيا أيضا "أول بلد يعترف بأرض الصومال كدولة مستقلة، في الوقت المناسب".
وبدوره، أوضح رضوان حسين، مستشار الأمن القومي لآبي أحمد، أن مذكرة التفاهم "تمهد الطريق لإثيوبيا للتجارة البحرية في المنطقة، بمنحها إمكانية الوصول إلى قاعدة عسكرية مستأجرة على البحر الأحمر".
وأضاف أن أرض الصومال ستحصل في المقابل على حصة في الخطوط الجوية الإثيوبية المملوكة للدولة.
ولم تحصل أرض الصومال على اعتراف دولي واسع النطاق، رغم إعلانها الحكم الذاتي عن الصومال في عام 1991. وتقول الصومال إن أرض الصومال جزء من أراضيها.
الجدير بالذكر أن وكالة الأنباء الوطنية الصومالية "صونا" قالت في ديسمبر الماضي إنه بعد جهود وساطة تزعمتها جيبوتي، اتفقت الصومال وأرض الصومال على استئناف محادثات تستهدف حسم نزاعاتهما.
بوادر حرب بين أديس أبابا ومقديشو
وردا على ذلك الاتفاق، دعا رئيس الصومال، حسن شيخ محمود، في يناير الماضي أبناء بلاده إلى "الاستعداد للدفاع عن وطنهم"، في حين نظمت مسيرات في العاصمة مقديشو، ضد الاتفاق.
ونقلت صحيفة "جارديان" البريطانية عن مستشار كبير للرئيس الصومالي، دون أن تذكر اسمه، قوله: "نحن نتبع كل الخيارات الدبلوماسية، وأعتقد أن إثيوبيا ستعود إلى رشدها، لكننا مستعدون للحرب إذا أراد آبي أحمد ذلك".
وتجدر الإشارة إلى أن إثيوبيا الواقعة في منطقة القرن الأفريقي، تعتمد حاليا على جيبوتي المجاورة في معظم تجارتها البحرية.
تأمين حصول إثيوبيا على منفذ للبحر الأحمر
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي تحدث عن مسألة تأمين الوصول إلى البحر الأحمر خلال محاضرة متلفزة خلال أكتوبر الماضي، معتبرًا ذلك هدفًا استراتيجيًا لبلاده.
وحذر في الوقت ذاته من أن الفشل في تأمين حصول إثيوبيا على منفذ للبحر الأحمر قد يؤدي إلى صراع. وقوبلت تصريحاته بتوبيخ من إريتريا والصومال وجيبوتي، التي وصفت جميعها سيادتها وسلامة أراضيها بأنها مقدسة وغير مفتوحة للمناقشة.
وأثار موقف آبي أحمد بشأن البحر الأحمر مخاوف بين الدبلوماسيين من عدم استقرار إقليمي جديد، حيث تكافح إثيوبيا بالفعل لقمع المعارضة الداخلية واسعة النطاق، خاصة في منطقة أمهرة شمالي البلاد، حيث تقاوم الجماعات المسلحة جهود دمجها في الجيش الاتحادي، بحسب "بلومبرج".
دوافع إثيوبيا من توقيع اتفاق الميناء مع إقليم أرض الصومال
وعن دوافع إثيوبيا لتوقيع هذا الاتفاق، رأى الباحث والمختص في الشؤون الأفريقية، محمد تورشين، أن "أول دافع لدى آبي أحمد هو رغبته في توحيد شعبه حول قضية قومية جديدة، خاصة بعد الانتهاء من مرحلة كبيرة من أعمال إنشاءات سد النهضة".
وأضاف: "إثيوبيا تعاني الآن من اضطرابات كثيرة، فلديها مشاكل في إقليم تيجراي مع (جبهة تحرير شعب تيجراي)، بالإضافة إلى أن قوات الحكومة المركزية تخوض معارك شرسة مع ميليشيات جيش تحرير أورومو، كما أن آبي أحمد يعاني إشكاليات كبيرة مع قومية الأمهرة، التي تعد من القوميات الكبيرة في البلاد والمتهمة بأنها تسيطر على مقاليد الدولة العميقة".
واستطرد خلال تصريحات نقلتها قناة الحرة الإخبارية: "إذا نظرنا إلى تلك العوامل، نجد البلاد تعاني اضطرابات خطيرة بسبب خلافات الحكومة مع 3 أكبر قوميات في البلاد، بما تشكله من ثقل سياسي واقتصادي وديموغرافي، ناهيك عن أن علاقات أديس أبابا غير جيدة مع إقليم أوغادين، الذي تسكنه قبائل تمتد جذورها إلى الصومال، لذا فإن آبي أحمد محتاج داخليا إلى مثل هذا الاتفاق، على أمل إعادة اللحمة الوطنية للالتفاف حوله".
يشار إلي أن الفترة الماضية شهدت تطورا كبيرا في العلاقات المصرية الصومالية وتأكيد قوة ومتانة العلاقات التاريخية بين مصر والصومال، والحرص المشترك على تدعيمها على مختلف الأصعدة، والبناء على نتائج زيارة الرئيس الصومالي الأخيرة لمصر. وتم التوقيع على بروتوكول تعاون بين البلدين.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.